همدان الصبري
همدان الصبري
مخطط اتخاذ قرارات الحلول الكاملة غير المنقوصة!
الساعة 03:41 صباحاً

كثيراً ما تتردد مفردات فضفاضة مائعة متطايرة بين الفينة والأخرى، شبيهة بالماء الآسن الذي لا يمكن شربه، ولا يمكن القبض عليه، ويتسرب من بين الأصابع، والمتمثلة بـ "التعايش، والمصالحة، والسلام، والحوار، وطاولة المفاوضات، والتفاهم، والحلول، وتقبل الآخر، وتقبل الأمر الواقع، والتسامح، ….إلخ من قائمة المفردات اللامتناهية!". وفي الحقيقة، تلك المفردات جميلة وسليمة ومحببة ومستحسنة وعقلانية؛ ولكن يجب أن تُستخدم في سياقها السليم، وفي مكانها الصحيح، وعند التوقيت المناسب، ومع من يستحق ذلك ويمكن أن يؤتمن عليه!.
ولكي نجعل من تلك المفردات الملساء المتغيرة المتقلبة المتطايرة، ثابتة الهيئة والشكل، سوف أطرح بعض التساؤلات، ولفتة بسيطة من العقل وقليلاً من المنطق، سوف تتضح كل معاني تلك المفردات ومن وراءها!. والتساؤلات هنا: هل تلك المفردات مناسبة الاستخدام مع من له سجل حافل بأضداد تلك المفردات نفسها، والتي عملت جاهدتاً على بذر بذور الفتنة واللاتعايش والعداوة والاضطراب والنزاع، والغدر والخداع، ونكث العهود، وعصبية العرق والسلالة؟!. هل الجماعة التي تم تجريبها تاريخياً -مراراً وتكراراً- واتصفت بالغدر والخيانة، كفيلة بأن يؤتمن عليها مرة أخرى؟!. كذلك، كمْ عدد الكهنوتية السلالية المتضررة من الصراعات التي أشعلتها بين اليمنيين، وكم منهم مات من الجوع والمرض والقتل؟!، وبالمقابل، كم عدد الضحايا من أبناء الشعب اليمني نتيجة لتلك الفتن؟!، وهل توجد دولة واحدة -حتى من حولكم- استقرت ضمن إطار أنصاف وأرباع الحلول؟!.
وهنا لا بد أن نمر مرور سريعاً، ونذَكر بمحطات الصراع مع الكهنوتية السلالية (قديم، ومعاصر، وحاضر)، ونحاول بشكل موجز استعراض الأحداث التاريخية، والتبعات على الكهنوتية السلالية وقفازاتها، والتبعات على أبناء الشعب اليمني، وكذلك ما يتوجب عمله من قبل كافة الأحرار الوطنيين الصادقين المخلصين.
اولاً: التاريخ الإسلامي القديم
- الأحداث التاريخية: ارتكبت الكهنوتية السلالية وقفازاتها جرائم متعددة جسيمة بحق أبناء اليمن، وتم تزوير التاريخ، ومصادرة الحقوق ونهب الممتلكات، وإحراق ودفن وإخفاء الكتب والمخطوطات اليمنية، والتجهيل الممنهج، ومحاولة طمس الهوية اليمنية كلياً، بل ومحاربة كافة اليمنيين المتمسكين والمعتزين بهويتهم وحضارتهم (السبئية الحميرية)، وغيرها … إلخ.
- التبعات على الكهنوتية السلالية وقفازاتها: لا يوجد عدد مهول من ضحايا الكهنوتية السلالية بسبب تلك الصراعات، وان وجدت فهي معدودة وقليلة جداً. وتمت السيطرة على الحكم والسلطة والثروة، والعلم والقضاء، وانتزع كل شيء من أبناء الأرض وأصحاب الحق.
- التبعات على أبناء الشعب: الغالبية العظمى من ضحايا تلك الصراعات كانت من أبناء القبائل اليمنية. كما عانى الشعب من الجهل والفقر والمرض، وتم نهب حقوقهم وسلب ممتلكاتهم، واستبعادهم الممنهج من الحكم والسلطة (بل وصولاً لاستعبادهم وطمس هويتهم). 
- ما يتوجب عمله حالياً: توعية تاريخية وفكرية مكثفة عن تلك الجرائم بحق أبناء الشعب، واسترجاع الحقوق، وتنقيح التاريخ وتوضيح مكامن التزوير، والبحث واستخراج كافة الكتب والمخطوطات والنقوش اليمنية المدفونة والمخفية والمهملة، والتوعية الممنهجة المستمرة (بالأخص لمن يعاني من داء العكفوية)، واستعادة الهوية اليمنية المتصلة بحضارتها السبئية الحميرية، والتوعية بمضار ومخاطر أنصاف وأرباع الحلول، والدفاع نحو الحلول الكاملة غير المنقوصة.
ثانياً: عهد المملكة المتوكلية البغيضة 
- الأحداث التاريخية: كان اليمانيون يموتون جوعاً ومرضاً وقتلاً وتشريداً، وكانوا يعانون من الجهل الممنهج، والجبايات الجائرة والابتزاز والسلب والنهب ومصادرة الحقوق، وغيرها. بينما كانت العصابة الكهنوتية السلالية منهمكة بجمع الجبايات، وحشد العكفة، وتكديس الأموال، وتزوير التاريخ والمؤلفات.
- التبعات على الكهنوتية السلالية وقفازاتها: لا يوجد ضحايا من الكهنوتية السلالية بسبب الصراعات، وان وجدت فهي معدودة بعدد الأصابع. كما تمت السيطرة من قبلهم على الحكم والسلطة والثروة، والعلم والقضاء، وبحبوحة من العيش، وعلاج في الخارج، وتعلم العلوم الخمسة، وهم أهل الحكم والسلطة والثروة والعلم (وغيرهم أهل الفقر والجهل والمرض والعكفوية)!.
- التبعات على أبناء الشعب: الغالبية العظمى من ضحايا الصراعات كانت من أبناء القبائل اليمنية. كما عانى الشعب من الجهل والفقر والمرض، وتم نهب حقوقهم وسلب ممتلكاتهم، واستبعادهم الممنهج من الحكم والسلطة (بل وصولاً لاستعبادهم). يكفي أن تدرك بما ورد في المصادر التاريخية الموثوقة، بأنه كان يموت ١٠٠ ألف نفس سنوياً من الجوع فقط في عهد الكهنوتية السلالية البغيضة، وكان حينها التعداد السكاني وفقاً للإحصائيات ما بين ٢.٥ إلى ٣ ملايين. أي بلغة الأرقام، أن ما يقارب من نسبة ٤ % من السكان كانوا يموتون سنوياً فقط من الجوع، فكم عدد الذين ماتوا من الأمراض؟!، وكم عدد أبناء الشعب الذين ماتوا قتلاً أو في السجون؟!، وكمْ عدد العكفة الذين لقوا حتفهم عندما كانوا يرسلون ضمن حملات تحت مأموريات الكهنوتية السلالية؟!.
- ما يتوجب عمله حالياً: توعية تاريخية وفكرية مكثفة عن تلك الجرائم بحق أبناء الشعب، واسترجاع الحقوق، وتنقيح التاريخ وتوضيح مكامن التزوير، والبحث واستخراج كافة الكتب والمخطوطات والنقوش اليمنية المدفونة والمخفية والمهملة، والتوعية الممنهجة المستمرة (بالأخص لمن يعاني من داء العكفوية)، واستعادة الهوية اليمنية المتصلة بحضارتها السبئية الحميرية، والتوعية بمضار ومخاطر أنصاف وأرباع الحلول، والدفاع نحو الحلول الكاملة غير المنقوصة.
ثالثاً: بداية العهد الجمهوري (الجمهورية الأولى)
- الأحداث التاريخية: دخلت البلاد في أتون صراع وحروب استمرت ما يقارب الثمان سنوات بين الكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة وبين الإرادة الوطنية التحررية من الظلم والاستبداد والاستعباد (أحرار الجمهورية). راح ضحية تلك الحروب والصراعات الآلاف من أبناء اليمن، وتضرر مئات الآلاف كذلك، وخلفت وراءها حمل ثقيل وتكلفة باهظة على الإنسان والأرض اليمنية. وبعد القبول بإنصاف وأرباع الحلول، لم تمض سنوات معدودة في العهد الجمهوري حتى تم البدء بالعمل السري مجدداً، وتم استغلال الديمقراطية والتعددية الحزبية، حيث أصبحت إحدى أيديهم في بلاط السلطة، واليد الأخرى في بلاط المعارضة، واليد الثالثة في جيب من جيوب شمال الشمال لإنشاء حركة التمرد.
- التبعات على الكهنوتية السلالية وقفازاتها: عدد لا يكاد يذكر من ضحايا الكهنوتية السلالية أثناء ذلك الصراع. كما نهبت الكهنوتية السلالية الأموال والذهب من داخل اليمن، وجمعت ما حصلت عليه من دعم خارجي، وذهبت لشراء العقارات وافتتاح الشركات في الخارج، وتعليم الأبناء في الجامعات العالمية، بينما أبناء الشعب اليمني كان يعاني الأمرين في الداخل. فتحت الجمهورية صدرها واحتضنت الجميع دون أي تفرقة، وعادت الكهنوتية السلالية للاستيلاء مجدداً على المناصب حتى أصبحت بعض الدوائر الحكومية الحساسة من أصغر وحدة إدارية إلى المناصب القيادية العليا وهي سلالي بجوار سلالي، وصمت الجميع وتجاوز عن ذلك تحت حجة المفردات الجميلة أعلاه. أصبح القضاء، ووزارة الخارجية، ووزارة التعليم العالي، والأمن القومي، وغيرها من الدوائر الحكومية تحت قبضتهم، وصمت الجميع تحت مبررات الألفاظ المطاطية أعلاه!. بل إنه عندما كان أبناء الشعب اليمني المتفوق لا يجدون منحاً دراسية للخارج (ويعانون في الداخل)، وإن حصلوا على بعضها يحصلون عليها بمعاناة شديدة، كانت مقاعد المنح الخاصة للدول المتقدمة محجوزة بشكل مسبق لأبناء الكهنوتية السلالية، بل إن بعض تذاكر السفر كانت تصرف مباشرة من الرئاسة (لمعظم الفاشلين)!.
- التبعات على أبناء الشعب: راح ضحية تلك الحرب الآلاف من أبناء القبائل اليمنية، وظل اليمانيون يتجرعون ويلات تلك الحرب المدمرة وآثارها المتتابعة اللاحقة لسنوات، ويعانون من مخلفات المرض والفقر والجهل لعقود.
- ما يتوجب عمله حالياً: توعية تاريخية وفكرية مكثفة عن تلك الجرائم بحق أبناء الشعب، واسترجاع الحقوق، وتنقيح التاريخ وتوضيح مكامن التزوير، والبحث واستخراج كافة الكتب والمخطوطات والنقوش اليمنية المدفونة والمخفية والمهملة، والتوعية الممنهجة المستمرة (بالأخص لمن يعاني من داء العكفوية)، واستعادة الهوية اليمنية المتصلة بحضارتها السبئية الحميرية، والتوعية بمضار ومخاطر أنصاف وأرباع الحلول، والدفاع نحو الحلول الكاملة غير المنقوصة.
رابعاً: الوقت الحاضر (العقدين الأخيرين بما فيها سقوط العاصمة السياسية)
- الأحداث التاريخية: هي إعادة لنفس السيناريوهات ونفس التفاصيل في المراحل السابقة المذكورة أعلاه!. بالإضافة إلى الصراعات الداخلية الناتجة من بذور فتنتهم، ها هم اليوم يحاولون الزج بأبناء اليمن في معارك ضد الإقليم والعالم. وبينما هم وأولادهم في بحبوحة عيش في الداخل، وفي نعيم وافر في الخارج، فإن أبناء الشعب اليمني ممن في الداخل يموتون من الجوع والفقر والمرض والجهل (العكفوية)، ومشردين في الخارج والمنفى والمهجر!.
- التبعات على الكهنوتية السلالية وقفازاتها: نفس السيناريوهات السابقة، وعدد الضحايا منهم لا يكاد يذكر، بل إن تعدادهم يتزايد بمتتالية رياضية خيالية!. واستحواذ وتجريف لكل شيء بالداخل (أراضي وعقارات، تجارة، والاستثمارات، وقطاع خاص، وقطاع عام الوظائف حكومية، ...إلخ)، وشبكات مالية وتجارية بالخارج!.
- التبعات على أبناء الشعب: نفس السيناريوهات السابقة من الدمار على الإنسان والأرض، وراح ضحايا الحروب الطاحنة خيرة أبناء أبناء الشعب (مئات الآلاف من الضحايا، ومئات الآلاف من الثكالى والأرامل واليتامى، ومئات الآلاف من الجرحى والمعاقين، وملايين المهجرين والمشردين، ودمار شامل للنسيج الاجتماعي والبنية التحتية)!.
- ما يتوجب عمله حالياً: توعية تاريخية وفكرية مكثفة عن تلك الجرائم بحق أبناء الشعب، واسترجاع الحقوق، وتنقيح التاريخ وتوضيح مكامن التزوير، والبحث واستخراج كافة الكتب والمخطوطات والنقوش اليمنية المدفونة والمخفية والمهملة، والتوعية الممنهجة المستمرة (بالأخص لمن يعاني من داء العكفوية)، واستعادة الهوية اليمنية المتصلة بحضارتها السبئية الحميرية، والتوعية بمضار ومخاطر أنصاف وأرباع الحلول، والدفاع نحو الحلول الكاملة غير المنقوصة.
اخيراً، المطلع البسيط على الأحداث التاريخية والتبعات السابقة والحالية، يدرك تماماً بأن المتضرر هم أبناء الشعب فقط، وبأن المستفيد من كل ذلك هم الكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة. يجب أن تكون خريطة مخطط اتخاذ القرارات الكاملة غير المنقوصة في ذهنية كافة أبناء شعب اليمن (كما في الصورة أدناه)؛ وذلك للخروج من الدائرة المفرغة، وبالذات عند سماع المفردات المتطايرة المطاطية الواردة في بداية المقال. كما أن المتاجرين بالقضايا، وتجار الحروب، وذوي المصالح الضيقة، هم الذين يصفقون لتلك المفردات، ويدفعون دائماً إلى أنصاف وأرباع الحلول. ان كان هنالك من مصالحة وحوار وسلام دائم شامل، فإنه سيكون بين أبناء اليمن فقط؛ وذلك بعد إخراج الدم الفاسد من عقول بعض العكفة من أبناء جلدتنا. أما الثعابين السامة القاتلة، والزواحف الملتوية المتلونة، والنفوس السلالية المريضة الحاقدة، فمكانها ليس في اليمن اطلاقاً!.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر