مادّة «السلوك» الحوثية.. اتجاه إجباري لطلبة المدارس نحو «المستقبل المظلم»

الساعة 04:31 مساءاً (يمن ميديا - خاص)

 

ضمن خططها الممنهجة لتحويل المدارس إلى معسكرات، والطلبة إلى قنابل موقوتة تستخدمهم في حروبها المدمّرة، قررت مليشيات الحوثي الإرهابية إضافة مادة دراسية جديدة ضمن المقررات الدراسية الأساسية بالمدارس الحكومية.

وينص القرار المذيّل بتوقيع شقيق زعيم المليشيات "يحيى الحوثي" والذي عيّنته الجماعة وزيراً للتربية والتعليم، على إضافة مقرر يسمّى بـ "مادة السلوك" إلى المواد والمقررات الدراسية لطلاب المرحلتين الأساسية والثانوية، واعتبارها مادة يتوجب على الطالب اجتيازها لتحقيق النجاح كباقي المواد الدراسية الأخرى".

وبحسب وثيقة تداولتها وسائل إعلام محلية ونشطاء، فقد حددت نسبة النجاح في هذه المادة بـ(50) درجة كحد أدنى وبـ(100) درجة كحد أعلى، كأي مادة دراسية أخرى، واعتبار الطالب الذي يحصل على (49) وما تحتها راسباً ولا يحق له الانتقال إلى الصف الدراسي الأعلى ما لم يجتاز الحد الأدنى للنجاح في المادة.

على أن يتم العمل بالقرار المليشياوي الجديد ابتداء من العام الدراسي الجاري، وفق الوثيقة الموجهة إلى قطاع المناهج والتوجيه (الإدارة العامة للاختبارات) لإضافة المادة إلى الوثائق والمطبوعات من كشوف الرصد والسجلات الاختبارية. 

وتعقيباً على هذه الخطوة، قال مصدر تربوي، إنه "لا يوحد حتى اللحظة معلومات عن شكل المادة أو مضمونها أو معايير تأليفها والمنهجية التي انتهجها المؤلف، وكذا لا معلومات عن آلية تدريس هذه المادة أو من سيدرّسها".. متوقعاً بأنها "لا تبعد عن كونها مادة تعبوية كما هو حال الملازم الأخرى التي دفعوا بها إلى المدارس خلال السنوات الماضية".

وأضاف في حديثه لـ"يمن ميديا": "الأمر المختلف والأخطر في الأمر هذه المرّة، هو أن الطالب لا يتجاوز الفصل الدراسي ما لم ينجح في هذه المادة، وهذا يكشف هدف الحوثيين الأهم من وراء إضافتها، وهو ليس السلوك كما يظن الناس، بل هو الطلبة أنفسهم".

وأشار المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويّته لأسباب أمنية، إلى أنه "من شأن هذه المادة وضع مستقبل عشرات الآلاف من الطلاب في أكثر من 8 آلاف مدرسة تحت تصرف الحوثيين، حيث سيجبرون الطلاب على تنفيذ أوامرهم من أجل النجاح ما لم فسيعتبرونه مخالف وغير مؤدب وهو ما يجعله يراوح مكانه عدّة سنوات حتى يخضع أو يغادر المدرسة والتعليم برمّته".

وذكر المصدر في معرض حديثه لـ"يمن ميديا" أن "الطلاب ملزمون بالتفاعل والمشاركة في الأنشطة الطائفية التي تقيمها المليشيات في المدارس ومنها فقرات التعبئة في طابور الصباح وترديد الصرخة وقسم الولاية، والمشاركة في المهرجانات والاحتفالات بمناسباتها الدينية التي تتجاوز 10 مناسبات، وفي مناسباتها السياسية كالوقفات والتظاهرات، بالإضافة إلى المشاركة في الدورات الطائفية التي تقيمها لطلبة المدارس، وأخيراً الالتحاق للقتال في صفوفها وهو الهدف الأول بالنسبة للحوثيين".
وحول هذا، علّق الدكتور عمر ردمان، بقوله: "تربية الحوثي تقرر إضافة مادة السلوك لطلبة المدارس. عن أي سلوك ستتحدثون يا نفايات القرون المظلمة؟ لا تجيدون سوى سلوك الجريمة ومسلك إبليس الرجيم". 

وأضاف ردمان بصفحته علة تويتر رصدها "يمن ميديا": "لن أقول لكم الإجراءات القانونية اللازمة لذلك لأنكم خارج القانون، ولأنكم وضع طارئ لن يبقى منكم سوى لعنات الأجيال وذكراكم السيئة في تاريخهم".

من جانبه، اعتبر الناشط عدنان الضلعي، في تغريدة له على تويتر، أن إضافة مليشيا الحوثي لهذه المادة "خطوة واضحة لتجهيل عقول النشء".. مضيفاً: "وهذا سيمكنها من غرس المفاهيم والمعتقدات الخاطئة الخاصة بها لتؤسس جيلًا مسلحًا بالخطاب الطائفي الذي يفضي بتكفير أي طائفة مناهضة للمشروع السلالي".

وأما الصحفي كمال السلامي، فطرح السؤال التالي: "ما نوع السلوك الذي تريده الجماعة..؟".. مضيفاً بصفحته على تويتر: "الفقر والقهر هما أبرز أسباب الانحرافات..  ووجود سلطة غاشمة تمارس العبث باسم الله والدين والقانون..  يذهب بالأخلاق والمروءة".

ويرى مراقبون أن "إقدام الحوثيين على جعل هذه المادة إلزامية ولا ينتقل أي طالب إلى مستوى أعلى ما لم يتجاوزها بنجاح يثبت فشل كل ما قامت به المليشيات على مدى سنوات بهدف تعبئة الطلبة وتحشيدهم إلى الجبهات، وهو ما دفعها لاتخاذ خطوات أكثر صرامة لإرهاب الطلبة وإجبارهم على الخضوع لها، وهو ما يحتّم على الجميع الوقوف بجدّية مع الطلبة وإنقاذهم من السير إجباريًا نحو المستقبل المظلم والمجهول".

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر