لمصر حساسية مفرطة تجاه أمنها القومي، والبحر الأحمر يقع في قلب هذا النطاق، باعتباره بوابة عبور أو حجب لقناة السويس وبالتالي خنقاً لإقتصاد مصر.
مع أن السلطة المصرية حريصة على تقليل حجم المخاطر قدر الممكن، بتجنب الانخراط المباشر في نزاعات المنطقة المسلحة مكتفيةً بالدبلوماسية النشطة، إلا أن الأمر يصبح غير ذلك حين تلامس تلك النزاعات، الموارد العامة ورغيف المواطن المصري، حيث تعتبر قناة السويس والسياحة حاملان رئيسيان لإبقاء الوضع الإقتصادي خارج الهزات العنيفة.
الحوثي خرق هذان الممنوعان: إستهدف طابا عصب السياحة، وذكّر القيادة المصرية بإطلاق صواريخه من البحر الأحمر، أن خطراً كامناً في اليمن يهدد قناة السويس، يجب ان يكون على رأس بنك الأهداف وعلى طاولة التعامل.
بعد قصف طابا سترمي مصر بثقلها على مسارين: المسار السياسي الدبلوماسي المنحاز ضد الحوثي، والعمل الإستخباري والمسلح مع خصومه.
لن تتسامح مصر مع هذا الفعل الذي أشعل لدى صانع القرار وميض مجسات الاستشعار، وستجد مصر نفسها مجدداً في قلب صراع اليمن، تضع شارة حمراء على خارطة صناع السياسة والإستراتيجية، وتصنف اليمن جنوباً كخطر قائم وملح، يهدد أمن مصر القومي.
الحوثي بترسانته غير المنضبطة ونهجه المفرط بالعدائية غير المحسوبة وتحالفاتها الخارجية، هو الآن بمقاربة إقليمية دولية،على قائمة الإزاحة.
*من صفحة الكاتب.
تابع يمن ميديا على توبتر:
