أيمن باحميد
أيمن باحميد
إنما للصبر حدود
الساعة 12:10 صباحاً

اخترت العدول عن الكتابة في الشأن العام لأكثر من خمسة أشهر، ذلك أن الأمر بات مرهقا نفسيا وذهنيّا وأشبه باستهلاك يومي مخيف يأخذ منك أيام عمرك الافتراضي والفعلي، وفي الوقت الذي تتمسك بهذا الخيار تستفزك المشاهد اليومية لقول شئ وتبكيك، وتدفعك لدائرة الوسط بإنكار ما تراه بلسانك.. إن لم تستطع بيدك.
نحن على عتبة الهاوية - نسأل الله السلامة -  وظروف البلاد ومعيشة الناس باتت على المحك، وأسئلة كبيرة على طاولة الحكومة والسلطات المحلية ودورها في ضبط ما يمكن ضبطه وقيامها بأدوارها بكل أمانة ومصداقية أمام هذا العبث والتلاعب بالأسعار والوقود بيد التجار والمتنفذين.
في حضرموت ندرك أن ثمّة مهام أكبر من صلاحية السلطة المحلية هنا، كتدهور العملة ونحوها، لكن هناك أمور اخرى تسير بشكل خاطئ يمكن ايقاف العبث فيها، وسكوت السلطة والجهات المعنية عنها أو الاكتفاء بسرد الأعذار والصعوبات هي إدانة لها لن يقبلها المواطن جملة وتفصيلا، فمهمة مؤسسات الدولة أكبر من مجرد تسيير الواقع بل إدارة الواقع وهي مسؤلية أكبر وأشمل.
كيف لنا أن ندع المواطن وجها لوجه مع الموردين وتجار النفط حتى يتم بيعه بسعر لا معقوووول  ؟
وكيف لكل تاجر أن يضع السعر على ملصق البضاعة والسلع الأساسية بما يريد ؟
وكيف يتلاعب أهل الصرافة بهامش كبير عند تحويل العملات وبيعها وشرائها ؟
وكيف وكيف وكيف ؟
وكيف للحكومة والسلطات المحلية ومن هم أمناء على هذه البلاد والعباد أن لا يخجلوا ولا يحرّكوا ساكنا ؟
خرج الغاضبون الى الشارع وقطعوا الطرقات.. وعبّروا بطرق صحيحة وغير صحيحة عن غضبهم، وأستغل بعضهم هذه الموجة الغاضبة لتمرير أجندة تخريبية ربما، وابتزاز المواطنين وصدامهم ببعضهم البعض وهو منحنى خطير، وكأن لسان حال السلطة " خلهم يتصادمون بينهم البين، لحد يتدخل.. خلوهم كم يوم وبيرجعون لحالهم"  وهو تصرف غير مسؤول تماما، وخذلان ما بعده خذلان.
يا من وليتم أمر هذه البلاد والعباد.. فاض الحال بالناس ونفد صبرهم، ونصبح ونمسي على قصص انسانية صعبة يحترق لها القلب، 
فبالله عليكم ما أنتم فاعلون.. ألا تنطقون ؟!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر