أروى الخطابي
أروى الخطابي
ردا على أحمد الكحلاني
الساعة 10:25 صباحاً

قرأت مقال أحمد الكحلاني  وقرأت التعليقات كلها على المقال الطويل. أكثر من ثلاثمائة تعليق أكثرها ساخطة على المقال وعلى الكحلاني وعلى الهاشميين، وباعتباري متخصصة في تاريخ اليمن سارد على المقال بشكل موضوعي تماما.

أولا يشتكي المقال من العنصرية التي وبحسب ما ورد في المقال العنصرية ضد الهاشميين  من قبل غير الهاشميين وأكد المقال ان هذه العنصرية تمزق المجتمع. وهذه الفقرة موغلة في تزييف الوعي  وتهدم الحقائق من أساسها.

واليكم أيها السادة القراء القصة منذ ثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة والتي تناسى فيها اليمنيين جراحات ١٢٥٠ سنة وقالوا عفى الله عما سلف ونحن اخوة في الوطن، وليس ذلك وحسب فقد طرد اليمنيون واحد من أهم رجالات الثورة وأكثرهم علما وتأهيلا وهو الدكتور عبدالرحمن البيضاني عضو مجلس الثورة والذي حذر من خطر الهاشميين، وكان ثاقب النظر في رؤيته لهم، لكن الثوار خافوا منه ومن الطائفية فقرروا ترحيله إلى مصر وانتصروا للهاشميين الذين قال عنهم الكحلاني انهم شاركوا في ثورة ٢٦ سبتمبر.

 وطبعا مشاركتهم هذا موضوع يحتاج بحث مستقل بذاته، ولكن اكتفي هنا بالإشارة إلى أن سبب مشاركتهم أو على الاقل بعض منهم هو أن الحكم الإمامي كان أسري فقط أي في بيت حميد الدين وحدهم لا شريك لهم مع بعض البيوتات الهاشمية مما أدى إلى إثارة حفيظه بقية الأسر الهاشمية التي التحقت بالثورة نكاية في بيت حميد الدين وليس حبا في اليمنيين خاصة بعد فشل ثورة ١٩٤٨ وقتل أعداد كبيرة من الهاشميين من بيت الوزير.

القضية الثانية التي أثارها أحمد الكحلاني بان الهاشمية ليست  قبيلة أو عرق أو حزب وانهم مواطنين يمنيين ينتشرون في كل المناطق والاحزاب ويشاركوا كل الافكار والثقافة، وهذه لعمري حقيقة مقطوعة الرأس أي انه كلام منطقي لقضية غير منطقية. أي نعم انهم في كل المناطق وكل الأحزاب ويؤمنوا بكل الافكار ولكنهم جميعا عباره عن حلقات مترابطة في سلسلة طويله لا تتصل بأحد من المجتمع اليمني من غير سلالتهم  إلا إذا كان ذلك في مصلحتهم البحتة.

 فقد يتزوج الرجل منهم من سلالته ولا مانع من أن يتزوج من بقية اليمنيين ولكن يجدها معيبة في حق سلالته أن يزوج يمني ليس منهم. قد يزوج ابنته أو اخته وهو من حجة مثلا لهاشمي من حضرموت ولكنه يترفع عن تزويجها يمني ويسميهم بالعربي كناية انه ليس قرشي.

يشترك في ذلك هاشمي صعدة وهاشمي الحديدة وهاشمي حضرموت.  فاليمنيون لا يليقون بربات العفاف الهاشمي إلى درجة أن صدرت أحكام ضد بعض القبائل بالتفريق بينهم وبين زوجاتهم لهدم تكافؤ النسب وما تزال بعض القضايا طرية في ذاكرة الشعب ولم يمض عليها سنوات ومع ذلك لم يتكلم الكحلاني عن العنصرية، وكأن العنصرية هي تلك التي تصدر من طرف واحد فقط وهو الطرف اليمني  وليس العكس.

القصية الثالثة والتي أثارها المقال أن الهاشميين هجرة وهو موضوع مهم جدا لا يعرفه أكثر اليمنيين. وخاصة الشباب الصغير.

الهجرة هي المكان أو القبيلة الذي يهاجر اليها هاشمي ويسكن فيها. وظيفة الهاشمي فيها هو القيام ببعض الامور الشرعية كالإفتاء وابرام عقود الزواج والطلاق واقامة الصلوات وتعليم الصغار القران في المساجد وتقسيم الميراث . وبالمقابل يعفى من الاشتراك في الحروب ولا يدفع اي اغرام مع القبيلة  وعلى القبيلة حمايتهم وأطعامهم وكسوتهم بل وخدمتهم.

ولعمري أن الهجرة كانت سياسة اقتصادية ذكية تمتع فيها الهاشمي بكل العناية القبلية. لذلك كان يعيش في هدوء ودعة وفسحة.  يلبس الملابس الخاصة النظيفة ويقدم له الطعام اللذيذ بدون عناء ولا يكلف باي عمل مرهق. لذلك يتزوج بشكل متكرر من بنات القبيلة الصغيرات، منجبا أطفال أصحاء. بينما على القبيلي ان يكدح ويعمل ويشقى  ويكفل الهجرة كما عليه أن يحارب مع الائمة ويدفع الضرائب ويتجند ويقتل. هذه هي الهجرة باختصار.

نعود إلى موضوع المقال الرئيسي وهي اتهام اليمنيين بالعنصرية  في تدمير صارخ للحقائق. فبعد أربع سنين من إسقاط الدولة وجر اليمن للحرب مع التحالف وملاحقة رئيس الجمهورية بالطائرات من صنعاء إلى عدن، وقتل الرئيس السابق الذي تحالف معهم وسلمهم الدولة، أصبح اليمنيون هم العنصريين.

بعد قبول الحوثي في الثورة واشراكه في الحوار الوطني طلع اليمنيين هم العنصريين..

بعد اعتذار الثوار لصعدة على الحروب الست طلع اليمنيين هم العنصريين..

بعد حرمان مئات الالاف من اليمنيين من الوظائف العامة ومن المرتبات لمدة ثلاث سنوات طلع اليمنيين هم العنصريين..

بعد تفجير عشرات البيوت ورمي الأسر في العراء طلع اليمنيين هم العنصريين..

بعد نزع كل الألغام من الحدود السعودية وزرعها في كل المدن اليمنية تقتل اليمنيين وتقطع أوصالهم طلع اليمنيين هم العنصريين..

بعد اخفاء الاف الصحفيين والمفسبكين والمفكرين والاحرار في سجون الحوثي  وتعذيبهم وقتلهم طلع اليمنيين هم العنصريين..

بعد تجنيد أطفال اليمنيين تحت سن ١٨ من كل قبيلة وقرية ووادي وجبل وبعضهم بدون اذن اهاليهم وارجاعهم مجرد صور طلع اليمنيين هم العنصريين..

وفوق هذا وذلك لم نسمع للهاشميين ذكر أو نقد أو صوت يقول للحوثي ارحم اليمنيين.. ارفق بهم.. تواضع لهم على الأقل مع من يقفون في صفك ويدفعون عن تسلطك ومن يقعون تحت سيطرتك. لم نسمع الكحلاني يقول للحوثيين رفقا باليمنيين. رفقا بأطفالهم وبيوتهم. لم نسمع الكحلاني يقول لا تفجروا البيوت ولا تسرق المرتبات. لم نسمعه يقول لا تزرعوا الألغام.

هل سمع أحدكم أو رأى أو شهد على هاشمي واحد يقف مع اليمنيين بصدق ونيه صافيه  وصوت مسموع وواضح؟

هل شكل الهاشميون أي جمعية أو منظمة أو هيئة أو مؤسسة للدفاع عن المساوة والعدالة بين أفراد المجتمع؟ مع انهم اسسوا مئات الالاف من الجمعيات بألاف الاسماء التي يسترزقوا من خلالها من المجتمع الدولي.

هل سمع أحدكم أن أي هاشمي طالب بإرجاع الشرعية والامتثال لمخرجات الحوار الوطني  الذي شاركوا فيه.

هل سمع أحدكم أحد الهاشميين يتحدى سلطة الحوثي  ويطالبه برحمة اليمنيين، حتى من اولئك الذين  يقعوا خارج نطاق سلطته الفعلية؟

أتحداكم

مع هذا أنتم عنصريين

 

*نقلا من صفحة الكاتبة بموقع "فيسبوك"

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر