ناجي الحرازي .. قصّة جريح حوثي تخلت عنه المليشيات بعد أن أعادته إلى حضن أمه ببقايا روح

الساعة 10:28 مساءاً (يمن ميديا- الثورة نت)

 

أن تجد أما تفضل لفلذة كبدها الموت فهذا يعني أن ألم حياته يفوق أضعاف حزنها إن هي رأته محمولا على الأكتاف مغادرا الحياة الدنيا إلى الأبد، لأن أعلى درجات الحنان عند الأم تتجه إلى ولدها الذي يعيش المعاناة.. لكن هذا ما وصلت إليه أم جريح حوثي أخذته المليشيا بكامل قواه الجسمية والعقلية، لتعيده إلى أحضانها محمولا؛ فاقدا الوعي؛ يتمنى الجميع موته بعد أن فقد كل شيء إلا المعاناة.

ناجي الحرازي - اسم مستعار لجريح الحوثي بحسب مقترح والدته - يبلغ من العمر 26 عاما، أصيب في جبهة الدريهمي بالساحل الغربي في مايو 2018 بإصابة أقعدته الفراش، وحولت حياته وحياة والدته إلى جحيم لا يطاق، بعد أن وجدت نفسها وحيدة تكافح لكي تخفف عن ولدها القعيد، ولو جزءاً يسيرًا من معاناة الحياة الأشبه بالموت.

تؤكد أم ناجي الحرازي وهي تحكي ألمها لـ"الثورة نت" أن ولدها أصيب برصاصة في الرأس أفقدته وعيه وحركته وإحدى عينيه، وحولت حياته إلى عذاب بعد أن رمته المليشيا أشبه بجثة هامدة، حين أخرجته من مستشفى الدكتور عبدالقادر المتوكل بعد أسبوع من إصابته دون أن تخرج رصاصته التي علقت برأسه، ليصبح هو وأمه قصة معاناة تكشف استهتار مليشيا الحوثي بحياة مقاتليها وجراحها.

وفق أم ناجي فإن كل ما قدمته المليشيا لابنها الذي ضحى بصحته وسعادته وحياته من أجلهم، سلة غذائية و15 ألف ريال قبل عامين، ليدخل بعدها في قائمة المنسيين لدى المليشيا التي أخذته لحما ورمته جثة ببقايا روح .. حتى أصدقائه الذين كانوا سببا في الزج به للإلتحاق بصفوف المليشيا، وحولوا حياته إلى جحيم، اختفوا تماما وكأنهم لم يعرفوه من قبل.

تقول أم ناجي: "بعت أرضية حقي اشتريتها في الحتارش قبل 10 سنة من اجل اعالج ابني ،وجلس في مستشفى آزال شهرين وعملوا له عملية اخرجوا الرصاصة من راسه، لكن وضعه على ما هو عليه، والله ان الموت افضل له من الحياة".

رفضت أم ناجي الإشارة إلى اسمها أو لقبها الحقيقي أو لقبت ولدها الطريح، واكتفت بان نسميها أم ناجي الحرازي، خشية أن تعلم مليشيا الحوثي الإرهابية أنها شكت مأساتها لوسيلة إعلامية تابعة للشرعية، لأنهم إذا عرفوا ذلك سيخضعونها للتحقيق وسيعرفون إسم الصحفية التي أجرت معها اللقاء.

توجه أم ناجي في ختام حديثها لـ"الثورة نت" عتبها ولومها للحكومة الشرعية والتحالف العربي، لتأخرهما في حسم المعركة ودخول صنعاء، فالناس بتأكيدها ينتظرونهم بفارغ الصبر، بعد أن وصلت المعاناة من مليشيا الحوثي كل بيت، واكتوى بانقلابها الجميع.

وبرأيها فإن ما يضاعف معاناة وآلام الناس عند مليشيا الحوثي هي أنهم غير قادرين على البوح بمعاناتهم، ومشاكلهم لأن كل من يتحدث عن ذلك في نظرهم خائن وعميل ويخدم العدوان، وهو ما يجعل الناس تنتظر قدوم الشرعية بأي وسيلة كانت.

يشار إلى أن "أم ناجي الحرازي" تبلغ من العمر 52 عاما، وباتت الآن هي من تعول أسرتها المكونة من طفل عمره 13 عاما وبنتين، بعد أن توفي زوجها قبل 9 سنوات، وبات ناجي إبنها الذي كان يحمل مصاريف نفسه وما يستطيع توفيره للبيت قبل إصابته ينتظر منها ما تستطيع توفيره له من أكل وشراب، ومصاريف إعالة جريح.

*لمشاهدة الانفوجرافيك بحجمه الأصلي.. اضغط هنــــــــــا

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر