40 يوماً من حصار الحوثي على حجور.. معاناة إنسانية كبيرة وموقف دولي غائب
نزوح أهالي حجور

الساعة 03:37 مساءاً (يمن ميديا - خاص)

منذ 40 يوماً، تخوض مليشيا الحوثي حرباً عنيفة ضد قبائل حجور بمحافظة حجة، وتفرض حصاراً خانقاً على سكان المنطقة من جميع الاتجاهات، وتمنع عنهم الغذاء والدواء، وإسعاف المرضى والجرحى في ظل صمت دولي مطبق.
وبدأت جماعة الحوثي مطلع العام الجاري، اجتياح مناطق حجور من عدة محاور في محاولة للسيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية، وقصفت قرى ومنازل المواطنين عشوائيًا بالأسلحة الثقيلة، ومنها: الدبابات والمدفعية، وخلف القصف أضرارًا كبيرة في المنازل والممتلكات وأدى لموجات نزوح كبيرة وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وتقع مديرية كشر على بعد 165 كيلومتراً من صنعاء، ويبلغ سكانها أكثر من 75 ألف نسمة- حسب آخر إحصاء سكاني في 2004- وتتميز بمرتفعاتها الجبلية التي تطل على مناطق يمنية ساحلية منها: عبس وحرض، وعلى جيزان السعودية.
وسبق وأن هاجم الحوثيون المديرية في العام 2012، وفشلت في السيطرة عليها بسبب المقاومة التي أبداها رجال القبائل دفاعاً عن منازلهم وبلادهم، والذين خاضوا معارك شرسة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين.
ومؤخراً، قررت جماعة الحوثي السيطرة على المنطقة واستقدمت معدات عسكرية ضخمة، وحشدت العشرات من مسلحيها إلى المنطقة، ورغم فارق التسليح إلان رجال القبائل صدوا هجماتها الأولى وألحقوا بها خسائر بشرية كبيرة.
وقال الزعيم القبلي أبو مسلم الزعكري أحد القيادات القبلية في حجور، إن سكان المديرية يعيشون في مأساة مريعة جراء الحصار والقصف الذي يشنه الحوثيون عليهم منذ أسابيع. 
وأضاف الزعكري في تدوينة بصفحته على «فيسبوك»، إن الحوثيين منعوا وصول الغذاء الدواء، مما أدى إلى موت الأطفال جوعاً، فيما ينزف الجرحى حتى الموت، لافتاً إلى أن الحصار امتد إلى مديرية قارة وبعض قبائل قفلة عذر في محافظة عمران (شرق حجة).
وذكر أن الحوثيين يشنون بجانب الحصار «حرباً شاملة وإبادة جماعية طائفية ممنهجة تدينها وتحرمها كل الأديان السماوية» مؤكداً أن هذا العدوان ليس له أي مبرر، عدا «الصلف والهمجية وحب الاستعلاء والهيمنة الطاغوتية».
وقالت مصادر محلية إن مليشيات الحوثي كثفت قصفها العشوائي على القرى والعزل وأجبرت مئات الأسر على النزوح إلى الكهوف والمدارس التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، ويعيش النازحون فيها أوضاعاً مأساوية، جراء الحصار الخانق وبالأخص نقص المياه جراء منع الحوثيين دخول مياه الشرب التي يعتمدون عليها والقادمة من مديرية مستبأ.
كما لجأ الحوثيون- بحسب المصادر- إلى قطع خدمة الاتصالات والانترنت عن مناطق حجور بشكل تام، في محاولة لعزلها عن العالم ومنع انتشار أخبار جرائمها وهزائمها على يد رجال القبائل وفشلها في حسم المعركة كما هو مرتب لها.
ولاقى عدوان الحوثيين على قبائل حجور تفاعلاً واسعاً في أوساط الشارع اليمني، أفراداً وجماعات ومكونات حزبية وحقوقية، وجميعهم طالبوا الحكومة الشرعية والتحالف العربي، والأمم المتحدة للتدخل العاجل لفك الحصار على المدنيين.
وخلال الأسبوعين الماضيين، تدخل التحالف العربي، لإسناد رجال القبائل بسلسلة غارات جوية استهدفت تعزيزات الحوثيين وتجمعات لهم على مداخل حجور، وأحدث هذا التدخل تغير حقيقي في مسار المعركة لصالح رجال القبائل.
ونفذ التحالف العربي، بحسب المصادر، أربع عمليات إنزال جوي- في أوقات متفرقة- تضمنت مواد طبية وغذائية وذخائر، وكان لها الأثر الكبير في مساعدة الأهالي على الصمود، وتضميد جراح المقاتلين والمدنيين الجرحى، الذين تعفنت جراحهم في ظل عدم وجود مستشفيات بالمنطقة تقدم لهم الاسعافات الأولية ومنع الحوثيين خروجهم لتلقي العلاج.
وقالت المصادر إن قيادة جماعة الحوثي أمهلت مقاتليها 72 ساعة لحسم المعركة والسيطرة على قبائل حجور بالكامل، ومع ذلك فشلت الا من اختراق بسيط، الثلاثاء الماضي، حيث اقتحمت قرية "النامرة" شمال غرب العبيسة، وقامت بتفجير ما لا يقل عن ١٣ منزلًا من منازل بني جبهان وبني الجشيبي، وأجبرت سكانها على النزوح إلى مناطق أخرى داخلية.
ودانت وزارة حقوق الإنسان هذه الجريمة، وقالت في بيان لها إن مليشيا الحوثي تنتهج تفجير منازل معارضيها بشكل ممنهج والهدف منه التهجير القسري والتطهير الطائفي، واستخدامه لإرهاب وتركيع بقية السكان والانتقام من الخصوم.
وذكرت الوزارة أن مليشيا الحوثي فجرت ونسفت أكثر من ٩٠٠ منزلًا من منازل معارضيها في عموم المحافظات منذ انقلابها على السلطة، مؤكدة أن مثل هذه الجرائم تندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وتعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية ولقرارات مجلس الأمن الدولي ومنها القرار رقم 2216. 
واستغربت وزارة حقوق الانسان صمت المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة حيال الانتهاكات التي تنفذها مليشيا الحوثي ضد المدنيين العزل.. داعية الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الانسان ومجلس الأمن والمنظمات الدولية إلى الضغط بكل الوسائل على الميليشيات الحوثية وإجبارها على التوقف عن استهداف المدنيين وفك الحصار عنهم.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر