مصطفى محمود
مصطفى محمود
نُخب اشتراكية.. الوجه الآخر للحرب!
الساعة 10:56 مساءاً

مصيبة اليمن ليست في الميليشيات الحوثية الإيرانية وحسب، بل أيضاً في بعض  مثقفي الحزب الاشتراكي، وبعض دعاة العلمانية والمدنية.
منذ سنوات طويلة وإيران تنشط لغزو اليمن (الغازي المستتر)، لكنها كثفت نشاطها المشبوه عام 2004، أثناء اندلاع الحرب الأولى بين ميليشياتها الحوثية والدولة اليمنية وظلت بوتيرة مستمرة إلى عام 2011 أبان الثورة الشبابية، إذ  عملت إيران على غزو ضمائر النخب اليمنية من مثقفين وبرلمانيين وإعلاميين وسياسيين وكتاب وأدباء وباحثين وعسكريين وأكاديميين وأساتذة جامعات، وصحفيين، أغلبهم من أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني، قبل غزو أوطانهم، بواسطة ميليشيا الحوثي.
كلفت المخابرات الإيرانية، عبد الكريم الخيواني، ومحمد المقالح، وعبد الكريم جدبان، وحسين المتوكل، ومحمد الوزير برئاسة  الدكتور محمد عبدالملك المتوكل؛ بالعمل على شراء ضمائر النخب بالمنح المالية، والمخصصات الشهرية، والعقارات في طهران وبيروت والقاهرة، وتنظيم المؤتمرات، كما فتحت لهم  الجرائد والمواقع ثم الفضائيات، إذ إن جميع أصحاب الفضائيات والصحف والمواقع الداعمة لانقلاب المليشيات الحوثية الإيرانية في اليمن، تلقوا دورات إعلامية في بيروت تحت إدارة المخابرات الإيراني وتم دعم  مشاريعهم.
 كثيرون هم أعضاء الحزب الاشتراكي الذين باعوا بشكل مفاجئ ضمائرهم، وراحوا يصفقون لمشروع الغزو الإيراني لليمن، عبر المليشيات الحوثية، بعد أن أمضوأ اعمارهم، ينظرون ضد الجماعات الإسلامية بكل أشكالها المختلفة ويطلقون عليها بالقوى الظلامية، ويشككون وينكرون وجود الله، ويهاجمون العقائد الدينية، ويرون فيها أفيوناً للشعوب، كما شككوا بأحاديث السنة النبوية، وباتوا اليوم يدافعون عن عقائد الميليشيات الحوثية، ويرون في ملازم قائد الجماعة الصريع حسين الحوثي نظريات، إنسانية وثورية، يدافعون عنها وعن عبدالملك الحوثي الذي يفجر منازل اليمنيين، وينهب أموالهم وممتلكاتهم، ويستبيح حرماتهم، ويعتقل خُصُومة ويقتلهم، ويبررون له أفعاله وجرائمه ويحاولون شرعتنها، بل إن بعضهم يضفون عليه طابع القداسة، إلى الدرجة التي يصفونه فيها ببعض كتاباتهم بما يوصف به الأنبياء والرسل.
ومن وجهة نظري المتواضعة؛ أن  خطورة المثقفين اليسارين  الداعمين للمشروع الإيراني، لا تقل خطورة عن المليشيات الحوثية نفسها.

لقد تحول بعض المثقفين الاشتراكيين، الذين كانوا في مقدمة المنادين بمشروع الدولة العلمانية التي لا علاقة للدين فيها بأمور السياسة والحكم، إلى مجرد قفازات وأبواق، يدافعون فيها عن هراءات عبد الملك الحوثي ومحاضراته العبثية، التي يرى فيها نفسه ابناً للرسول، ويضفي على ما يمارسه من جرائم طابع القداسة التي لا تمس، وعقب كل محاضرة ينبري هؤلاء إلى تقديم قراءات فيها، وبرغم أن تلك القراءات.. مدعاة للسخرية والاستغراب، لكن الواقع يقول إنهم الوجه الآخر للحرب الإيرانية الهاشمية على اليمن، فهم مقاتلين بالكلمة، ولا بأس أن تكون بذيئة ووقحة، في بعض المواقف، يتأوّلون الأحداث والوقائع، التي لا يستطيعون إنكارها، ويزيّفونها، بحُجج لا يصدّقونها هم أنفسهم، إذ أن الكذب والتدليس، عند هؤلاء هو أساس الرأي والتحليل، وهو سيد الأدلة.
مثقفو الاشتراكي يساهمون بمسخ اليمنيين، وطنياً وإنسانياً وأخلاقياً وقومياً، بتحويلهم إلى قطعان معبئة بالحقد الطائفي والسلالي، وشحنهم بـ"شعارات الموت"، التي هيأت الأجواء للمشروع الإيراني، نعم أن خيانة المثقفين  والإعلاميين ساهمت ولا تزال تساهم بتغذية الإرهاب والفساد وخراب اليمن  لخدمة مصالح إيران، والإمامة الهاشمية.
 ولقد اتضح أنهم  يؤمنون أن جرائم الحوثي وفساده المالي، والأخلاقي، والدمار والخراب الذي يرتكبه بحق اليمن أرضا وإنسان، هو أشرف وأرقى من فساد الشرعية المحصور في المال والإدارة، فعندما يكذب مثقفين الحزب  بإفراط علينا الا نستغرب إعراض غالبية اليمنيين، عنهم  وازدراءهم، فقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما "الفيس بوك"،  التشهير بأكثرهم، وكشفت كذبهم وتد ليسهم وخيانتهم الوطنية لليمن، لكنهم لا يأبهون بذلك أو أنهم لا يريدون أن يأبهون.
على الرغم من كل ما يقدمه هؤلاء من دفاع مستميت ضد خصوم المليشيات الحوثية، ويظللون الرأي العام اليمني والعربي، من خلال تزييف المفاهيم  والوعي الاجتماعي اليمني، في سبيل تبرير جرائم الحوثي، في المقابل لا تقدم الميليشيات لهم سوى بعض الفتات على موائدها، وتذلهم في مستحقاتهم الشهرية، الزهيدة، وتعمد على تخفضها عن أي مثقف قل  نشاطه الإعلامي، وقد ورطت المليشيا الحوثية، أغلبهم  في قضايا أخلاقية تبتزهم بها، بل أن القيادات الهاشمية في حركة الحوثيين، لا يرون في هؤلاء المثقفين سوى مجرد زنابيل مسخرين لخدمتهم، مثلهم مثل  زنابيل الجبهات، جميعهم أدوات مسخرة لخدمة مشروعهم السلالي الإيراني.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر