سيف الحدي
سيف الحدي
لهذه الأسباب يزور المبعوث الأممي مدينة الحديدة
الساعة 04:18 مساءاً
مارتن غريفيث في الحديدة.. عنوان غريب ومستغرب جدا على شاشات التلفزيون ومختلف الوسائل الإعلامية؛ لماذا الحديدة؟ متى؟ إلى أين بالضبط؟ ما هي التوقعات؟ ماذا يرجو مارتن أن تسهم هذه الزيارة في دعم عملية السلام؟ ماذا يريد أن يبرهن؟ ما الأهمية القصوى للحديدة دون غيرها من المدن؟! لماذا لم يذهب إلى المهرة أو مأرب أو تعز أو حتى حجة رغم أن هذه المحافظات تشهد نوع من التوتر مشابه لما هو في الحديدة؟ ما هي الحديدة، لمن لا يعرف ما هي الحديدة هي بقعة جغرافية في الساحل الغربي للجمهورية اليمنية تبعد حوالي 200 كيلومتر عن العاصمة اليمنية صنعاء و هذا هو التعريف الجغرافي للمحافظة ولكن من الناحية السياسية فالحديدة هي مربط الفرس لإيقاف حرب دائرة في اليمن منذ ما يقارب 4 سنوات والحديدة تمثل واحد من أهم الموارد المالية لجماعة مسلحة تحتل العاصمة صنعاء وتحارب هذ الجماعة بكل ما أوتيت من قوة على بقاء هذه المحافظة تحت سيطرتها نظرا لكون واحد من أهم وأكبر موانئ اليمن يقع فيها وهو ما يدر أموالا طائلة ويسهم في تغذية جبهات الحوثي. هل معارك الحديدة تسهم في تدهور الوضع الإنساني؟ نعم، وبدون أي شك أن أي معركة ولو طلقة رصاصة واحدة تؤدي إلى تعكير الأمن فما أعتقادك بحرب! ستؤدي الى تدهور تلقائي في الأوضاع على مختلف الأصعدة بما في ذلك الوضع الإنساني. ولكن دعونا نفكر بالعقل والمنطق، هل بقى الحديدة بوضعها الحالي تحت سيطرة الحوثي هو الحل الأمثل؟ هل يسهم في تخفيف معاناة الناس أم في زيادة معاناتهم؟ للإجابة على هذا السؤال يكفينا أن نقارن اسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية فهل بقاء الحوثي في الحديدة أسهم في خفض أو زيادة الأسعار؟ يكفينا كذلك أن نرى إلى عدد النازحين والجائعين في اليمن، هل بقاء الحوثي أسهم في تخفيض الأرقام أم زيادتها؟ فبدون شك ستزهر لنا الحقيقة ونجد أن الحديدة الآن مريضة ومصابة بالطاعون ولا بد لجماعة الحوثي أن تحمل عصاها وترحل من الحديدة التي تخضع لعملية جراحية خطيرة ولكن ضرورية، عملية مكلفة ولكن حتمية، عملية مؤلمة لكن منقذة للحياة. فمثل أي مريض لا بد أن يتجرع بعض الألم وان يقضي بعض الأيام في وعكة بسيطة لكي يقوم أشد وأصلب من قبل وهكذا يجب أن تكون الحديدة. ما هي الأهمية السياسية للحديدة؟ لا توجد أهمية مباشرة للذكر إلا أنها تستخدم كشريان حياة لمد الحوثي بالقوة والقدرة على البقاء في الفضاء السياسي لليمن من خلال استمراره في السيطرة على العاصمة صنعاء. وعندما أقول لك إنه لا يوجد لها أي أهمية فأنا أعني ذلك حرفيا فلا توجد حكومة هناك ولا يوجد برلمان ولا حتى مكونات سياسية رئيسية. إذا كانت الحديدة غير مهمة سياسيا فلماذا زارها المبعوث الأممي؟ للأسف كما نجد من يتاجر بمعاناة اليمنيين فهذا هو المبعوث الأممي ايضا يتاجر بمعاناة اليمنيين كذلك. زيارته للحديدة لا تتجاوز غايتين من وجهة نظري، الغاية الأولى وهي تلبية أجندة الدول العظمى في إبقاء الحرب في اليمن تحت السيطرة حتى لا تخرج عن الطور المرسوم لها فلا يجب أن تتحول إلى ثقب أسود في الأرض فتسبب إحراج للدول العظمى ولا يجب أن تصل إلى نهاية فتسبب خطر على أجندة الدول العظمى، والغاية الثانية وهي على الصعيد الوظيفي للمبعوث وهي إنه سيتمكن من التبجح بهذه الزيارة في إحاطته القادمة في مجلس الأمن ويجعل منها مغامرة صعبة ومستحيلها ولكنه اجتازها بفضل مهاراته وقدراته كما إنه سيستخدمها كالعصاء والحزرة للحوثيين حتى يلبو بعض طلباته التي تتوافق مع ما يريده باعثيه! ما أثر زيارته للحديدة؟ عزيزي القارئ، إن كنت تعتقد أن هناك إضافة إيجابية ستشكلها الزيارة لعملية السلام وإنهاء الحرب فيؤسفني أن أخيب ظنك في ذلك وأقول لك أنظر إلى حرب الحديدة منذ منتصف شهر يونيو الماضي وتتبع أحداث المعارك وستجد إنه كلما كانت أقتربت الحديدة من الخلاص من هذا الطاعون نجد الدول العظمى تتدخل من أجل إيقافها، إذا، الزيارة هي ضرورة ملحة لإبقاء الحرب في اليمن تحت السيطرة ليتم إدارتها كما يريد لها المخططون.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر