ما يحدث شيء عجيب، لسنا بمهزومين ولم ننتصر، نحن فقط نلعب لعبة المتاهة، لعبة تلفونية يتسلى بها سادة الحرب والدمار وهذه المعركة التي أمامكم نوعاً من الفانتازيا نشاهدها منذ سبع سنوات، أو ربما مسلسل تركي يمتد لسنوات كما كل الدراما العثمانية، الواقع الدامي شاشة بلازما كبيرة ونحن فقط نشاهد.
الجميع يشاهدون سيركاً فيه بهلوانيين كثر، أو نقلتنا جنيات الضحك الى مدرجات الكالسيوم لنتسلى على مشهد الدم ولنضحك كما كن يفعلن كبار العائلات في روما!
أهذه معركة ؟ لا لا لا 
يسخر منا جبناء التأريخ وخونة الجغرافيا وأما أبطال الأزمنة الخالدة فهم لم يصدقوا وهم يشاهدوننا من البرزخ أن ثمة مهزلة بشرية كالتي تحدث لنا ومعنا وبنا، في الجغرافية هذه!
نخسر الجبهة تلو الجبهة،نخسر اللحمة تلو اللحمة،نخسر القبيلة تلو القبيلة، نخسر المدينة تلو المدينة، نخسر الفكرة تلو الفكرة،نخسر الهمم والجماجم والقضية والايمان والأمنيات الكبيرة، نخسر كل شيء،نخسر!
أهذه معركة ..! يخسر المرء جغرافيا قلبه وهو يشاهد،اللعنة.
أو فعلاً ترون أن المعركة في الفيسبوك أو تويتر؟
أوبربكم أن الصف الذي عليه التوحد هو صفنا نحن الكتاب والاعلاميين والصحفيين ومشاهير السوشيال ميديا ؟ هزلتم والله، هزلت معركتنا!
يا أوهم من عرفت، لله أنكم الحقيقة الغائبة، والمضحكة ..
تسقط مدينة كاملة فتظهر دعوات توحيد الصف بين الخوداني وسميع، بين القيسي والمحجري، بين المعرفات الوهمية هنا وهناك، بين بنت خولان وبنت دبع، بين الرجال المؤنثون في تويتر والنساء المسترجلات في الفيسبوك..!
فعلناها من قبل فهل عادت نهم، هل عادت الجوف وهل حمينا مأرب وهل نصرنا بهذه الخطط العسكرية مأرب وهل منعنا من حساباتنا اسقاط بيحان؟ حدثوني بربكم،بسرعة.
ليتوحد الرجال بمختلف مشاربهم من كل بقع الجمهورية ودعونا نحن نختلف ونتشاتم ونذهب الى الجحيم،ما يحدث في الفيسبوك يبقى في الفيس بوك وما يحدث في تويتر،يبقى في تويتر، والمدفع الكبير والصف المتراص هو من ينتصر

ننتفخ، عندما تتحد كتاباتنا ، حول أي قضية أو جبهة،عفاشي اصلاحي انتقالي، ونرى أننا قد حققنا الاعجاز لو أن المؤتمري يشيد بتضحية الاصلاحي وأن الاصلاحي يثمن للحراس، ونعتقد ونحن جهلة أننا قد أدينا واجبنا، وننام ولا نلوى على شيء من الفرح وكأننا قد استعدنا صنعاء، ننتفخ كخميرة

لنختلف وندمي السوشيال ميديا،بشرط أن يتوحد الرجال

هل تعلمون ان وحدة رأينا الاعلامي أخطر على المعركة من مناكفاتنا؟ أخطر بكثير،في ظل هذه الخسارات، اذ نحن نترك الثغرات، ونغطي على بعضنا ولا نستطيع قول الحقيقة ونخفي الواقع، وندع العدو يأخذ بهدوء كل شيء، ونحن يكفينا فقط أن ننهي التلاسنات بين بنت المؤتمر،وبنت الاصلاح،وهميتان في تويتر، يا لله ما أرخصنا هه

يفقد الجيش ثلاث مديريات بيوم واحد ويظهر سيف الحاضري كاتباً أن نبيل الصوفي أسقطهن، وتتوالى زحوفات الحوثي الى العبدية ويظهر اعلامي عفاشي يرد على سميع الذي أشاد بالحراس ثم نكث انه لا يريد وحدة الصف، وعبدالغني جميل تارة هنا وتارة هناك وأنا مثلكم أتهم أنيس منصور وسمير النمري، والرحبي، والى النوبلية
وهم كل قضهم وقضيضهم ضد فهد الشرفي، وهكذا دواليك،جغ

جغ، ألف مرة جغ ، مليون مرة

هذه ليست معركة،هذه مضحكة، ستضحك علينا السنافر،نختصر هويتنا التي نقاتلها بحساب وهمي ونعتقد النضال انه بكلمة وبمجرد تغريدة أو منشور،اللعنة

النضال دم وفداء، موت وعدم وتضحية، والكتف بالكتف،فقدان كل شيء، مال وقربى، العيش بين الرصاصة والرصاصة، البقاء رهين المحبسين، الموت والنجاة

الصف يعني أن تتلامس أقدام الجند في الجبهات، الصف إثرة العفاشي برصاصه للمقاتل الاصلاحي الذي بجانبه، الصف أن يستشهد عشرة من الجنوبيين وهم يستنقذون جثمان رفيقهم الشمالي الذي سقط شهيداً في المعركة،صف الموت معاً أو الحياة معاً،صف أن نخسر خسارة الشجعان أو ننتصر كما ينتصر كل الشجعان

ماذا سنقول للتأريخ؟ هزمننا الفتيات الوهميات في الفيسبوك وتويتر ورفضن توحيد صفهن !
أم خذلولنا المفسبكين والكتاب ورفضوا توحيد إعجاباتهم، وهل نقول : كان لا أحد يضغط لايك لأحد أم لأن خالد الرويشان كتب كذا وكتب نبيل الصوفي كذا..!

لكن، هناك عذر أليق نفحم التأريخ به، نقول : كنا بلا خوازن وإنتهت بطاريات هواتفنا قبل أن نستعيد نهم، كنا نستخدم الشمس في تعز لشحن أجهزتنا وغابت لثلاثة أيام وفقدنا قدرة القتال في فيسبوك وفي تويتر

وكيلا تكثر المبررات: النت يتحكم به الحوثي ويفصل علينا الكابل في كل معركة؛ لذا ننهزم

أفرنقعوا عليكم اللعنة، ولعدو بطغيانه وتحمل كل شيء أقمن بالمرء أن يتحمل ويعيش تحت حذاء قوي من هذه المهزلة في معارككم ايها الجبناء، التافهين.

هاه ، تذكرت ، انا ذات سنة ومستقبل أسود في منفاي  سأرد على صحفي يسألني عن سبب هزيمة الجمهورية أنني للأسف اثناء معركة مأرب ومعارك شبوة كنت محظورا لشهر كامل في الفيسبوك، وهذا من سوء حظي وسوء حظ المعركة، ولذا خسرنا

بانوراما مستقبلية لذاكرة بلاد 
مضحك هذا الخجل العارم، والله