عامان على انتفاضة ديسمبر.. متى يتحول خطاب قيادات المؤتمر والإصلاح إلى واقع؟
 المؤتمر والإصلاح

الساعة 11:36 مساءاً (علي العقبي)

بعد عامين من انتفاضة ديسمبر يطرح الخطاب التصالحي والتقاربي لقيادات أكبر حزبين يمنيين هما المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح سؤالاً يبحث الجميع له عن إجابته هو: هل نحن على أبواب عودة لتحالف حقيقي لهذين الحزبين إلى جانب بقية الأحزاب، أم أن الحال سيستمر، ويستمر معه الطاغي يعبث بالبلاد شرقاً وغرباً؟
الخطابات المؤتمرية الإصلاحية الأخيرة أظهرت النية للتقارب والتحالف، واقتربت أكثر من تشخيص البؤس الذي اعترى اليمنيين نتيجة تمزق هذا التحالف الحزبي، إلا أن الجواب الذي ينتظره الشعب اليمني هو تحول هذا الخطاب إلى واقع يتجسد على الأرض. 

على أساس مخرجات الحوار

يؤكد الدكتور أحمد عبيد بن دغر نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام مساندته للدعوات المتصاعدة لتشكيل "تحالف وطني يكون أساسه حزبي المؤتمر والإصلاح، وكل أحزاب الجمهورية والوحدة والديمقراطية، على أساس مخرجات الحوار الوطني. 
وقال: "إن الواجب الوطني يفرض علينا تلبية كل دعوة مخلصة من شأنها دعم جهود تعزيز وتمتين عرى التضامن الوطني لإنقاذ بلادنا من هزيمة محتملة، ودمار هائل أسبابه واضحة،، وتقسيم يدبر ويخطط له بعناد في السر والعلن".
وأكد أنه لم يعد لدى السياسيين والقادة والمناضلين الأحرار والشباب والمرأة في داخل الوطن وفي خارجه، إلا العودة للشعب اليمني، ليخاطبوه ويواجهوه بالحقائق المرة، باعتبار الشعب هو السند والذخيرة وطاقة الفعل التي لا تهزم.
وأشار إلى الآثار السلبية التي عشناها خلال السنوات الماضية نتيجة الإقتسام على المصالح المؤقتة، والتي أدت إلى هزيمة أنفسنا وقيمنا النبيلة معنا، وألحقت ببلدنا أضراراً جسيمة.
وأضاف: "حان الوقت لأن نصحح مواقفنا ونرتقي بنضالنا وطموحاتنا نحو غايات ومصالح بلدنا الكبرى". "الساحة اليمنية تخلو في اللحظة الراهنة تخلو من تحالف حقيقي يقف في الفراغ".
وفي السياق يؤكد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركاني، في بيان له بالذكرى الثانية لانتفاضة الثاني من ديسمبر على أهمية الاصطفاف الوطني لاستعادة الجمهورية واستئناف عمل مؤسسات الدولة. مؤكداً أن المؤتمر الشعبي العام برجاله الأنقياء الأوفياء عازمون على استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب والحفاظ على الجمهورية والواحدة. 

وحدة الصف الجمهوري

وفي الوقت الذي رحب فيه حزب التجمع اليمني للإصلاح بأي جهد أو دعوة لإقامة تحالف وطني بينه وبين المؤتمر الشعبي العام، أكد رئيس الدائرة الإعلامية للحزب علي الجرادي في تغريدات له بمناسبة الذكرى الثانية لانتفاضة الثاني من ديسمبر إن استعادة الجمهورية مرة أخرى لا يمكن إلا بوحدة الصف الجمهوري والوطني وتجاوز الذوات وكل الحسابات الصغيرة التي لا ترقى لمستوى يليق بالجمهورية اليمنية.
وقال: إن الخلاف بين أبناء الصف الجمهوري سبب مباشر لعودة الإمامة بنسختها الايرانية فكريا وعسكريا. مؤكداً أن مليشيات الحوثي قدمت درساً معمداً بالدم والدمار والاستعباد مفاده أن لا مكان في اليمن في ظل سيطرتها لأي يمني يؤمن بالجمهورية والتعددية والمواطنة المتساوية.
وأشار إلى أن مشروع المليشيا لا يستوعب إلا من يؤمن بخرافة الاصطفاء والعنصرية ويقبل بالعبودية والتنازل عن آدميته وكرامته وحريته.

خطاب تقاربي تصالحي

وأمام هذا التقارب والإتحاد في خطاب قيادات أكبر حزبين في البلاد توجه قيادات سياسية وحزبية دعوات للأحزاب وناشطيها وسياسييها إلى تبني خطاب تصالحي يرتقي بهذا التقارب ويعزز من وحدة الصف الوطني في مواجهة الحوثي، والإتحاد خلف القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
ووفق وزير الإعلام معمر الإرياني فإن انتفاضة ديسمبر جاءت لتعزز حالة العزلة التي تعيشها ‎المليشيا الحوثية المدعومة من ايران وتؤكد الرفض العارم وحالة الغليان التي يعيشها الشعب اليمني في انتظار الانتفاضة الكبرى التي ستكون حاسمة في معركة استعادة الدولة واسقاط الانقلاب
‏ودعا الإرياني كل القوى الوطنية لتجاوز خلافاتهم والتوحد خلف الشرعية الدستورية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في معركة الخلاص من المليشيا واستعادة اليمن دوره البناء في محيطه الإقليمي والدولي.
ويؤكد المحامي  محمد المسوري في تصريح خاص لـ"الثورة نت" أن انتفاضة ديسمبر لم تكن انتفاضة المؤتمر وحده فقط ، بل انتفاضة الشعب بأكمله، ودعوة لكل القوى السياسية الوطنية للخروج في وجه المليشيا الحوثية.
وقال المسوري: "اليوم علينا أن نتكاتف جميعاً،وأن نوحد صفنا لكي ننقذ الشعب الذي، يعاني الأمرين،نحن اليوم في مرحلة شتات يستفيد منها الحوثي الذي يزرع بيننا الخلافات،والمشاكل، والفتن، ويزرع عناصره بيننا ،لكي يستمر انقلابه،ويستمر في سيطرته على البلاد".
وحث المسوري في تصريحه للثورة نت قيادة المؤتمر بالوقوف مع رئيس الجمهورية، وطي صفحة الماضي، واعتبر ذلك مسؤولية تاريخية تحتاج تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية.
وأكد أن المرحلة الراهنة تحتاج توحيد الصف الجمهوري،والإبتعاد عن الخلافات والمهاترات الإعلامية. داعياً النشطاء والإعلاميين من جميع قوى السياسية إلى التوقف عن المهاترات الإعلامية في وسائل التواصل لأن هذه الحملات تخدم الإنقلاب الحوثي الذي لن ينتهي إلا بتكاتف الجميع. 

مخاطر استمرار الخلاف

ويؤكد الدكتور محمد السمان عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد" في تصريح لـ"الثورة نت" أنه بسبب المكايدات السياسية استطاع أعداء الجمهورية (الحوثيون) اختطاف البلاد ومقدراتها والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني والإجماع الوطني.
 وقال السمان "إن الثاني من ديسمبر مثل نقطة تحول لاستعادة دور المؤتمر كحزب له رصيد على الساحة اليمنية، واستطاع صالح بما يملكه من كارزما وحضور أن يعلن فك الارتباط معهم، فكان موقفاً استطاع أن يختم به حياته كموقف مشرف وقوي، وختم حياته وهو يقاوم هذه المليشيا ويدعو لرفضها والانفكاك عنها. 
وأضاف: "اليوم يبقى الدور على محبي صالح والمؤتمريين في استنهاض ولملمة المؤتمر ليعود حزباً وطنياً له الحضور الوطني والإسهام مع بقية القوى السياسية لاستعادة اليمن والخروج به إلى بر الأمان وليسيروا على وصايا صالح الأخيرة، في الحفاظ على الثورة والجمهورية والحرية، ومقاومة الذراع الاستعماري لإيران المتمثلة في مليشيا الحوثي.
وفي ختام التقرير نورد جزءاً مما نشره خالد الرويشان وزير الثقافة الأسبق في صفحته على الفيسبوك حيث أكد أنه لن تقوم لليمن قائمة وحزبا المؤتمر والإصلاح متحاربان.. داعياً هذين الحزبين لإعادة البوصلة إلى اتجاهها الصحيح لاستعادة البلاد واستعادة أنفسهم قبل ذلك.
وقال: "ثمة صغار لم يتعلموا أبدًا رغم كل الكوارث.. آن للكبار أن يوقفوا مهازل الصغار! هل ثمة كبار مايزالون!؟". 
 وأضاف: "خذوها مني..لن تخرج اليمن من هذه البئر إلا بتحالف حقيقي بين الحزبين الكبيرين!  وإلا فإن القادم أسوأ مما يمكن أن يتخيله أحد! حدّد الهدف واعرف الطريق أيها السائس الذي لا يتعلم أبدًا!".

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر