موسى عبدالله قاسم
موسى عبدالله قاسم
الهاشمية والارتزاق النبوي
الساعة 02:03 صباحاً

يقول أحد حُكماء حِمْير، إن اكتشاف الحقيقة في مظانِّها كمن يرتشف ماء  النهر من قمة ينبوعه، ذلك أن الحقيقة الجليّة يُستحال حجبها أو التغطية عليها مهما كانت الأدوات والسبُل المستخدمة في ذلك.
ومن الحقائق  المهمة التي أصبح لزاماً كشف غطائها وتعرية ممتهنيها، هي حقيقة الهاشمية والارتزاق النبوي، كونها غدت معضلة الأمة الاسلامية منذ 1400 سنة وحتى وقتنا الراهن.
هذه الحقيقة التي غض الطرف عنها الكثير من الكُتَّاب والمدونين الذين دوّنوا التاريخ الإسلامي بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى أولئك الذي اكتووا بنار الهاشمية وتدليسها، لم ينبسوا ببنت شفة  على ذلك الإيغال المريع والشنيع في تشويه الرسالة السماوية وانتهاج طريق الارتزاق باسم الدين والنبوة الذي انتهجته الهاشمية متخذة من القتل والسلب  وأكل حقوق الناس ديناً جديداً وسنة متبّعة في الحياة.
إن الحديث عن  الهاشمية والارتزاق النبوي وتوضيح التجني على الدين الاسلامي من أوجب الواجبات، إذ لا يختلف اثنان أنه لم ينل من الإسلام ونبيه -عليه الصلاة والسلام- تشويهاً وتقزيماً وتقسيماً كما نالت منه الهاشمية على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن. وعلى ذلك، دعونا نُخرج الهاشمية من سراديبها  إلى طاولة الحقيقة والمكاشفة التاريخية، وننزع عنها قناعها الأزلي المتمثل بعمامتها التي أخفت وتخفي تحتها تاريخاً مليئاً بالموت والقتل والسفك للدم  البريء.
وهنا علينا كيمنيين أولاً وقبل غيرنا ونحن من كُنّا  ولازلنا ضحايا للهاشمية بشقيها "الرسية" و"المهاجرية"، علينا أن نُميط اللثام عن الدجل الهاشمي الذي هجم على أرضنا وأمتنا اليمنية العظيمة في غفلة من الزمن، وسام بلادنا وأهلينا عذابات لا حدود لها، تقتيلاً وتذبيحاً وتنكيلاً وطمساً للهوية.
صحيح أن الصراع في معركتي الجمل وصفين الذي  راح ضحيته قرابة 85 ألف مسلم في ذلك الزمن المتقدم، كان صراعاً بين صحابة لرسول الله، لكن ذلك الصراع لم يكن ليخلو من جذور خرافة الأحقية بالحكم واتخاذ النبوة كورقة لترجيح الكفة في هذا الاتجاه أو ذاك، وإذا ما تجاوزنا ذلك الصراع مروراً للأحداث التي تلته بعد ذلك، سنجد أن الهاشمية قد حولت نبي الله وخاتم رُسله إلى ملكٍ يورث الحكم والزعامة وحتى الدين وكتابه لأقاربه ومن إليهم.
ذلك أنّ الصراعات التي امتدت قرابة 1400 عام  كان النبي الأكرم هو المكذوب والمفترى عليه، فقد استغلت الهاشمية اصطفاء الله سبحانه وتعالى نبياً من بني هاشم ذريعة لتمرير نهمها السلطوي وسرقاتها  لأقوات المسلمين، وكان أن سفكت الدماء ومزقت الأشلاء في كل الأمصار بحثاً عن الولاية والتحكم برقاب الشعوب المسلمة.
حينما اصطفى الله سبحانه وتعالى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- من بني هاشم ليكون نبياً ومبلغاً  لرسالة الإسلام، اصطفاه لأنه جلّ في عُلاه يعلم بما يكنّهُ صدر نبيه وأعرف بمن يبلغ رسالته، ولم يصطفه لكونهِ هاشمياً كما أرادت الهاشمية ترسيخ ذلك في وجدان الأمة الاسلامية!
وإن يكن، فإن ذلك الاصطفاء الرباني لنبيّه قد جرّده من أسرته وعشيرته، فلم يعد محمداً الهاشمي القرشي بل محمداً رسول الله، وعلى ذلك فليس هنالك أدنى ربط بين الرسالة السماوية ونبيها وبين الهاشمية المزعومة، رغم المحاولات المستميتة منذ فجر الإسلام لإضفاء هالة القداسة على بني هاشم وتكرار القول إن القرآن الكريم تنزّل إلى  بيوتهم وهم بذلك أحق بالتأويل والتفسير وحمل راية الإسلام بعد موت الرسول الكريم.
ومن هذا المنطلق، لم يكن خافياً منذ أمد بعيد أن الهاشمية دأبت على القول بأنها أحق بالحكم والولاية، وهذا ما جعلها تعدّ العدّة لاستعادة (مُلك جدّها) أو "اصلاح أمة جدّها" إذا لا فرق بين القولين.
وبسبب تلك الرغبة الجامحة في الوصول إلى السلطة وتسنّم الحكم، لجأت الهاشمية إلى استخدام كافة الوسائل لإشباع رغباتها التائقة إلى الولاية وتحقيق حلمها في امتلاك رقاب الناس، وفي سبيل ذلك اندلعت الحروب في كل رقعة من بلاد الإسلام التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين.
وهنا  ينبغي علينا القول بصراحة إن الهاشمية بأفعالها تلك خرقت سفينة الإسلام منذ القرن الأول لبزوغ فجره، حين أهرقت دماء المسلمين بعشرات الألوف بحثاً عن  السلطة وزينة الدنيا ومتاعها، إذ لم نجد حرباً بين المسلمين إلا وكانت الهاشمية طرفاً فيها موغلة في دماء أمة الإسلام ووالغة فيها حتى الثمالة.
أما اليمن، وهي محور حديثنا المطوَّل عن الهاشمية وارتزاقها النبوي، هذه البلدة الطيبة التي كانت شامة عزٍّ في جبين التاريخ، نالها ظلم أسود وجور لا يُقارن، فقد ارتكبت الهاشمية بحق شعبها جرائم يشيب من هولها الولدان وتذوب من ظلمها الجلاميد.
اليمن أرضاً وإنساناً، هي المرآة العاكسة لوجود الهاشمية وأفاعيلها التي تفرّدت بها عن كل مجرمي البشرية، منذ توغل المجرم يحيى الرسي.
إنّ الحقيقة التي لا مفرّ منها ولا هروب، هي أنّ الهاشمية بعد وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم- تحوّلت إلى شرٍّ مستطير ومعول هدم لرسالة  الإسلام، منذ اليوم الأول لخروج بني هاشم بهدف إصلاح أمة جدهم كذباً وزوراً، وقد آن الأوان لوقف هذا الشر المغير على هذه الأمة وعلى اليمن تحديداً، وهاهي الهاشمية تمارس جرائمها المستمرة بحق اليمنيين على مرأى  ومسمع، فماذا هنالك بعد وقد ولغت في الدماء حتى أحمرّت الأرض منها بحرها  واليابسة؟

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر