المجازر الدموية.. هدايا الحوثيين العيدية لليمنيين منذ الإنقلاب (تقرير)

الساعة 09:26 مساءاً (يمن ميديا- فارس يحيى)

 

منذ انقلابها على الشرعية الدستورية والإجماع الوطني أواخر العام 2014، حوّلت مليشيات الحوثي الانقلابية حياة اليمنيين إلى جحيم، وتعمّدت إفساد أي لحظة فرح قد يعيشونها مع أطفالهم وأقاربهم حتى في المناسبات والأعياد السنوية.

ولأن طبيعتها ترفض التعايش مع الفرح والسلام، فقد وجدت مليشيا الحوثي في الأعياد الدينية (الفطر والأضحى) فرصتها لتنغيص أجمل أيام اليمنيين في السنة، من خلال تعمدها ارتكاب مجازر دموية خلال هذه المناسبات لتفسد أي فرح قد يتسلل إلى قلوب اليمنيين الذين يكتوون بأوجاع الحرب التي تسببت بها.
ورصد "الثورة نت" ارتكاب مليشيات الحوثي عشر مجازر دموية، وسبع جرائم استهداف متعمد للأحياء السكنية بالصواريخ والقذائف خلال 10 أعياد منذ العام 2015 وحتى 2020، تسببت في استشهاد 110 وإصابة 187 البعض منهم بإعاقات دائمة.

جرائم حرب
في ثالث أيام عيد الفطر المبارك سنة 2015، شنّت مليشيات الحوثي قصفاً عشوائياً مكثّفاً استهدف حي دار سعد في مدينة عدن ، ما أدى إلى استشهاد 43 مدنياً وإصابة أكثر من 100 آخرين من سكّان الحي ذاته الأمر الذي جعل تقرير خبراء الأمم المتحدة 2019 يصنفها على أنها جريمة حرب.
وبعد شهرين ونيف من هذه الجريمة ، ومع أول أيام عيد الأضحى المبارك، ارتكبت مليشيات الحوثي مجزرة أخرى بشعة بحق المدنيين في مدينة تعز، حينما استهدفت بصاروخ كاتيوشا سوق المواشي في شارع التحرير وسط المدينة، ما أسفر عن استشهاد 9 من المدنيين وإصابة 35 آخرين بينهم 5 أطفال.
وتزامن استهداف سوق المواشي مع قصف مدفعي استهدف عدّة أحياء سكنية أخرى مجاورة، لتحيل أفراح سكّان المدينة بمناسبة العيد إلى مأتم.
وفي العام التالي ومع حلول عيد الفطر (يوليو 2016) تفاجأ اليمنيّون بمجزرة وحشية ارتكبتها المليشيات الحوثية وراح ضحيّتها عدداً من الأطفال بعد أن استهدفتهم بصاروخ وهم يلعبون بأحد الأحياء السكنية في مدينة مارب.
ففي حين كان 21 طفلًا يلعبون في حي الزراعة بمدينة مأرب ابتهاجاً بحلول عيد الفطر المبارك، فوجئوا بثلاثة صواريخ حوثية أطلقتها المليشيات من مواقع تمركزها في جبل هيلان، وسقط أحدهم في الساحة التي كانوا يلعبون فيها ما أدى إلى استشهاد 8 أطفال بينهم طفل رضيع، وإصابة 13 طفل بعضهم أصبحوا معاقين، في حين سقط صاروخين على منزل مجاور للساحة.
وفي سبتمبر 2016، ارتكبت مليشيات الحوثي مجزرة مروّعة في مديرية الصلو جنوب شرق تعز، بالتزامن مع أول أيام عيد الأضحى، راح ضحيّتها شهداء وجرحى من أسرة واحدة.
ففي ظهيرة يوم العيد سقط صاروخ كاتيوشا أطلقته المليشيات الحوثية من مواقع تمركزها في دمنة خدير شرق مدينة تعز على منزل المواطن محمد عبدالله العمدة في قرية الودر، وأسفر عن استشهاد ثلاث نساء وطفلين فيما أصيب بقية أفراد الأسرة.
وفي أغسطس 2018، وتحديدًا في رابع أيام عيد الأضحى المبارك سقط صارخ حوثي باليستي على أحد الأحياء بمنطقة غليفقة التابعة لمديرية الدريهمي ما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة العديد المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء.
وفي 4 يوليو 2019 وتحديدا يوم عيد الفطر المبارك شنت مليشيات الحوثي قصفاً عشوائيًا بقذائف المدفعية على القرى الآهلة بالسكان في المسراخ وحيفان جنوب مدينة تعز، سقطت إحداها على منزل في قرية القرضين بالمسراخ، ما أدى إلى استشهاد طفلين وامرأة، وإصابة 6 آخرين بينهم أطفال اثنان منهم إصابتهم بالغة.
وثاني أيام عيد الفطر استهدف أحد قناصة ميليشيا الحوثي الطفل "عمرو يعقوب علي محمد" البالغ من العمر 12 عاماً، عندما كان يلعب مع أقرانه أمام منزله في حي المفتش أسفل منطقة عصيفرة شمالي مدينة تعز.

وفي ثالث أيام عيد الفطر 2019، شنت المليشيات الحوثية سلسلة هجمات دامية استهدفت أحياء سكنية متفرّقة في مدينة تعز، تسببت في استشهاد 4  وجرح 4 من المدنيين.
وفيما كان اليمنيون يعيشون أيام عيد الفطر المبارك 2020 أقدمت مليشيات الحوثي على إطلاق صاروخ باليستي على مدينة مأرب سقط في منطقة صحن الوطن ما أدى إلى استشهاد 8 أشخاص بينهم مصور تلفزيوني يدعى عمر العري أثناء تواجده في المكان.

مصليات العيد
ولم تقتصر مجازر الحوثيين على استهداف الأحياء والمنازل والأسواق في الأعياد، فقد رصد "الثورة نت" ثلاث مجازر دموية داخل مصليات عيدية إما بإطلاق نار مباشر على المصلين أو باستهداف المصليات بالصواريخ، أسفرت عن استشهاد 23 مصليا، وإصابة 30 آخرين.
ففي صبيحة عيد الفطر (يونيو 2017) كانت عمران على موعد مع مجزرة بشعة وفاجعة لم تشهدها المحافظة واليمن على مرّ العصور، ميدانها كان مسجداً في منطقة بني الحاج بمديرية شهارة شمال المحافظة، وأبطالها كالعادة الحوثيون.
وحول حيثيات الجريمة يقول الأهالي إن طفلًا يدعى حمزة محمد علي (13 عاماً) اعترض على قيام عناصر حوثية مسلحة بترديد الصرخة أثناء خطبة العيد في مسجد القرية، وهو ما أغضب عناصر المليشيات ليصوبوا بنادقهم نحو الطفل ويردونه قتيلاً ومن ثم قاموا بإطلاق النار عشوائياً في أنحاء المسجد لإرهاب المصليّن.
هذا التصرف الإرهابي أثار غضب الأهالي ما دفعهم للاشتباك بالأيدي مع العناصر الحوثية المسلحة وتمكنوا من أخذ أسلحة البعض منهم ودخلوا معهم في اشتباك مسلح انتهى بمقتل 4 وإصابة 9 آخرين من الأهالي.
ولم تتوقف الأمور هنا، بل استقدمت المليشيات عناصر مسلحة وعتاد إلى المنطقة ووزّعتها في الجبال المحيطة بالقرية وفرضت على الأهالي حصاراً خانقاً وطالبتهم بتسليم والد الطفل حمزة الذي انتقد صرخة عناصرها أثناء خطبة العيد، قبل أن تنجح عبر وساطة في أخذ والد الطفل وإخفائه إلى جانب 13 شخصاً من أبناء المنطقة أخذتهم كرهائن لضمان عدم تكرار الاعتراض على شعارها.
ولأن المساجد والمصلين أهدافاً مشروعة في أدبيات مليشيا الحوثي ومعتقداتها، فإن هذه الجريمة لم تكن محض صدفة أو تندرج ضمن أحكام الضرورات، فلقد تلاها العديد من الجرائم المماثلة، ففي اليوم الأول من أغسطس 2017، استهدفت بمقذوف صاروخي مصلى عيدي في صرواح كان يتجمع مدنيون وعسكريون لأداء صلاة عيد الأضحى ما أسفر عن استشهاد 7 وإصابة 11 آخرين.
وفي صبيحة عيد الفطر 4 يوليو 2019 داهمت عناصر حوثية مسلّحة مصلى العيد في منطقة قيفه رداع بمحافظة البيضاء وطلبت من الخطيب أن يتوقف عن الخطبة وإلغاء صلاة العيد دون أي مبرر، قبل أن يطلقوا عليه النار ويردونه قتيلًا أمام عشرات المصلين ما دفع الأخيرين للاشتباك مع مسلحي الحوثي لتنتهي باستشهاد 9 من المصلين من ضمنهم الخطيب وإصابة 10 آخرين.
وفي التوقيت ذاته وفي محافظة صعدة أقدمت المليشيات الحوثية على إعدام ثلاثة أشقاء وهم: (سليم، كمال، جميل) أحمد محمد مناع، على خلفية مخالفتهم لمعتقدات الجماعة الدينية ورفضهم القبول بأفكارها الطائفية لتحول عيد صعدة إلى حزن، وفقاً لمصادر محلية.

قصف الأحياء
وفي سياق حرص مليشيا الحوثي على ارتكاب المجازر بحق الشعب اليمني فقد رصد "الثورة نت" جرائم قصف بالصواريخ والقذائف استهدفت الأحياء المكتظة بالسكان المدنيين لتعكير صفو العيد وإثارة الرعب والخوف أوساط المدنيين.
ففي صبيحة عيد الفطر المبارك 2019 شنت مليشيا الحوثي الانقلابية قصفاً بعدة صواريخ كاتيوشا استهدف منازل المواطنين في مديرية قعطبة شمال محافظة الضالع ما أدى إلى تدمير منزلين وإصابة 4 مدنيين بينهم طفلين، بجروح متفاوتة.
ومع حلول عيد الفطر 2020، وفي ظل معركة اليمنيين لمواجهة وباء كورنا الذي يجتاح البلاد لم تتوقف مليشيا الحوثي عن ممارسة هويتها المفضلة باستهداف المدن بالصواريخ وبالأخص خلال الأعياد.
ففي مساء الأربعاء 20 مايو وبينما يستعد السكان في مأرب لقضاء عيد الفطر هزّ انفجار عنيف مدينة مارب إثر سقوط صاروخ باليستي أطلقته مليشيات الحوثي على حي المطار السكني، إلا أنه لم يخلّف هذه المرّة خسائر بشرية.
واستمرّت المليشيات في إطلاق الصواريخ الباليستية على الأحياء السكنية والأعيان المدنية بمأرب خلال أيام العيد الأمر الذي أثار الرعب في أوساط الأهالي وأفسد عليهم السكينة والفرح بهذه المناسبة العظيمة.
وفي أول أيام عيد الفطر (السبت 23 مايو) قصفت مليشيا الحوثي الأحياء السكنية في مدينة حيس جنوب محافظة الحديدة بمختلف أنواع الأسلحة، الأمر الذي أثار الرعب والخوف في صفوف المدنيين، وحرمهم من فرحة العيد.
ويؤكّد مراقبون أن تعمّد الحوثيين التنكيل باليمنيين وتنغيص عيشهم وإفساد أعيادهم الدينية يكشف حجم العداء والحقد الذي تكنّه لهم لرفضهم مشروعها العنصري وأفكارها الدخيلة على المجتمع اليمني ويكشف رغبتها الجامحة في قهرهم وحكمهم بالقوّة والتفرّد بثرواتهم.
كما تؤكّد هذه الممارسات، وفقاً للمراقبين، استهتار المليشيات الحوثية بقوانين حقوق الإنسان وانسلاخها من أخلاق وأعراف اليمنيين وتعاليم الدين الإسلامي، وعدم اكتراثها بحياة اليمنيين بقدر حرصها على مصالحها الشخصية.

*المصدر: الثورة نت

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر