- وفاة 6 أطفال بالحصبة في مأرب خلال أسبوعين أعلنت السلطات في مأرب وفاة 6 أطفال بمرض الحصبة من بين 130 إصابة خلال أسبوعين.
- إنسانية المقاومة الوطنية تجلي الصيادين العالقين في السودان أجلت خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية، الصيادين من أبناء محافظة الحديدة العالقين في السودان، إلى مطار عدن الدولي بدعم وتوجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي طارق صالح.
- الأرصاد اليمني يتوقع أجواء شديدة البرودة خلال الساعات المقبلة توقع المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر أجواء باردة إلى شديدة البرودة في عدد من المحافظات خلال الـ 24 ساعة القادمة.
- ترامب في خطاب التنصيب: العهد الذهبي لأميركا يبدأ الآن
- إسقاط مسيرة حوثية في حجة
- الهجرة الدولية تعلن نزوح 29 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي
- الذهب يقلص خسائره مع التركيز على تنصيب ترامب
- ريال مدريد يقفز لصدارة الدوري الإسباني برباعية في شباك لاس بالماس.. فيديو
- وفاة 6 أطفال بالحصبة في مأرب خلال أسبوعين
- إنسانية المقاومة الوطنية تجلي الصيادين العالقين في السودان
- ضبط شخص بحوزته كميات من الشبو والحشيش في المهرة
- الأمين العام المساعد لسياسي المقاومة الوطنية يلتقي السفير الإماراتي
- الأرصاد اليمني يتوقع أجواء شديدة البرودة خلال الساعات المقبلة
الحمد لله الذي علّم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم. له الحمد والمنة، قيّض لكل شعبٍ صفوةً من أبنائه يوقظونه من سباته، ويبعثون مفاخره وينفخون في روحه الإرادة وعشق المعالي وصناعة الأمجاد.
وشعبنا اليمني العزيز يمر منذ عقدين على الأقل بحالة سقَم أورثته بعض الهوان؛ ذلك لأنه انفصم عن بواعث العزة في أعماقه فهانت عليه نفسه، وتسربت مكتسباته من بين أصابعه، وغدا أسيراً لدى عدوه المقيم يصمّ آذانه بالترهات ليل نهار.
في خضم ذلك؛ نهض لهذا الشعب أبناءٌ بررة، ادّخرتهم الأقدار لمثل هذه الظروف العصيبة ليكونوا طلائع النور "ولينذروا قومهم إذا ارجعوا إليهم"، ومن بين هؤلاء القيل اليماني الجنوبي الأبيني إبراهيم الكازمي. الذي امتشق بندقيته يافعاً للمشاركة في حرب الدفاع عن الوطن وهويته وعقيدته عام 2015، ثم تفرغ بعدها لتحرير العقول المنكوبة بالضعف والشعور بالدونية والتعاسة وانسحاق الذات.
لقد احترف الكازمي مهنة الغوّاص الأمين الذي يغوص في أعماق البحر اليمني الهادر ليعود بثمين اللآلئ ونادر الجواهر، قائلا: أيها اليمني لا تستسلم ولا تستكن.. هذا أنت وهؤلاء آباؤك. فلا يستخفنّ بك الأعداء لتكون مطيةً لأطماعهم وضحيةً لعنصريتهم. أيها اليمني: انت السبّاق في كل فن، والسابق في كل مضمار، والحائز كل مكرمة، والصانع كل مفخرة. الحُكم أنت واضع دعائمه وأُسسه، والحضارة أنت باني مداميكها وواضع قواعدها وأخلاقها، والعمران أنت فنانه العبقري الفريد، والبيان أنت لسانه، والحرب أنت مغوارها وإعصارها، والدين أنت ناصره وناشره وعالمه وفقيهه. وإليك هذه النماذج من آبائك وأجدادك الذين ربما سمعت عن الكثير منهم دون أن تعرف أنهم يمانون وأنهم "لأهلهم محبون".
إذن؛ فالأرض هذه ولادة للعظماء في كل حقل، فلماذا نعطى الدنيّةَ في أرضنا وديننا ودنيانا وننقاد لدجّال "لا تُستقادُ لمثله الأنعامُ".
في هذا السِّفر العظيم الذي عكف عليه القيل اليماني إبراهيم الكازمي سنوات عديدة، نفخةُ صورٍ للموتى من أبناء اليمن تبعثهم من الأجداث إلى عالم الكينونة والحضور المتجدد لكي يكملوا مسير الآباء في صناعة الحياة وخدمة الإنسانية وبلورة الحب والخير والجمال.
إن مؤرخنا اليماني العبقري الشاب، في هذا السفر العظيم، يضع الإنسان اليماني المثقل بالنسيان أمام أنصع صورة له، في مهمة جليلة يبعث بها مارد الخير في أعماقه، وعنفوان الكرامة في جوانحه، ونداء العزة في مسامعه؛ تماما كما يفعل العظماء مع شعوبهم. والصحوة دائما تبدأ بالكلمة، والنبوة تبدأ بسورة، والصبح يبدأ بزقزقة عصفور.
لقد جمع الكازمي في باكورة أعماله سِيَراً وتراجم لأكثر من 100 يمني، صاروا مضرب المثل عند شعوب المعمورة في كل فنون الحياة. ومن تراجم العظماء يولد العظماء، ومن سير الأفذاذ يولد الأفذاذ؛ لهذا فإن هذا الكتاب هو رسالة بالغة التأثير، عبقرية التوقيت، يهديها ابن الكوازم لشعبه جنوبه وشماله.. ولقد كان مصدر فخر لنا في مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام أن يكون هذا الكتاب صادراً عن المركز، فيا له من شرف ويا له من فخار.
والحقيقة أن المرء يقف عاجزاً عن كتابة تقديمٍ يرقى إلى مستوى الكتاب ومكانة المؤلف حفظه الله؛ فالرابط في الحديث عنهما وثيق، إذ أن القيل إبراهيم الكازمي عرفه الناس منافحاً حصيفاً وفصيحاً في مواقع التواصل الاجتماعي.. وهو إلى جانب ذلك أستاذ على خلق رفيع وإلمام واسع ولسان مبين، وقلب مفعم بالحنان على شعبه وأمته. يتميز من الغيظ على أعداء الشعب وخادعيه، منطلقاً من مستندات تاريخه وتعاليم عقيدته وأعراف مجتمعه وهموم أمته.
إنه وأمثاله خير ما كشفت عنه السنوات الصعبة والتحديات الخطيرة، ولدى الشدائد يعرف الأحرار وتولد البطولات فيحدث التحول الكبير، وينضاف إلى أعلام شعبنا علم جديد نَظَمَ أعلامها السابقين في عقدٍ فريدٍ مسهماً بذلك في صناعة أعلامها القادمين. فأي وسام نضعه على صدره أفضل من هذا الوسام، الكتاب، الذي قلد به نفسه، وأي تقديم لائق بهذا الكتاب يرقى إلى ما سطره في توطئته العميقة المركزة التي ينبغي أن تدرس في المدارس والجامعات، جنباً إلى جنب مع محتوى الكتاب الذي صيغ بعناية فائقة، واختصار تفرضه الضرورات، ومنهجية تنوِّر وتستنهض وتعطي باقي الأمم والشعوب حقها من التثمين والتقدير. فالذي يحب شعبه سيحب بالضرورة كل شعوب الأرض، والذي يحنُّ على أمته ويغار عليها ستجده رؤوفاً بكل الأمم. إذ ليس في الأمر تفاخر أجوف بل سعيٌ لإنقاذ بعض أهلنا من حالة الهزيمة النفسية والتبعية الفكرية إلى حالة الكينونة والحرية والابتكار والتواصل الإنساني الخلاق لكل ما ينفع الناس في حين يذهب الزبدُ جفاء.
بمثل هذا الكتاب نصنع الانتقالة الواثقة إلى رحاب المكانة التي يستحقها شعبنا الكريم.. ووالله ما خاب شعب وفيه أمثال هذا المؤرخ الشاب.
لا ينبغي علي الإطالة رغم أن الكتاب والكاتب يستحقان تقديمهما بقصائد شعرية وليس بمقدمات نثرية. ولا يسعنا في الختام إلا أن نقدم صادق العرفان لكل من أسهم في إخراج هذا المجهود البديع إلى النور تنسيقاً وتنقيحاً وإخراجاً وتصميماً، وفي مقدمتهم الأخ المهندس والصحفي رياض علي الأحمدي، وكذلك الشيخ عبدربه المنذري الذي قام بالتصحيح اللغوي لهذا الكتاب، وشكراً جزيلاً لكل كاتب سيكتب عنه، وكل أب وأم سيهديانه لأبنائهما، ولكل أستاذ جامعي سيقرره على طلابه او يحيلهم إليه، ولكل إعلامي سيحوله إلى مفردات مرئية ومسموعة في الإذاعات والتلفزات ومواقع التواصل. وشكرا جزيلا لمعالي الدكتور أحمد عطية على تقديمه الأنيق. وإلى اللقاء بمشيئة الله في الأجزاء القادمة من هذا السفر الملحمي العظيم، وفي إصدارات أخرى بقلم القيل اليماني الأصيل ابراهيم الكازمي. والحمد لله من قبل ومن بعد، إنه ولي التوفيق وأهل الثناء، سبحانه وبحمده، نسأله أن ينفع بهذا الكتاب وأن يرفع عنا تلك الجائحة التي آن لها أن تنقشع إلى غير رجعة بحوله وقوته.
عادل علي الأحمدي
رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام
6 يونيو 2023
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر