"القومية اليمنية".. ثورة فكرية في مواجهة العنصرية الهاشمية

الساعة 10:48 صباحاً (يمن ميديا - تقرير خاص)

 
على مدى أكثر من خمسة عقود، عملت الهاشمية السياسية على طمس معالم الهوية اليمنية الجامعة، وتشويه رموز ثورات اليمن التحررية، وكل ما له صلة بتاريخ ونضال اليمنيين وكفاحهم عبر التاريخ، مقابل تكريس الهوية الهاشمية ومحاولة إعادة إنتاج نظام الإمامة والكهنوت، وبالتالي حكم اليمنيين بالحديد والنار واتخاذهم عبيداً يقومون بخدمة السلالة وأبنائها. 

وظلت الهاشمية السياسية تنخر الجسد اليمني طيلة هذه العقود، وصولاً إلى انقلابها على الشرعية الدستورية والإجماع الوطني نهاية العام 2014، لتقود خلالها جماعة الحوثي حرباً شاملة ضد اليمنيين، جعلتهم بين قتيل وجريح وسجين ونازح. 

ولادة الجريمة 
وتعود بداية الانحطاط في تاريخ اليمن وحضارته إلى ما قبل 1200 سنة، حين قدم "يحيى حسين الرسي" وجنوده إلى شمال اليمن بتاريخ 284 هجرية، واستغلاله الدين الإسلامي لكسب ود اليمنيين وخداعهم، وإثارة الخلافات والصراعات  القبلية، وانتهازها فرصة للتوسع والانتشار، ومن ثم بدأت الهاشمية حرباً دموية ضد اليمنيين ومحاولة إخضاعهم لحكمها. 

وبعد انقلاب جماعة الحوثي السلالية نهاية العام 2014، عادت لممارسة ذات الأساليب التي انتهجها أسلافها في الماضي، فبعد سيطرتها على مؤسسات الدولة وسلاحها، استخدمتها لقتل اليمنيين، وتهجيرهم، وتفجير منازلهم، ونهب ممتلكاتهم. 

وبالرغم من محاولات الهاشمية إخفاء وجهها السلالي والدموي، إلا أن أساليب البطش والتنكيل باليمنيين، أظهرت تفوقها على من سبقها من الجلّادين، وبالأخص فيما يتعلق بتدمير مؤسسات الدولة وحجب خدماتها على المواطنين، وتجويع أبناء الشعب، وتجهيلهم، مقابل إباحة أموال الدولة والشعب لأتباع السلالة تعبث بها كيفما تشاء، وفقاً لمصادر سياسية. 

ثورة فكرية 
وقال الناشط والصحفي اليمني صالح يحيى، إن الخطر الذي مثلته الهاشمية السياسية على الجمهورية اليمنية ومبادئها الجامعة، أدت إلى ظهور تيار القومية اليمنية (أقيال)، وتصدره (نشطاء، ومثقّفون، وباحثون، وكتّاب، وإعلاميون، وسياسيون، وعسكريّون) كما أحدث ظهوره جدلاً واسعاً  في أوساط الشارع اليمني لا يقل أهمية عن المعركة العسكرية. 

وأضاف أن هذا التيار يخوض حراكاً فكرياً على منصات التواصل الاجتماعي، والتف حوله الآلاف من أبناء الشعب داخل الوطن وخارجه، وأصبح تيار القومية اليمنية كابوساً يؤرق الهاشمية السياسية في اليمن، ما دفع رموزها لوصم أعضاء التيار بالكفرة والملحدين. 

ولفت إلى أن نشطاء القومية اليمنية يسعون لاستنهاض اليمنيين لاستعادة جمهوريتهم وهويتهم الجامعة، ويحثونهم على تعميق الانتماء للتاريخ، واتخاذه مرجعاً كأحد أهم المصادر الملهمة لبناء الدولة الحديثة وليس استدعاءه كنظرية سياسية للحكم. 

لماذا القومية؟ 
من جانبه، يقول عرفات ناصر، وهو أحد نشطاء القومية اليمنية، إن حركة الأقيال تهدف إلى العودة لتاريخ اليمن وحضارته واستدعاء الهوية اليمنية واستلهام فكرتها لإعادة بلورة وعي اليمنيين خلال معركتهم مع السلالة الهاشمية وهزيمتها، وفتح نافذه عبور نحو المستقبل من خلالها. 

وأضاف أن الحراك الفكري الذي أحدثته القومية اليمنية، عزز الإيمان لدى اليمنيين بقدرتهم على بناء حضارة جديدة على قواعد تاريخية متينة، مؤكداً أن اليمنيين أمة واحدة قائمة بذاتها تجمعهم وحدة اللغة والتاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة. مشيرا إلى أن القومية اليمنية تحاول بناء جيل أكثر وعيًا بحضارته ورموزه وتاريخيه الحقيقي، وقادر على النهوض باليمن مجدداً- واللحاق بركب الحضارة الإنسانية على أسس وطنية وقواعد تاريخية صلبة، وبناء وطن آمن ومزدهر. 
 
توجس 
وعن الانتقادات التي وجّهت لتيار القومية اليمنية، وعما إذا كانت قد تؤسس لصراعات وانشقاقات جديدة، كما انتجته الهاشمية السياسية، قال الصحفي صالح يحيى، إن هذه المخاوف ليست حقيقة وغير مبرة ولا يوجد تهديد في أن يعود اليمني إلى تاريخه لاستخلاص الدروس بينما يمضي نحو المستقبل المنشود. 

وعن بعض الآراء المتطرفة التي صدرت من بعض نشطاء القومية اليمنية، قال صالح، إن تيار القومية اليمنية (أقيال) مجال مفتوح يدخل في إطاره كل يمني يعارض الهاشمية السياسية ويرفض سلوكها، لافتاً إلى أن بعض المشاركات المزعجة لبعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قد ترد في إطار نقاشات منفعلة. 

وأشار إلى أن بعضاً من هذه الآراء المتطرفة تأتي من أشخاص يزعمون أنهم من تيار القومية اليمنية، وهم في الأساس من المناوئين لفكرة القومية، مشيراً إلى أن تيار القومية "مفتوح على الجميع وليس لديه مدونة سلوك محدد ومن الطبيعي أن تظهر بعض التعبيرات المنفّرة أثناء النقاشات". 

خطر 

من جانبه، أكد راشد العبيدي، أن المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون- حالياً- على يد الهاشمية السلالية جاءت نتاجاً لإغفال التاريخ والانخداع بألاعيب الهاشمية الخفية التي انتهجتها على مدى عقود قبل أن تنقضّ على الدولة وتدمّر مؤسساتها. 

وقال العبيدي، إن القومية اليمنية ليست تنظيماً سياسيًا أو كياناً منظماً وإنما حراك فكري تلقائي، يعمل جاهداً لإعادة تعريف الحضارة اليمنية كهوية جامعة لكل اليمنيين، وإيجاد خارطة طريق نحو المستقبل في ضوء التاريخ اليمني القديم.

وأشار إلى إن اليمنيين اليوم أمام تهديد وجودي جراء توغّل الهاشمية السياسية، وسيطرتها على مؤسسات الدولة، وسلاحها، وأموالها، وإيراداتها، وكذا نهب أموال وممتلكات اليمنيين، مؤكداً أن خطر الهاشميين في اليمن أصبح مهدداً لأمن المنطقة والعالم بأكمله.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر