عبدالله الحبابي
عبدالله الحبابي
3 فضائح حوثية عن الولاية
الساعة 01:34 مساءاً

تطبيق مفهوم الولاية يعد الهدف الأكبر أهمية لدى جماعة الحوثيين على الإطلاق، وهو في نفس الوقت أكثر ثقافة تغييرية تجد الجماعة حرجا في إعلان أهدافه وأبعاده وتفاصيله الخارجة عن الدين الإسلامي والعرف الإنساني في مجتمع أصبح يعيش القرن الحادي والعشرين في عالم خال تماماً من هكذا نظام حكم سياسي فردي ديني يجربه الإيرانيون منذ عقود وجربه اليمنيون لأكثر من 11 قرنا ووصل الشعبان بفضله إلى ذيل الأمم المتخلفة تنمويا وإلى خارج الاعتراف العالمي. ويوظف الحوثيون الدين لكونه أقوى مؤثر مجتمعي حساس لدى اليمنيين من أجل تمرير مشروعهم السياسي، وذلك بإقناعهم بأن الولاية وتولي آل البيت حكم المسلمين هو "الدين الإسلامي نفسه" يخرج عنه من أنكر أي إمام نصبته أي طائفة شيعية ومنهم الحوثيين.


ويجد الحوثيون ذات الحرج في الإفصاح عن حقيقة مشروع الولاية الذي بدأوا بتطبيقه فعلياً بالتدريج في مناطق سيطرتهم ويدّعون أنهم يستمرون في تبني النظام الجمهوري في نفس الوقت.  فتراهم أيضا يدّعون أنهم زيدية يتبعون الإمام زيد وينتقون بعض أقواله ومبادئه بما يخدم مشروعهم لترويجها على جدران ولافتات الشوارع وينكرون جاروديتهم. وهادويتهم السياسية المنحرفة. ومما يؤسف له أن جهل معظم اليمنيين بحقيقة اختلاف الجارودية الهادوية تماماً عن الزيدية قد ساعد الحوثيين في منع فهم عامة الناس عن تداعيات تطبيق مفهومهم عن الولاية على مستقبل الأمة القادم. 


لكل ذلك تستمر الجماعة في التكتم عن حقيقة أنها تصنف أبناء الشعب اليمني وغيرهم من الشعوب المنكرين لولاية عبدالملك الحوثي بأنهم "كفار"!!  ذلك لأن الجارودية الهادوية تؤمن بأن الآية الكريمة التالية نزلت في سبدنا علي وسلالى البطنين حصراً "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". ولذلك فهي تعتبر من لا يؤمن بولاية آل البيت الذين دعوا لأنفسهم بالإمامة في حكم الكفار لأن الايمان بالولاية من أصول (أركان) الدين بحسب الآية، وهم بذلك أيضا يكفّرون الإمام زيد نفسه دون أن يقولوا ذلك لغيرهم.


كانت الخطوة الثانية التي ابتدعها فكر الجماعة وأبقتها في صندوق السرية لوقت طويل وأظهرتها مؤخراً مع تمدد سيطرتهم القائمة هي اعتبار الإمامة امتداداً للنبوة غير أنهم لايزالون يخفون حتى الآن ما يبنون على هذا المبدأ بأن الإمام (كعبدالملك اليوم) يكتسب مزايا لا تنبغي إلا للنبي عليه الصلاة والسلام، ومنها العصمة والتسليم الكامل لكل ما يقوله ويؤمن به ويأمر به وحرمة نقد أي جانب يتعلق به وهذه من المبادئ التي ينكرها تماماً إمام الزيدية الأول الذي يدعون اتباعهم له.


وبعد فترة ما لن يجد الحوثيون أي حرج في الجهر عن مبدأهم السري الثالث والأكبر السائد في أوساطهم والذي يقول بأولوية الولاء والتسليم للإمام عبدالملك على الولاء لسيدنا محمد. ومبررهم هو أن النبوة لم تقد الأمة سوى 23 عاماً قد انقضت فعليا بينما تستمر الإمامة في هداية وقيادة الأمة لحل مشاكلها الأكثر تعقيداً منذ وفاة النبي إلى اليوم وحتى يرث الله الأرض ومن عليها. وهم يروجون اليوم لمبدأين يشكلان مقدمة للكشف التدريجي للناس عن ذلك المبدأ وهما:
 1- إنكار ظهور المهدي المنتظر لقيادة الأمة مستقبلاً واستبداله بأئمة الهدى التاريخيين (الإمام الهادي وحسين وعبدالملك الحوثي).

2- إنكارهم السيرة النبوية المشرفة والحديث الشريف وكل ما يتعلق بحياة وأقوال النبي بحجة رجوعهم الكامل للقرآن الكريم وعدم موثوقيتها (رغم وجود أركان التوثيق المحكمة وعلى رأسها المتن والسند والتحقيق...الخ)، مع أنهم يخضعون للكثير من الأحكام الفقهية السنية المستندة على السيرة والحديث. لكنهم يدعون بأنهم يستقون أحكامهم الفقهية من مجموع مسند الإمام زيد وخطب كتاب نهج البلاغة للشريف الرضي ذي الطبعات المختلفة والنصوص المتغيرة (الذي لا يورد أي أسانيد أو متون..الخ) على أن كثيراً من معتقداتهم الفقهية لا تتفق مع هذا المسند وعلى رأسها الضم في الصلاة وتعجيل الفطر وتأجيل السحور. ومما يمهد لإعلان ولائهم للحوثي على النبي إنكارهم وهجومهم على السيرة والحديث النبويين كما سبق شرحه يقابل ذلك التعبئة والترويج للاطلاع على "سيرة وحديث" أئمتهم ومن ذلك دروس عبدالملك المستمرة وملازم حسين ورسائل ومؤلفات أبيهم والإمام الهادي.

*يمن ميديا.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر