أحمد اليفرسي
أحمد اليفرسي
لا تزال كل إمكانيات النصر الساحق بأيدينا
الساعة 09:27 مساءاً

ما كانت ولن تكون معركة اليمنيين مع الحوثي الإمامي منفردًا، بل كان الحوثي - ولايزال- معززًا بدعم ومساعٍ دولية وإسناد إقليمي ممثلًا بإيران وحلفائها، تلك حقيقة لا يماري في ثبوتها يمني على الإطلاق. وحيث أننا نواجه عالمًا وغدًا لا اعتبار في حساباته إلا للمصالح والاجندات الخاصة، بغض النظر عن الشعارات المعلنة التي يتمظهر بها، فإننا ينبغي أن نعي أن هذا العالم نفسه هو من أوصلنا لهذا الحال، متسلحًا بما وجده لدينا من صراعات غذّاها وراهن عليها وسعى لتوسيعها حتى أوصل الخلاف والصراع بين فرقاء الوطن إلى مرحلة اللا عودة.

ليس فيما سبق من قول إعفاء لمسؤوليتنا نحن اليمنيون عما جرى ويجري، أو يُفهم منه إعطاء صك غفران لزلاتنا الكارثية بحق أنفسنا ووطننا، بل هو تقرير لحقيقة لا بد أن تؤخذ في الحسبان حين نبتدر إلى المعركة الإعلامية والسياسية والعسكرية والفكرية ضد الاحتلال الحوثي السلالي لوطننا مدعومًا بأجندات إيران وشراكتها مع أمريكا والغرب، فلم يعد أمامنا اليوم من حيلة إلا التعامل مع هذا الواقع الذي وصلنا إليه ولن تنفع بكائياتنا على ما جنته أيدينا سابقًا.


مختصر السردية
منذ وطئت قدما جمال بن عمر اليمن عقب أحداث 2011م، وقد جاء مبعوثًا دوليًا لتحقيق هدف ظاهره (تحقيق انتقال سلمي آمن للسلطة في اليمن، وباطنه تنفيذ المرحلة الأولى من خارطة طريق تنتهي بتسليم صنعاء ومؤسسات الدولة لعصابة الحوثي الطائفية.
وبدأ بن عمر يضع اللبنات الأساسية للمشروع الدولي الحاصل في اليمن اليوم، وبدأت خارطة الأحداث حينها تجرنا جرًا دون وعي منا وكأننا تعاطينا مخدرًا عالي الكيف والأثر شل قدراتنا على الرؤية الصحيحة وتقدير المواقف وسيرورة الأحداث، عزز ذلك النشوة الوطنية التي انتبتنا خلال مشاورات مؤتمر الحوار الوطني وما تلاها من مخرجات راقية ظننا أن اليمن بعدها ستقفز بسرعة الضوء إلى موقع متقدم بين الأمم، وهو ما كان سيحدث فعلًا لو أن اليمنيين التحموا ببعضهم ونفذوا مخرجات مؤتمر الحوار ابتداء بصياغة الدستور ثم الاستفتاء وانتخاب الرئيس والبرلمان. وهي ذاتها خطة مجلس التعاون الخليجي في المبادرة الخليجية التي كانت المخرج الآمن بعيدًا عن الأجندات الدولية التي التفت عليها وأفشلتها، تبين فيما بعد أن مساعي المبعوث الدولي وتلويحه بإنجاز مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مجرد جزرة رمى بها المجتمع الدولي للشارع اليمني وللقيادات اليمنية، كي تلاحقها وتتلهّى بها ريثما يزحف الحوثي ويتم تسليمه العاصمة ويفرض بعدها مخرجاته الطائفية التي بدا وكأنها هي المخرجات التي صاغها المجتمع الدولي لليمن خفية من الجميع وباستخدام الجميع، مستغلًا حالة الاحتقان والنزعة الثأرية التي أصابت الجميع من الجميع، نفذها ببراعة متناهية الدهاء حتى انتهى مصيرها إلى حضن الحوثي.


مجلس القيادة الرئاسي ورث الوضع ولم يصنعه
تطوافي التاريخي أعلاه غرضه التذكير بأن التدخلات الخارجية في اليمن عبر المبعوثين الأمميين ليست وليدة اللحظة أبدًا بل هي قديمة منذ أن ارتضينا مبعوثًا أمميًا لشؤوننا الداخلية ووصلنا إلى أن أدرجت اليمن ضمن البند السابع في ميثاق الأمم المتحدة، واستكملنا الوصاية الدولية على البلد، وحكمنا الخارج في دولتنا وقرارنا ومصير شعبنا من البداية.
هذا ما فعلنا ولا تزال ظروفه هي الحاكمة اليوم على الشرعية والدولة اليمنية، وعليه فلا يجوز أبدًا أن نحمل مجلس القيادة الرئاسي الذي ورث كل تلك التركة وحده المسؤولية ونطالبه بما فرطنا فيه حين كنا في القصر الجمهوري بصنعاء.
علينا اليوم أن نتعامل بحكمة مع الواقع، أن نستخدم ما بأيدينا من شرعية لتعطيل والتصدي لكل المساعي التي تخدم الحوثي، وأن نستخدم تلك المساعي ذاتها لتعطيلها.
لقد تعامل مجلس الأمن والأمم المتحدة وأمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي مع الحوثي كطرف بلا التزامات كونه طرف لا شرعي وغير معترف به، فيعطيه كل ما يريد بدعوى أنه لا يستطيع أن يضغط على (صعلوك متمرد) أو على (بلطجي) لا قانون يحكمه، واستفرغ كل قوته في الضغط على قيادة الدولة الشرعية منطلقًا من مسؤولياتها والتزاماتها الإقليمية والدولية.
نعرف أن المجتمع الدولي يتعامل بعين عوراء مع مشاكل المنطقة ويدلل من يشاء ويطلق يد من يشاء من الحركات والجماعات الإرهابية، ونعرف أننا نتعامل أمام قوى دولية بلا قيم ولا أخلاق، وهذا يضاعف علينا المسؤولية أكثر، ويدعونا لأن نبحث عن سبل لا تستعدي كل أولئك الأعداء بل نسحب من تحتهم البساط بهدوء ودهاء حتى نقف معهم على أرضية خالية من كل الأردية التي يتلفعون بها لعرقلة استعادة الدولة.

لا تزال كل أسباب القوة بأيدينا
نحن الشرعية المعترف بها دوليًا وهم المتمردون الإرهابيون، نحن الاقتصاد الرسمي والبنوك، نحن القوات الحكومية الشرعية، نحن الذي ينتظرنا الشعب على أحر من الجمر كي ينقض على الحوثي في كل مدينة وقرية وجبل ووادٍ، نحن المجتمع المدني كله، ونحن الأحزاب والقبائل والمنظمات، نحن الشعب اليمني بمختلف طوائفه ومذاهبه ومدارسه وقبائله، وهم سلالة وطائفة.
نحن الدولة والمجتمع والمؤسسات الرسمية
لدينا جيوش وليس جيشًا واحدًا يستطيع أن يصل صنعاء في حرب واحدة في غضون شهر أو بضعة أشهر.
لا يزال في المتناول شن حرب شاملة في كل الجبهات في المخا والحديدة وتعز ومأرب والبيضاء، وحجة وصعدة والجوف، ولحج، وإب، وحرب شاملة اقتصادية وحرب في الاتصالات وفي كل مجال، وهي الحرب التي ينبغي أن تبقى نصب أعيننا وحاضرة في وعينا ليس لأننا نرفض السلام ولا نقبل به، بل لأننا نعرف مسبقًا نوايا الحوثي ومشروعه ونعرف أنه لن يقبل سلامًا، أما السلام الذي يتحدث عنه فهو الاستسلام له، وهذا محال هو من يجب أن يستسلم فكل إمكانيات سحقه وهزيمته إلى الأبد متوفرة بين يدي مجلس القيادة الرئاسي.

على الناشطين والإعلاميين وأصحاب الرأي والحضور الجماهيري أن يكون كل ما سبق حاضرًا في ذهنياتنا ونحن نخوض هذه المعركة المقدسة ضد العبودية، وضد العنصرية السلالية التي تستهدف عقيدتنا وحريتنا وكرامتنا، وحاضرنا ومستقبلنا.
علينا أن نثبت ولا نعطي العدو ما يريد مهما طالت المعركة وتمادى المجتمع الدولي في المكر والتواطؤ، فإن العاقبة لنا والنصر لشعبنا حتمًا.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر