عادل الأحمدي
عادل الأحمدي
محطات للتأمل..
الساعة 05:42 مساءاً

الأعياد محطات هامة للتأمل والإحساس الصادق بالذات وبالآخرين. وفي أعيادنا منذ سنوات، صار الفرح منقوصاً ولا ريب، وصار الناس مقسومين بين فئة تقضي العيد مع أهلها وفي قراها لكن أغلبها لا يجد مصاريف العيد، وفئة محرومة من قضاء العيد مع الأهل حتى وإن امتلكت بعض المصاريف، وفئة ثالثة محرومة من الأهل والمال معاً، وما أكثرهم..

ولذا لا ينبغي لأحد أن يغبط أحداً في وضع كهذا، فالكل في الهم سواء. والحمد لله على كل عيد. خلال أربعة أعياد أضحى، كنت المشرف المناوب في دار الأيتام بصنعاء.. كثير من منتسبي الدار يسافرون لقراهم وأقاربهم، وتتبقى الفئة الأشد وحشة وحزنا في العيد.. أطفال يلبسون الجديد لكن بلا أم ولا أب ولا أقارب ولا جيران.. يمر العيد بطيئاً عليهم.. لا أحد يهنئهم سوى بعضهم البعض.وطوبى لمن كان عيداً لمن لا عيد له، والحمد لله على كل عيد.

في مثل هذه الأيام أتذكر عودتي إلى القرية مع الأولاد.. أيام تنعش القلب وتجدد الأكسجين في الرئتين..

الآن 12 عيدا بعيدا عن القرية.. أتذكر أطفال القرية وأفاجأ ببعضهم صاروا عرساناً، فأشعر بمرور السنوات وفداحة البعاد، والحمد لله على كل عيد.

ثمة متورد يحتل مدننا وقرانا ونحن موزعون بين المنافي والمنافذ والجبهات.. ثمة كاهن يسرق أقواتنا ويقاتلنا بأبنائنا ونحن عالقون في الخلافات.

ثمة سنوات تمر، وحزن شاهق وصَموت، "والحزن لا يعني الرضا بأن أمنيةً تموت، وبأن أعواماً تفوت".

ولدى كل اشتياق للأهل وصنعاء والقرية، يذبحني هذا البيت للأستاذ غائب حواس:

هلْ أمّةٌ هذي الــــــتي أبناؤها في غربةٍ، وغُزاتُها فــــي الدارِ؟

عائدون لتلك القرى بإذن الله الواحد.. عائدون ولا ريب. وكل عام وأنتم بخير.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر