همدان الصبري
همدان الصبري
"السيطرة" اللاوثائقي المتلاعب بالعواطف!
الساعة 12:44 صباحاً

لفت انتباهي منذ فترة بسيطة ترويج الجماعة الكهنوتية الظلامية بشكل مكثف عبر شبكاتهم المنظمة، لقرب موعد عرض فلم وثائقي تحت مسمى "السيطرة"!. اطلعت عليه اليوم بشكل سريع، ولم يأخذ مني دقائق معدودة من خلال تحريك شريط الفيديو يمنةً ويسرة، للوقوف على المحتوى الملغوم المراد إيصاله للمتلقي العام، ولمعرفة الأهداف الأساسية منه!. ووجدت كما هو معتاد عنهم، التفوق على ناشونال جيوجرافيك بالتصوير ثلاثي الأبعاد، وتقديم إيحاءات الجريمة من خلال شبكة الخيوط مع تعليق وتلطيخ الصور، وتقنية التقريب والتبعيد والتلوين والتمويه، مع بروز المؤثرات الصوتية المرتبطة بالجناية!.
عملت وتعمل مراكز دراسات الجماعة الكهنوتية على تحديد المرجعيات المؤثرة للمجتمع القبلي اليمني، والعزف مكثفاً على أوتارها، وحاولت عبر اللاوثائقي إيصال مجموعة نقاط ملغومة، وترسيخ العديد من الصور المشوهة في ذهنية المتلقي العام، عبر توظيف: تواجد مدربين أمريكيين، زيارة هنجر عادي فيه عينة أسلحة، إجراء مقابلات مع شخصيات بعضها فئوية منتقاة بعناية، وعرض فيديوهات أرشيفية للتدريبات العسكرية أو اللقاءات الرسمية، وانتقاء المفردات الرنانة "نفذت طائرات أمريكية اقتحاماً لمطار صنعاء!" أو غيرها!.
هدفت الجماعة الظلامية من خلال اللاوثائقي إلى العديد من النقاط، منها: الطعن بوطنية رئيس الجمهورية الأسبق -رحمه الله-، وتشنيع صورة النظام الجمهوري، وضرب ما تبقى من حزب السلطة السابق، وتنفير وتفتيت القواعد الشعبية للمؤتمر الشعبي العام، والشحن والتعبئة ضد الحرس الجمهوري، وغرس أن العهد الجمهوري كان بلا أي سيادة، وتقبيح صورة العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح، والتحريض واتهام المهاجرين اليمنيين ممن يحملون جنسيات أخرى، وذكر دخول بعض أفراد الكيان إلى اليمن عبر جوازات أوربية، والتخويف من الغزو والاحتلال، وغيرها!.
وهنا، سأضع تساؤلات بسيطة للقارئ والمتلقي العام (وقد تكون طويلة نوعاً ما، ولكنها مهمة)، وأريده أن يتمعن بها، ويجيب بنفسه عنها، وسوف أعقب عليها بسطور مقتضبة، وملاحظات عابرة، كما يلي:
- هل اُستبيحت الجمهورية اليمنية براً وبحراً وجواً كما هو واقع اليوم، بل وهل سبق أن أصبحت ساحة للتدريبات المفتوحة؟! ومن المتسبب الرئيسي بذلك؟!. المتسبب هم الجماعة الكهنوتية الظلامية ممن حاربوا الدولة ومؤسساتها ظاهرياً، وباطنياً (ممن كانوا بمفاصل الدولة)!.
- هل اتفاقيات التعاون والتدريبات العسكرية، معيبة وتعتبر خيانة، إما أن هذا هو المعمول به في ظل العلاقات الدولية؟!. الفيديوهات التي تم نشرها عن تواجد مدربين، معظمها بين سنة ١٩٩٩٨ - ٢٠٠٢م، وهي من أرشيف دولة، لا ارشيف عصابة!. وهي خاصة بتدريبات الحرس الجمهوري، وتزامنت مع إنشاء الأمن القومي، فما الخلل بذلك؟!. علماً أن الأسلحة التي ظهرت بعناية بالفيديوهات كانت روسية، ويبدو أن السلطة السابقة تعمدت ذلك للحصول على دعم وتسليح أمريكي، ويبدو ان هذا ما تم، فما العيب بذلك!.
- لماذا كل هذا التشويه لأحد أجهزة المؤسسة العسكرية المسماة بـ "الحرس الجمهوري"، هل كون مفردة "الجمهوري" مقترنة بها، ومضادة للكهنوتية؟!
- لماذا كل هذا التركيز على تقبيح صورة العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح؟!. علماً، أنه خريج المؤسسة العسكرية، ورتبته لا تزال عميد ركن حتى يومنا، رغم أنه ابن القبيلي البسيط الذي حكم اليمن ٣٣ عاماً، ولكنه لا يحمل الرتب العليا التي لا تتسع لها أكتاف أطفالكم اليوم!.
- ما الذي كنتم تريدونه من ابن قبيلة خولان جلال الرويشان Jalal Ali ؟! هل تريدون توسيع الفجوة بينه وبين من تريدون؟!. خاب ظنكم، واثبت جلال الرويشان ذكائه وحنكته، بل وظهرت الخصال التي اكتسبها أثناء مكوثه بقلعة الجمهورية "مارب" (قرابة ١٢ عاماً)!. تحدث بمنطق واتزان، وأوضح مبادئ علاقات الدول، ونفوذها ومصالحها، وعن التعاون الأمني والعسكري وتبادل المعلومات بين الدول، وحجم الضغوطات المختلفة التي مورست سابقاً، والمماطلات والتأخيرات التي تمت من قبل السلطة السابقة، وعن دور الدولة في وضع التدابير والاحترازات المضادة!
- أظهرت فيديوهات اللاوثائقي زيارة عسكريين يمنيين وأمريكيين إلى هنجر عادي مكشوف، ومعروض به عينات بسيطة من الأسلحة، وكأن ذلك مرتبط بمعرفة نوعية التسليح المتوفر حينه أو ما تم استلامه كدعم، فلماذا كل هذا الضجيج؟!. علماً، أن الجميع يعرف بأن مقدرات الشعب العسكرية محمية حماية طبيعية، لا حماية صناعية، وستعود للجمهورية الثانية!. أضف إلى ذلك، لم يسبق لأي سلطة يمنية أن كثفت تصوير الهناجر ومحتويات ما تحتها، بواقعيتها وخردتها ، كما فعلت الجماعة الكهنوتية!.
- المشتريات العسكرية وصفقات التسليح بين الدول، معروفة ومعلومة ومرصودة، فلماذا كل هذا التضخيم والتهويل؟!. تخزين وتوزيع ونشر تلك المعدات، وكذلك تكنولوجيا التصنيع الداخلي، والصفقات السرية هو ما يتم التحفظ على سريته!. علماً، أن أجهزة الدول بسفاراتها وملحقياتها تحاول الكشف عن تلك المعلومات، وعن أي صفقات سرية، وهذا طبيعة عمل الدول!.
- ظهر في اللاوثائقي مقاطع لشخصيات عسكرية بمستويات مختلفة، ممن عملت مع النظام السابق، ويبدو أن البعض كان مجبراً على الظهور!. ادعى البعض أن معلومات المخازن والمرامي كانت سرية داخلياً، وفتحت كلياً للخارج على مصراعيها، بمخالفة صارخة للإجراءات والقوانين واللوائح!. والسؤال هنا: لماذا لم يتم إرسال مذكرات الاعتراض والرفض على ذلك في حينه، وفي عهد الديمقراطية والحرية وتقبل الرأي والمقترحات؟!، من لم يعترض او يرفض أو يقترح في العهد السابق، كيف سيكون حاله اليوم تحت سلطة الكهنوتية السلالية؟!. على أقل تقدير، ان تلك الشخصيات عملت وتعمل حالياً على تقديم خدمات المساج للسفير السابق "ايرلو" وغيره، داخل المخازن والمرامي!.
- لماذا كل هذا الحقد الدفين والطعن بوطنية ابن قبيلة سنحان، المواطن اليمني القبيلي البسيط، الرئيس السابق- رحمة الله-؟!. علماً، أنه ركز اهتماماته وكان حريصاً على المؤسسة العسكرية وتسليحها، بل كانت بالنسبة له نقطة حساسة، وتم استغلال حساسية هذه النقطة من قبل الفئة الخبيثة المحيطة به، والدفع به للتحالف مع الكهنوتية الظلامية، وقد دفع ثمن ذلك!.
- ماذا تعني مفردات الفساد والرضوخ والتبعية والخيانة؟!، ومن الذي يتحدث عنها؟!. واقعياً، رغم كل الفساد المالي والاداري بعهد الرئيس السابق، إلا أنه لا يمكن مقارنته بأي حال بفساد الكهنوتية السلالية!. ورغم كل الضغوط، الا انه اخرج اليمن من مآزق كبرى مفتعلة، وشهد بذلك خصومة قبل أصدقائه!. هذا القبيلي البسيط بعيوبه ومزاياه، ومن تطعنون بوطنيته، لم يرفع صورة ملك ولا أمير ولا صورة مرجعية او ولي فقيه، وكانت خلفيته الدائمه هو علم الجمهورية اليمنية فقط.
- هل اطلعتم يوماً ما من تحت سيطرتكم، عن لقاءاتكم شبه اليومية، واتفاقياتكم المبرمة مع الأمريكيين والمبعوثين وممثلي الدول الرباعية، وعن عدد الفنيين والاستشاريين المتواجدين، وغيرهم، والإجابة لا؟!. علماً أن الرئيس السابق والقبيلي البسيط، كان يعلن عبر مقابلات متلفزة معلنة عن عدد الأمريكيين الفنيين المتواجدين، وعدد السفن التي دخلت، وغيرها من المعلومات!.
- تم إيراد مفردة السفارة كثيراً، والتركيز المكثف عليها، لماذا؟!. هل تم وضع أي رسومات مشوهة على جدران سفارة من وضعتم الوثائقي بإسمها، كما عُمل لغيرها؟! أم أنهم حريصون على حراستها وتنظيف ممراتها؟!
- تم التقليل من شأن الوحدات العسكرية المتخصصة بمكافحة الإرهاب، لماذا؟!. من الذي يتحدث يومياً بجميع قنواته، وينتج الأفلام اللاوثائقية عن مكافحة الإرهاب، ويحاول جاهداً أن يقدم نفسه لتنفيذ تلك المهام، أمام الطرف الذي يصرخ بهلاكه في شعاره الزائف!
- هل إيقاف طائرة في المطار أربعة أيام، وارجع طائرة أخرى إلى مكان إقلاعها، وتحويل شحنة للجمارك، وغيرها من الأحداث التي وردت في اللاوثائقي، دليل تبعية مفرطة من السلطة السابقة؟!، أم دليل أنه كان لدينا سيادة وشبه دولة؟!
- من الذي يتحدث ويروج يومياً عن الغزو والاحتلال، وعن تواجد القواعد الأجنبية في الأراضي اليمنية، ولماذا؟!.  وخلال ما يزيد عن عقدين (٢١ سنة) هل سمعتم عن استهداف وقصف غير اليمنيين وبنيتهم التحتية؟!
- يتحدثون في اللاوثائقي عن دخول عناصر من الكيان بجوازات أوروبية، لماذا؟!. بالطبع أنهم السياح الأجانب عندما كانت اليمن يمن!. المضحك المبكي، أنه في اللاوثائقي، عندما سألوا من أشار إلى تلك المعلومات أثناء اللقاء، كيف سمحتم بذلك، أجاب بالعامية "وش عرفنا أنهم من الكيان"!، فكيف استنتج هؤلاء اليوم أنهم من الكيان، هل أبلغوهم بذلك بأثر رجعي!.
- لماذا التحريض على المهاجرين والمغتربين اليمنيين، وممن يحملون جنسيات أخرى؟!. ماذا كان سيحل باليمنيين ممن تحت سيطرتهم، لولا تحويلات المهاجرين والمغتربين اليمنيين الضخمة؟!. علماً، أن المهاجرين والمغتربين اليمنيين ساهموا بتحويل المليارات للدخل، بينما مهاجريهم ومغتربيهم ساهموا عبر شبكاتهم بإخراج الأموال المنهوبة، والاستثمارات الخارجية، والعمل بأزقة الدول الفاعلة، وممرات الأمم المتحدة؛ للإضرار باليمن واليمنيين!.
- معظم الشخصيات التي تحدثت بالفلم اللاوثائقي، هي من الفئة التابعة لهم، وكشفت مدى تواجدهم واختراقهم للأماكن الحساسة، وهذا يوضح بشكل جلي كيف تم اختراق أجهزة الدولة بشكل ممنهج ومنذ فترة طويلة!. بينما بعض الشخصيات الوطنية المتزنة رفضت الحديث معهم حسب ما ذكروا باللاوثائقي، وهذا يحسب لهم!.
اكتفي الى هنا عن الجزء الأول من اللاوثائقي المتلاعب بالعواطف، انتهى!!!!!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر