عبده سعيد المغلس
عبده سعيد المغلس
مفهومي للوطنية وعلاقتها فيما أكتب
الساعة 01:08 صباحاً

مقدمة إيضاحية:

عندما كتبت على صفحتي في الفيس بوك أني مواطن من اليمن ديني الإسلام وحزبي الإنسان، كنت أحدد منطلقاتي الفكرية فيما أكتبه بوضوح لا يحمل اللبس فمفهوم الوطن عندي هو اليمن من صعدة الى المهرة وليس المنطقة الجغرافية التي ولدت بها، وليست قبيلتي التي أنتمي إليها، وليست أسرتي التي ولدت بها، ومفهوم الدين عندي هو الإسلام كدين الله الذي ختم به رسالاته بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وليس المذهب كفقه ورأي اجتهد به علمائنا رضوان الله عليهم لمعالجة عصرهم ومشاكله وفق قرائتهم ، ومفهوم الحزب عندي ( وأنا لا أنتمي لأي حزب) هو الإنسان المواطن اليمني من صعدة الى المهرة.

وهكذا حددت هويتي الفكرية والثقافية التي أكتب من خلالها والتي استمديتها من فهمي لدين الله الخاتم الذي حمله للناس سيدي رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتميز بالخاتمية والعالمية والرحمة والمصداقية، مهمته سعادة الناس ونجاتهم في الدنيا والأخرة ولذا تكررت كلمة الناس في كتاب الله بما يزيد على ٢٠٠ مرة.

صلب الموضوع:

كلمة الوطن تعني شعب(ناس) وثقافة وحدود جغرافية كلها مجتمعة تُشكل ما يُعرف بالهوية الوطنية، لذلك فالوطني الحق سواء كان حزبياً أو مثقفاً أو مسؤولاً هو الذي يترجم مدخلات سياسته وثقافته وأفعاله وأقواله المرتبطة بثقافته وسياساته وموقعه الوظيفي إلى مخرجات تُمَثّل الوطن كله والشعب كله، بمعنى أنه يتجاوز انتمائه الحزبي والمناطقي والمذهبي والعنصري، ويكون انتمائه للوطن كله بامتداده الجغرافي وتنوعه الثقافي والعنصري، إذ أن اختزال الوطن كله في الحزب، والشعب بأعضاء الحزب فقط يخالف مفهوم الوطنية الحقه، ومثله كذلك اختزال الوطن كله بقبيلة أو منطقة جغرافية أو طائفة أو سلالة، وكذلك الدين الذي هو كوني لكل من في السموات والأرض وللناس كافة ورحمة للعالمين لا يمكن اختزاله في مذهب فقهي أو ملك لقريش أو بني هاشم أو غيرهم فهو للكون كله.

إن نكبات الوطن والشعب هي في الذين اختزلوه بأحزابهم ومناطقهم وقبائلهم وعنصريتهم.

وكون المثقف في مفهومي هو ضمير أمته وبوصلتها لتصحيح انحرافها فكتاباتي تنطلق من كل ما سبق فأنا اكتب للوطن كله وللناس وللدين الحق فحيثما أرى انحرافاً سأكتب عنه سواء قدم من صعدة أو تعز أو عدن وليس ما أكتبه هو الحق المطلق فالحق المطلق هو الله سبحانه، وإنما اكتب من مُنطلق معرفتي النسبية بأرضيتها وسقفها وأدواتها وزمانها ومكانها، وعند ي استعداد للأخذ بأي رأي يخدم الثوابت التي تحدثت عنها وهي الدين والوطن والناس ولا يخدم العصبيات التي دمرت الدين والوطن والإنسان، (فالحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها).

وهنا يبرز سؤال مرتبط بالموضوع وهو أين تكمن إشكاليتنا الوطنية ؟

وبرأي فإن إشكاليتنا الوطنية تكمن بكون كل المشاريع الوطنية التي تم طرحها لمعالجة قضايانا الوطنية رفعت شعارات وطنية بمظامين عصبوية لحزب أو جغرافيا أو منطقة، فلم تستطع تقديم الحلول المناسبة لقضايا الوطن والشعب، لعدم قدرتها التوفيق بين وطنية الشعار وعصبوية المضمون، مما أدخل الوطن في صراعات العصبيات تحت شعارات وطنية.

واليوم ولأول مرة في تاريخنا نتجاوز صراع العصبيات بمشروع وطني جامع مثلته مخرجات الحوار الوطني بدولة اتحادية بأقاليم ستة تكفل مواطنة واحدة ومتساوية في وطن واحد من صعدة الى المهرة،وهو مشروع يبني المستقبل الواعد ويلغي الماضي وصراعاته، مما يعطينا بالفعل مشروع وطن توحد به الشعار بالمضمون.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر