همدان الصبري
همدان الصبري
المرور لترتيب الازدحام البشري"طريق خلي سيدي يجزع"!
الساعة 12:27 صباحاً

مررت اليوم بفيديو للجماعة الظلامية الكهنوتية السلالية، حيث أصبح دور رجل المرور يقتصر على ترتيب الازدحام البشري -لا الازدحام المروري-، وبدلاً من أن تحمل يداه العصا المرورية لتنظيم حركة السير، أصبحت تحمل الميكروفون لترديد عبارة "طريق خلي سيدي يجزع"!.
مشهد السيناريو المعد مسبقاً عبر فرق عملهم المتخصصة بالاتصال الإجتماعي، تتمثل بما يلي: أن لا يتجاوز مدة الفيديو ٣ دقائق، وأن يكون المكان في سوق عام مكتظ بالناس، وزامل حماسي كـ خلفية صوتية، ثم يتقدم جندي المرور لتأدية التحية العسكرية، وبعدها يقوم رجل المرور بفتح الازدحام البشري وترديد كلمة "طريق خلي سيدي يجزع"، يلي ذلك ترديد أصوات "سيدي سيدي سيدي" بشكل مكثف، ويليها انتشار المرافقين الملثمين بحركات فنية مع التلفت وإظهار الجاهزية الكاملة، وترتفع الأصوات لطلب "مشروب الشاي الجاهز الذي لا يحتاج إلى طلب!"، ثم تأتي صورة بانورامية من أعلى لتظهره وهو جالس على الرصيف بمقربة من عربية بيع متجولة ومن حوله الناس، ثم ينتهي المشهد بتأدية الجموع للصرخة!.
هذا الفيديو السينمائي الاحترافي، هو نفس الفيديوهات السابقة التي عادةً ما توصي بها الفرق المختصة بالاتصال الإجتماعي، بتكرارها كل شهرين أو ثلاثة أشهر للمتلقي العام!. كما انها تعتبر نفس فيديو "هز جذع شجرة الدوم، تساقط عليك عقولاً عكفويا"، وفيديو ركوب الدراجات النارية (المترات)، وفيديو النزول بمؤخرة طقم عسكري، وغيرها من الفيديوهات ثلاثية الأبعاد المتكررة خلال فترات زمنية محددة!.
الرسالة المراد غرسها في ذهنية المتلقي العام من خلال مدلولات مشهد ذلك السيناريو، يتمثل بما يلي: فتح رجل المرور للازدحام البشري مع ترديد تلك المفردات تهدف إلى غرس كلمة "سيدي"، وانتشار المرافقين الملثمين يهدف لإظهار السيطرة والقوة والإمساك بزمام الأمور، وطلب "الشاي وشربه" يشير إلى الأمن والأمان وعدم الخوف، والجلوس على الرصيف بمقربة عربية البيع والتفاف الناس حوله يعطي دلالة على البساطة والقرب من أبناء الشعب، بينما تأدية الصرخة في نهاية المشهد يشير إلى الشعبية المرتفعة في أوساط المجتمع!.
يجب أن يعي جميع أبناء الشعب بأن جزء من العمود الفقري للجماعة الكهنوتية الظلامية هو العمليات التفاعلية المؤثرة (الإعلام بمختلف أنواعها)، ويتوجب العمل على إيجاد التدابير والتحصينات اللازمة!. يجب أن يعي الجميع بأن هناك استراتيجيات اتصال متعددة (استراتيجية اتصال سياسي، استراتيجية اتصال اقتصادي، إستراتيجية اتصال اجتماعي، …. إلخ)، وان هنالك عناصر اتصال، وهنالك أيضاً نماذج اتصال عديدة، وبأن الجماعة الظلامية لديهم فرق اتصال متخصصة وعديدة. علماً أن فرق الاتصال المتخصصة التابعة للجماعة الظلامية تُصرف عليها مبالغ مهولة وبالدولار، كما هو الحال من استخدام حسابات مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي التي تُصرف لهم كذلك مبالغ شهرية مهولة وبالدولار؛ وذلك لأجل التسويق والترويج لهم!.
سأوضح بشكل سريع هنا نموذج اتصال واحد -والنماذج عديدة- بإسقاطه على ما ورد أعلاه!. من خلال استخدام نموذج الاتصال (فكر، أشعر، اعمل)/" Think، Feel، Do Model"، فإن الجماعة الكهنوتية الظلامية عبر ذلك الفيديو تريد من المتلقي العام ما يلي: ١- تريد المتلقي العام بأن "يفكر" بأن الكهنوتية السلالية هم الأسياد وأصحاب الحق بالحكم، وبأن على المتلقي العام التبعية والخنوع والعبودية، ٢- تريد المتلقي العام بأن "يشعر" بأن الجماعة السلالية الكهنوتية أصبحت مسيطرة كلياً على زمام الأمور، وببساطة السلالية وقربها من المجتمع، ٣- تريد من المتلقي العام بأن "يعمل/ يقوم" بالانضمام إلى الجماعة الظلامية، والتسليم والخضوع لهم وتأدية الصرخة!.
واقعياً، وعند نزع قناع استراتيجيات الاتصال وإزالة مساحيق التنكر، فإن من حاولوا أن يظهروا البساطة والقرب من الناس، هم من يريدون أن يجعلوا أنفسهم "أسياد" وبقية المواطنين "عبيد وعكفه"!. ومن ذهبوا لتفقد أحوال الناس في السوق، هم من نهبوا حقوق أبناء الشعب، وصادروا ممتلكاتهم الخاصة والعامة، وسلبوا مقدرات الدولة، ولم يصرفوا حتى الرواتب!. ومن أرادوا أن يظهروا صفاء النوايا بشرب الشاي، هم من دسوا سموم الفتنة بموائد أبناء القبائل اليمنية، ووضعوا أقراص التصادم المدمر بمشروبات الأحزاب السياسية!. ومن تصنعوا الظهور بمظهر مظلة الأمن والأمان، هم من جعلوا غطاء سقوف المواطنين عارية، وأسوار منازلهم دامرة، وجعلوا الوطن مقبرة كبيرة!.
اخيراً، مهما زيفت وظللت الكهنوتية السلالية على ذهنية المتلقي العام البسيط عبر استراتيجيات الاتصال الخاصة بفرق عملهم، فإنه سيتم كشف زيفها ودفنها، واقتلاعها من الجذور!. وجوههم الحقيقة دون اقنعة تنكر، هي وجوه الخبث والمكر والخداع والزيف، وهم وبال على اليمن إنساناً وأرضا!.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر