سيف الحدي
سيف الحدي
يأبى الحوثي إلا أن يجعل شعبنا اليمني خادماً لإيران!
الساعة 12:13 صباحاً

السيادة الوطنية! كلمة فضفاضة يستغلها واحد من أخبث قيادات الحركات السرطانية في أوساط المجتمع اليمني في سعيه الدؤوب لتوظيف اليمن شعباً ودولة في مشروعه ضيق الأفق سوداوي النهاية. يتفنن عبدالملك الحوثي وأتباعه في تزيين خطاباتهم ببعض المصطلحات التي تشنف لها أذان اليمنيين كمصطلح "السيادة الوطنية" التي يتغنى بها هؤلاء بينما هم يخترقون سيادة اليمن وتاريخه وحاضره ومستقبله ليصبح "جماعة" تابعة للحرس الثوري الإيراني في تصغير مهين لليمن واليمنيين وكأنهم بيدق على رقعة الشطرنج يتم التحكم بها كلما شاء اللاعب. 
كنت أجد نفسي محاصراً بين مشاعر الضحك والبكاء كلما رأيت أبناء بلدي يقتادون أنفسهم عميان البصر والبصيرة خلف هذا الصبي الأرعن صاحب السبابة حينما كان يلوح بتلك السبابة عالياً وهو يقول: إن الله يأبى لشعبنا أن يكون خادماً لأمريكا وإسرائيل! وأجد أبناء شعبي مهللين ومكبرين وكأنه قد وعدهم بأنهار من الخمر والحليب وهم لا يدرون إنه يجهزهم لأن يكونوا خداماً لإيران وسيده الولي الفقيه المرشد الأعلى.

لم يصدقنا شعبنا عندما قلنا أن الحوثي هو يد إيران في اليمن، ولم يصدقوا قيادات حزب الله عندما تبجحوا بذلك، ولم يصدقوا كذلك تقارير الأمم المتحدة! فهل سيصدقون الآن تصريحات عضو المجلس الأعلى للحرس الثوري الإيراني، حسين كنعاني مقدم!
في لقاء تلفزيوني مقتضب مع قناة روسيا اليوم الناطقة باللغة العربية، قال حسين كنعاني مقدم أن جماعات إيران في كل المنطقة العربية مستعدين للرد على الولايات المتحدة في حال أعتدت على إيران بما في ذلك جماعات إيران في اليمن والبحرين ولبنان والعراق! هكذا وبكل صفاقة تسلب السيادة الوطنية عن اليمن حتى أن قرارات الحرب والسلام أصبحت عابرة للقارات وتصدر من الحرس الثوري الإيراني وكأن اليمن غفير أو حارس على باب منزل!

أعترف حسين كنعاني في اللقاء أن إيران تزود الحوثي بالصواريخ الباليستية والخبراء والدعم السياسي والدعم اللوجيستي والتدريب وغيره وأن إيران لا تخجل من الإعتراف بذلك!!!
ليس هذا وحسب، بل إن إيران أصبحت تتحكم بكل صغيرة وكبيرة داخل اليمن بما في ذلك تسيير المظاهرات الشعبية ورسم أهدافها وشعاراتها! فقلد صرح حسين كنعاني أن الولي الفقيه المرشد الأعلى لإيران قد أمر جميع الجماعات التابعة للحرس الثوري في المنطقة أن ينظموا مسيرة بمناسبة يوم القدس،كما إن الأوامر قد صدرت لتلك الجماعات في اليمن وغيرها من البلدانف بضرورة أن يستخدموا كل التجهيزات والقوات لضرب القواعد الأمريكية ومصالح حلفائها في المنطقة في حال زادت حدة النزاع بين أمريكا وإيران.

أي كرامة وأي سيادة جلب الحوثي لليمن واليمنيين؟ عمل الحوثي على تحويل اليمن من دولة كانت تسير بخطى ثابته تجاه بناء دولة اتحادية مدنية قوية وحولها إلى "جماعة" ضمن قطيع جماعات الحرس الثوري الإيراني الذي أصبح الآمر والناهي في كل الشئون الخارجية والداخلية للشعب اليمني؟

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر