-
مجلس التعاون الخليجي يثمن جهود المقاومة الوطنية في ضبط شحنة أسلحة إيرانية متجهة إلى الحوثي أشاد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بإعلان المقاومة الوطنية تمكنها من ضبط شحنة أسلحة استراتيجية في البحر الأحمر تزن 750 طنًا، كانت في طريقها من إيران إلى مليشيا الحوثي، معتبرًا ذلك إنجازًا مهمًا في التصدي لعمليات تهريب السلاح وداعمي المليشيا.
-
العميد صادق دويد: الحوثيون يُفبركون إعلانات مزيفة باسم المقاومة الوطنية لاستدراج المناوئين والزج بهم في السجون أكد الناطق الرسمي باسم المقاومة الوطنية، العميد الركن صادق دويد، أن جماعة الحوثي تقوم بنشر إعلانات مزيفة تزعم فتح باب التجنيد باسم القائد طارق صالح والمقاومة الوطنية.
-
الأرصاد اليمني يحذر من أمطار رعدية وانهيارات صخرية في عدة محافظات حذّر المركز الوطني للأرصاد الجوية في اليمن، اليوم الإثنين 1 سبتمبر/ أيلول، من هطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة خلال الساعات الـ24 المقبلة على عدد من المحافظات الجبلية والساحلية والصحراوية، داعياً المواطنين إلى أخذ الاحتياطات اللازمة.
- منتخب اليمن للشباب يتأهل إلى نصف نهائي كأس الخليج بعد فوزه على الكويت
- أبو حورية يؤكد أهمية تنسيق الجهود لتلبية تطلعات أبناء عزلة الجمعة بالمخا
- 322 ألف متضرر من الفيضانات الأخيرة في اليمن
- عدن.. إنهاء إضراب شركات الصرافة واستئناف التعامل بالعملات الأجنبية
- العميد صادق دويد: الحوثيون يُفبركون إعلانات مزيفة باسم المقاومة الوطنية لاستدراج المناوئين والزج بهم في السجون
- مجلس التعاون الخليجي يثمن جهود المقاومة الوطنية في ضبط شحنة أسلحة إيرانية متجهة إلى الحوثي
- الأمم المتحدة تطالب الحوثيين بالإفراج عن موظفيها المعتقلين في صنعاء والحديدة
- الأرصاد اليمني يحذر من أمطار رعدية وانهيارات صخرية في عدة محافظات
- المركزي اليمني يثبت سعر الريال ويتوعد المضاربين بإجراءات صارمة
- محمود وأبو حورية يدشنان العام الدراسي الجديد في المخا وسط حضور طلابي واسع

مدخل: أسئلة تتكرر
لماذا تصبح السعودية هدفا للبعض مع كل إشكالية تواجهها الدول العربية؟ هل بسبب موقفها من غزة وفلسطين، أم الحديث عن التطبيع مع إسرائيل، أم النفط وأمريكا، أو ربما الحج والعمرة، والرؤية السعودية؟
لماذا يُستهدف النظام السعودي دون غيره؟ هل العداء للسعودية جديد متعلق بأحداث الشرق الأوسط أم له جذور تاريخية؟ ولماذا يتكرر التشكيك في النظام السعودي رغم تغير الأوضاع السياسية واختلاف المشاكل في المنطقة؟ هنا أحاول أن أجيب..
المنظومة الخمينية والسعودية
قبل أيام، دخلت مساحة على منصة (X) كانت تحمل عنوانا يشير إلى حيثيات استهداف قيادات حوثية في صنعاء ودور السعودية في اليمن. حشدت تلك المساحة ناشطين حوثيين ولبنانيين وآخرين من بلدان عربية متعددة، وكان كل جهدهم منصبا على اتهام السعودية وتحميلها مسؤولية كل ما يجري عربيا وإسلاميا. ما جاء في هذه المساحة كان نسخة مصغرة من الخطاب الشعبوي الذي يستخدم كل مرة لافتات تبرر العداء الذي يتجاوز خلاف اللحظة السياسية ليصل إلى مستوى الاستهداف الوجودي لهذا البلد الشقيق والمهم.
يسعى الحوثيون –وهم امتداد لمشروع سلالي عنصري قديم- للظهور كممثلين لليمن، وعندما يسيئون للأشقاء العرب والأصدقاء في العالم، يكون ذلك باسم اليمنيين. وهذا الأمر يلزمنا بتوضيح بعض التفاصيل التاريخية لنفهم ما يحدث اليوم.
هناك أسباب عدة للحملات الإعلامية ضد السعودية، لكنني سأركز على سبب مهم غالبا ما يتم تجاهله، وأرى أن كشفه للناس سيضعف تأثير من يقودون هذه الحملات لأنه سيوضح لكثير من اليمنيين والعرب دوافع هذه الكراهية المزمنة.
استهداف السعودية ليس مرتبطا بغزة، فهو سابق للنكبة والنكسة. وهو امتداد لصراع تاريخي على الشرعية الدينية والسياسية في الحرمين وقيادة العالم الإسلامي، تقوده جماعات عربية وإسلامية تحمل هذا الإرث منذ قرون، ولم تحتج القضية الفلسطينية ذريعة لهجومها.
الجذور التاريخية
لنفهم ما يحدث اليوم، نحن بحاجة إلى أن نعود إلى الخلف قليلا. وبمطالعة سريعة للتاريخ الإسلامي، سيجد أي باحث أن خدمة مكة والمدينة والعالم الاسلامي ارتبط بصراع دائم بين العلويين أو من يسمون أنفسهم "آل البيت"، وبين كل نظام عربي لا ينتمي لهم أو لا يعترف بحصر حكم المسلمين فيهم، إذ يرى كثير منهم (وليس كلهم) بأن الإمامة وقيادة الأمة محصورة في ذرية الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا، وفي المقابل محظورة على غيرهم من المسلمين بحسب قول المتوكل على الله أحمد بن سليمان في كتابه "حقائق المعرفة في علم الكلام" (ص475).
بعدما عرض أحمد بن سليمان (توفي 566هـ) أدلة العلويين على أحقيتهم بقيادة المسلمين في كتابه حقائق المعرفة، استعرض ثورات أجداده ضد الأمويين والعباسيين، مبينا أن كثيرا منهم قُتلوا أثناء سعيهم للسيطرة على الأماكن المقدسة (مكة والمدينة) ومركز الحكم الإسلامي باعتبارهم الأحق بها.
في (ص471)، يؤكد أحمد بن سليمان العلوي أن الإمامة لا تخرج عن الحسن والحسين وذريتهم من بعدهم. يقول: "ومن طريق النظر أن الإمامة لو كانت في جميع الناس لأدى ذلك إلى الفساد والالتباس، ولوضع الشيء في غير أهله، ورد الفرع إلى غير أصله، ولعسر على الناس طلب الإمام، وكان في ذلك فساد الإسلام وكان ذلك سببا في تعطيل الأحكام". وبناء على هذا، فإن أي حاكم عربي ليس من ذرية الحسن والحسين يعد حكمه فسادا وتعطيلا للأحكام، وهو ما يردده أنصار الخميني في اليمن وغيره عند انتقاد السعودية.
بعد عرض المؤلف مسوغات ومبررات دعوة بعض الشخصيات العلوية لنفسها، ساق أمثلة لثورات وحركات علوية ضد الدول القائمة -لإيمان أصحابها أن الحاكم ليس شرعيا- انتهى معظمها بالفشل والقتل والتشريد. فالحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم جميعا) قتل في كربلاء، ثم خرج زيد بن علي بن الحسين (ابن زين العابدين) على هشام بن عبد الملك بالكوفة، وبعدها بسنوات قليلة خرج ابنه يحيى بن زيد بخراسان فقتل مع رفاقه وأقاربه.
وفي العهد العباسي، خرج محمد بن عبدالله بن الحسن (النفس الزكية) على الحكم فقتل، ثم خرج أخوه إبراهيم بن عبدالله فقتل في البصرة، وتبعه الحسين بن علي بن الحسن فقتل هو وشيعته على يد أمير مكة. ثم خرج يحيى بن عبدالله، أخو النفس الزكية، إلى طبرستان والديلم محاولا تأسيس دولة، فوقع في يد الخليفة هارون الرشيد، وتختلف الروايات حول مصيره، إذ أشار حفيدهم بن سليمان إلى أن الرشيد قتله، بينما نفت روايات أخرى ذلك.
في الوقت نفسه، فر إدريس بن عبدالله من الحجاز إلى المغرب بعد مقتل عدد من أبناء عمومته العلويين على يد العباسيين عقب ثورة الحسين بن علي بن الحسن. وقد وقعت المعركة في وادي "فخ" قرب مكة، حيث هزمهم الخليفة العباسي الرابع موسى بن المهدي "الهادي".
في عهد المأمون، دعا محمد بن إبراهيم بن إسماعيل لنفسه في الكوفة، لكنه مات بعد أربعة أشهر دون أن يجد تأييدا. ثم دعا القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل لنفسه في مصر، وأجابه بعض الناس، لكنهم طردوه لاحقا لإساءته لأبي بكر الصديق (نفس المرجع ص486). ثم وصل إبراهيم بن موسى الكاظم إلى اليمن، وهو أول علوي يدعو لنفسه فيها، وارتكب جرائم بشعة حتى لقب بـ"الجزار"، فهزمته جيوش العباسيين لاحقا وفر إلى بغداد، وقيل مات مسموما. وبعده، دعا يحيى الرسي (جد عبدالملك الحوثي) لنفسه في طبرستان ثم اليمن، وخاض مع أنصاره الطبريين حروبا عديدة ضد اليمنيين.
في العهد الأيوبي، وبعد إسقاط صلاح الدين الدولة الفاطمية في مصر، اقتصرت تحركات العلويين هناك على محاولات محدودة. وبعد دخول الأيوبيين اليمن، واجهوا شخصيات علوية في الشمال والغرب. واستمر النمط نفسه.. يموت احد العلويين فيظهر آخر داعيا لنفسه ومتمردا على الدولة، مبررا ذلك بأن الحكام يفسدون الإسلام ويخونون بلدانهم لصالح اليهود والنصارى، وهي ذات الأسطوانة التي يرددها الحوثيون اليوم وأنصار الخميني في المنطقة.
في عام 1916، اعلن الشريف حسين العلوي الثورة ضد العثمانيين وسيطر على مكة وأجزاء من الحجاز بدعم بريطاني، ونصب نفسه "ملكا للبلاد العربية"، لكن الحلفاء حينها اعترفوا به ملكا على الحجاز فقط. وبعد إلغاء الحكم العثماني في 3 مارس 1924، سعى لملء الفراغ في العالم الإسلامي، قائلا بأن الحكم لا يخرج عن العلويين، لكنه فشل. وفي خريف 1924، سيطر عبدالعزيز آل سعود على مكة والطائف.
حكم الشريف حسين الحجاز حوالي تسع سنوات فقط، وهزم أمام القوات السعودية رغم الدعم البريطاني الواسع، لاعتماده على العصبية الهاشمية وتعاليه على القبائل النجدية والحجازية. وهنا يجب الإشارة للمقولة الخالدة للمؤسس عبدالعزيز آل سعود عند دخوله الحجاز: "إن السلام لن يحل طالما وهناك هاشمي يحكم الحجاز" (وثائقي قناة العربي، 4 مايو 2020). لم يقلها كراهية في عرقية الهاشميين أو عنصرية ضد العلويين، بل لفهمه وإدراكه ولإلمامه بتاريخ شبه الجزيرة العربية الذي كان مليئا بالحروب والفتن والحروب بسبب نظرية الاصطفاء العرقي العنصرية والاستعلاء على بقية القبائل العربية.
ما الذي يحدث اليوم؟
قبل الاجابة على هذا السؤال، يجب التأكيد أن هذا التحليل لا يضع كل الهاشميين والعلويين في قفص الاتهام، فبعضهم لم يؤيد فكرة حصر الحكم أو ينخرط في الحركات المتمردة تاريخيا ولا حاضرا. لكن منذ انتقال الحجاز من حكم من يسمون أنفسهم بالأشراف إلى آل سعود، تراكم لدى بعض الأسر العلوية والهاشمية، خصوصا في دول ذات نفوذ شيعي كالعراق ولبنان واليمن وإيران، شعور بالحقد على الأسرة السعودية التي تحظى بتأييد محلي وعربي واحترام دولي، نتيجة فقدانهم المكان المقدس والسلطة الواسعة، وهذا الشعوب يتغذى بلا شك على عقيدة دينية تحصر الحكم فيهم وتصنع فيهم وهم المظلومية.
هذه الذاكرة الناقمة ليست مجرد سردية تاريخية فقط، بل باتت هوية شعورية يتوارثونها وهي بلا شك تؤثر كثيرا على طرق تلقيهم للأحداث اليومية في الوطن العربي والعالم الإسلامي. ولهذا يتعاملون مع أي خلاف أو تباين في وجهات النظر من زاوية الصراع على شرعية الحكم والرمزية المكانية (مكة والمدينة).
في الحقيقة.. مكة والمدينة قيمتان مقدستان عند المسلمين بشكل عام، لكنها عند كثير من الأسر العلوية عبارة عن حق مسلوب يجب أن يعود لأهله، وبسبب هذا الاعتقاد أو الوهم إن جاز التعبير، دخلوا في مواجهة طويلة الأمد مع الجميع ولم يستثنوا حتى أبناء عمومتهم وأقرب الناس لهم العباسيين كما تثبته كل كتب التاريخ. أما اليوم فهم يرون أن النظام في السعودية يهيمن على ما يعتقدونه حقا لهم. وهذا الشعور يجعلهم في حالة استنفار دائم يواجه كل شيء يصدر من المملكة العربية السعودية بشكل عدائي. ولا يتوقفون هنا، بل يقومون بتحريض الشعوب التي يعيشون هم بينها ضد السعودية والسعوديين. وهذا ما كان أجدادهم يفعلوه في كل منطقة يعيشون فيها ضد الأمويين والعباسيين والأيوبيين والعثمانيين وغيرهم.
لا شعوريا، ستجد أغلب من يؤمن بخرافة "شرعية آل البيت الحصرية في الحكم والسلطة وتفسير الدين" يميل لالتقاط كل ما يؤكد هذه السردية، ويتجاهل بل ويشكك ويحرض ضد نقيضها لاسيما في البيئات التي تسمح بذلك. ولهذا تنتعش الأخبار السلبية عن السعودية، وينتشر المحرضين ضد السعودية في الدول ذات الهيمنة الزيدية والشيعية وبعض الفاعلين ذوي النزعة الصوفية ممن يستمرون في التحريض ضد الحكم السعودي تحت لافتات مختلفة على رأسها الهجوم على "الوهابية". وهذا الموقف المعادي للمملكة يكون في كثير من الأحيان مغلفا بأيديولوجيات مختلفة، فتجدهم إما يساريين أو إخوان أو ملحدين أو حتى قاعدة ودواعش. لكن الدافع التاريخي هو إيمانهم بتميزهم العرقي.
زرت عدد من الدول العربية والإسلامية، فوجدت كثير ممن يحقدون على السعودية يعتقدون بانتسابهم لآل البيت.. وبلا شك أنا هنا لا يمكن أن أعمم لوجود من ينتسبون لهذه الفئة ولم يقعوا في مستنقع هذا النوع من الأحقاد.
شعور دائم بالمظلومية ومحاولة التمدد
توارثت العائلات العلوية رواية "الحق الإلهي المسلوب"، ما جعل المظلومية لديها إرثا عائليا يهيمن على تفكير كثير من أفرادها، فيتبنون خطابا ناقما على أي نظام يدير مكة والمدينة ويؤثر على العالم الإسلامي، مستغلين أي حدث أو رواية. في اليمن، تقوم عقيدة ما يسمى بالزيدية على أن قيادة المسلمين يجب أن تكون حصرا في علوي مؤهل يثبت أحقيته بالخروج على الحاكم، ما يخلق توترا مع أي سلطة لا تقوم على هذا الأساس داخل اليمن أو خارجه، واليوم، يعبر الحوثيون علنا عن نواياهم في السيطرة على مكة والمدينة من خلال أعمالهم وأنشطتهم الثقافية والفنية وحتى العسكرية. سبق ونفذوا مناورات عسكرية قرب الحدود السعودية بعد سيطرتهم على صنعاء أي قبل تدخل التحالف العربي في اليمن، ثم أطلقوا لاحقا نحو 430 صاروخا بالستيا و851 طائرة مسيرة على السعودية بين 2015 وديسمبر 2021 (رويترز).
إلى جانب المناورات العسكرية على الحدود السعودية، كشفت وثائق نشرها موقع "المصدر أونلاين" في ملف بعنوان "الحوثيون في وثائق خاصة" عن خطط توسع فكري ومسلح جنوب المملكة، تضمنت خرائط ومراسلات حددت مناطق حدودية مستهدفة إضافة إلى خطط ووسائل اختراق البنية الاجتماعية في تلك المناطق.
ونعود للسؤال السابق: لماذا يتجاهلون موقف نحو ملياري مسلم، ويغضون الطرف عن عدد كبير من الأنظمة العربية والاسلامية بعضها تمتلك أسلحة نووية فتاكة، ويحملون السعودية فقط مسؤولية ما يحدث في غزة؟! لماذا يتجاهلون أنظمة عربية فتحت سفارات إسرائيلية واستقبلت المسؤولين الاسرائيليين، ويركزون على السعودية؟!
الإجابة بكل بساطة، التنافس على الحرمين والزعامة الإسلامية والثروة الهائلة يولد حساسية مضاعفة تجاه السعودية مقارنة بدول عربية وإسلامية أخرى، والحقيقة أن هذا الشعور ليس عند بعض الهاشميين والعلويين فقط، بل عند غيرهم من المسلمين إلا أنه عند أدعياء الحق الإلهي في الحكم أكثر حضورا ولهم دور كبير في تعبئة الشعوب لاسيما تلك التي ينتشر فيها الجهل والفقر والحروب كاليمن والعراق مثلا. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن تماسك الشبكات الهاشمية والعلوية العابرة للبلدان العربية والإسلامية، عن طريق ما يسمى بالمشجرات -بغض النظر عن مصداقيتها ودقتها- يسهل ويسرع انتقال الرسائل والتعبئة والمفاهيم داخل أروقة الجماعة، فتبدو الاستجابة وكأنها تلقائية داخل أكثر من دولة في وقت واحد وخطاب واحد.
العلوي المؤمن بـ"الحق الإلهي" في اليمن قد يرى العلوي في إيران أقرب إليه من جاره اليمني الذي يعيش في المنزل المجاور له، بفعل رابطة الدم، وينطبق ذلك على العراقي واللبناني وغيرهم، إذ يعتبرون العلوي الباكستاني –على سبيل المثال- أقرب لهم من ابن بلدهم، حتى لو اختلف المذهب بينهما.
كثير من الشخصيات المصابة بداء الحق الإلهي تنظر إلى التطور والرخاء والتنمية والثروات الهائلة في المملكة العربية السعودية، فتتذكر بأنها جذورها من هناك (بغض النظر عن مدى صحة هذا الاعتقاد)، وأن الأجداد غادروا بسبب مواقف سياسية ودينية قديمة أو ظروف معينة. وهذا الحنين يجعل كثير منهم يحاولون استغلال ظروف العرب والمسلمين للتعبئة ضد من يحكم السعودية اليوم. لذلك نسمع المفاهيم نفسها والمصطلحات يتم تكرارها من أشخاص مختلفين ومن جنسيات مختلفة وحتى أيديولوجيات متضادة، مثل هذ العبارات (الوهابية، التطبيع، الفساد الأخلاقي، القاعدة، داعش، التكفيريين، سرقة الحجاج وعدم الاهتمام بالحرمين، تبذير أموال وثروات المسلمين) وغيرها المبررات التي يستخدمها هذا التيار لمهاجمة السعودية ونظامها وشعبها وتحريض العرب والمسلمين ضدها.
في الاخير.. لماذا اكتب مثل هذا النص؟
يعتقد البعض أن تناول مثل هذه القضايا الحساسة سيتسبب بإثارة الطائفية والعصبية؟ وهذا قد يكون صحيحا إن كان تضمنت هذه التناوله تحديد لكل العلويين والهاشميين، وهذا غير وارد.
الحقيقة أني رأيت خطابا عدائيا ضد السعودية يتكرر كل عقد وبثياب مختلفة. كل يوم مبرر مختلف لكن جذور هذا الاستهداف ثابت يمكن تلخيصه في اعتقاد فئة موجودة في كل الدول العربية والاسلامية- بأنها صاحبة الحق في حكم نجد والحجاز والسيطرة والثروة ورمزية الحرمين المؤثرة على مستوى العالم.
يجب التمييز بين النقد السياسي المشروع، وبين الأطروحات المتحاملة الناتجة عن سردية سلالية وموروث عرقي تتناقله بعض الفئات جيلا بعد جيل. ومن خلال هذا التشخيص، يمكن إيجاد وسائل وأطر مناسبة للتعامل مع هذا الاستهداف الخطير كونه منظما ويرعاه اليوم النظام الإيراني بالمال والسلاح والإعلام.
رسائل:
رسالتي الأولى للقبائل اليمنية: احذروا الخطاب السلالي الذي يسعى لاستغلالكم لتحقيق طموح تاريخي لا علاقة لليمنيين بأحقاده. ظاهر خطاب الحوثيين لصالح اليمن، وباطنه الرغبة في تحويلكم إلى بنادق في أيديهم. منذ قرون طويلة وهذا المشروع يعيد إنتاج العداء لكل من يخدم المسلمين في مكة والمدينة جيلا بعد جيل عبر وسائل مختلفة. الخلافات بين الإخوة طبيعية ومن حق اليمن أن يحرص على مصالحه كما تحرص السعودية على مصالحها، لكن المشروع "العرقطائفي" هو العدو المشترك لنا ولهم ويجب أن نفهم ذلك.
رسالتي الثانية للإخوة السعوديين: فرقوا بين اليمنيين وهذه السلالة وانصارها من داخل اليمن وخارجه، الذين يسعون دائما لإثارة الشقاق بين شعبينا. اليمن والسعودية بحاجة لبعضهما لحماية المصالح المشتركة من أدعياء "الحق الإلهي" الذين يستغلون الثغرات لصناعة الفتنة. ما ذكر هنا نقد لسياسات التعبئة العرقية، لا للأنساب، وذكر التاريخ هدفه تفكيك أدوات الفتنة، حتى ندرك لماذا تستهدف السعودية في كل أزمة إعلامية أو إشكالية عربية.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر