يجب فهم مسألة نفسية هامة.
وجعنا بسبب ما ترتكبه إسرائيل في غزة هو وجع معنوي، ناتج عن مشاهدة القتل والظلم وسقوط الضحايا عبر شاشات التلفزيون. أما وجعنا من النظام الخميني، فليس وجع مجرد مشاهد يتألم من بعيد، بل وجع ناتج عن جرح مباشر، ما زلنا ندفع ثمنه حتى هذه اللحظة؛ قتلاً ودماراً وتهجيراً وتمزيقاً لوحدة اليمن ونسيجه الاجتماعي.
وكذلك الفلسطيني، يشعر بالألم المعنوي تجاه ما يسمعه ويشاهده من جرائم الحوثيين وإيران ضدنا في اليمن. لكنه في المقابل، ينزف وجعاً مباشراً من إسرائيل؛ لأن الجرح هناك قائم، والمأساة مستمرة، والمعاناة يومية تماماً كما نعاني من الحوثيين ومشروع الخميني.
لهذا، لا ينبغي أن نلوم بعضنا بعضاً على ترتيب الوجع أو أولوياته. بل يجب أن يتفهم كل طرف ألم الآخر، ويحترم الجراح التي يمر بها. فنحن في النهاية، جميعاً ضحايا لمشاريع عنصرية وقمعية تختلف في الشعارات، لكنها تتشابه في النتائج.
*من صفحة الكاتب.
