معركة صنعاء.. سيناريوهات الحسم تقترب
عناصر من الجيش اليمني

الساعة 10:52 مساءاً (يمن ميديا - 24)

يسيطر على المشهد اليمني تطوّرات متسارعة على الأرض وتقدّم واضح للقوات الموالية للشرعية والمدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية في استعادة المناطق من أيدي الميليشيات الحوثية، حيث تمكن الجيش الوطني مدعوماً بقوات التحالف الجمعة، من استعادة السيطرة على مديرية بيحان، آخر المناطق الخاضعة للميليشيات الانقلابية في المحافظة النفطية.

وفيما تتوالى خسائر الميليشيات في مختلف الجبهات، ومنها جبهة بيحان أخيراً، وإلحاق الهزائم المتوالية بميليشيا الحوثي الإيرانية وموالييها، أظهرت مؤشرات عدة على تراجع تمركزات الحوثيين في الأراضي التي يسيطرون عليها.

ومما لا شك فيه أن قوات الشرعية عازمة على تحرير ما تبقى من المساحات التي تسيطر عليها الميليشيات، إذ قامت قوات الجيش الوطني اليمني والتحالف العربي خلال الأيام الأخيرة، بالدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى مديرية الخوخة في محافظة الحديدة التي حررت الأسبوع الماضي، تمهيداً لعملية تحرير ما تبقى من مديريات المحافظة.

وتكمن أهمية بيحان في كونها منطقة حدودية مع محافظتي البيضاء ومأرب، ويقول مسؤولون عسكريون إنه بتحرير مديريتي عسيلان وبيحان بمحافظة شبوة سيتم قطع أحد أهم شرايين الإمداد لميليشيات الحوثي وطرق تهريب الأسلحة والمواد المقبلة عبر شبوة والبيضاء وصولاً إلى صنعاء.

خبراء إيرانيون
وأشارت مصادر لصحيفة العرب اللندنية، إلى أن جبهات القتال في اليمن تشهد حالياً أكبر عملية استدعاء للخبراء الإيرانيين ونظرائهم التابعين لحزب الله اللبناني، حيث كانوا يشاركون في إدارة المعارك ومساعدة الحوثيين على استخدام الأسلحة والأجهزة المهرّبة من إيران.

وقدّر عدد الخبراء الذين تمّ استدعاؤهم من الجبهات بالمئات، وجرى توزيعهم على عدة مراكز ومواقع شديدة التحصين تحتوي على طوابق تحت الأرض لمنع تعرّضهم لقصف طيران التحالف العربي. ولا يوجد سبب دقيق لتجميع هؤلاء الخبراء في صنعاء، لكنّ هناك احتمال كبير أن تكون عملية الاستدعاء مرتبطة بتقدّم القوات الموالية للشرعية والمدعومة من التحالف العربي في استعادة المناطق من أيدي المتمرّدين.

احتمالات
وقالت الصحيفة إن هناك احتمالين محتملين للعملية، أولاً: وجود قرار تمّ بالتشاور بين طهران والحوثيين بتوجيه كلّ الجهد الحربي نحو الدفاع عن صنعاء والمحور الواصل باتجاه مدينة الحديدة على الساحل الغربي اليمني، حيث لم يعد الاحتفاظ بباقي المناطق هدفاً واقعياً مع الخسارة المتوالية، وثانياً: سحب هؤلاء الخبراء ومحاولة تهريبهم خارج اليمن، مخافة وقوعهم في الأسر.

وهذا ما يؤكده الجيش اليمني الذي أعلن أمس عبر موقعه الإلكتروني رصد أكثر من 250 خبيراً إيرانياً خلال الأيام الماضية في مناطق عدة بمحافظتي الحديدة، وصعدة، يقومون بأعمال تدريب في معسكرات يُجلب إليها الشباب، إضافة إلى تطوير الأسلحة.

وتسارعت خلال الأيام القليلة الماضية وتيرة استعادة المناطق اليمنية من الانقلابيين، بينما يقود التحالف العربي أكبر عملية لتجميع القوى المناهضة للميليشيات لا تستثني جمهور وأنصار وقوات المؤتمر الشعبي العام بعد مقتل زعيمه علي عبدالله صالح على أيدي الحوثيين، إضافة إلى أنصار حزب التجمّع اليمني للإصلاح بعد أن أبدت قياداته رغبة في الانضمام بجدية لجهود تحرير اليمن من وكلاء إيران.

هزيمة مدوية
ويقول خبراء، بحسب وسائل إعلام عدة، إنّ هناك مؤشرات لا يمكن التغاضي عنها على هزيمة مدوية للميليشيات الحوثية، وطهران التي تمثّل الداعم الرئيسي للمتمرّدين.

وهذا ما أفصح عنه المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده عبد الله مجلي، حيث أكد "وضع خطة من مسارات عدة لاستهداف الخبراء الإيرانيين، يصعب الحديث عنها الآن، إلا أنها تعتمد في المقام الأول على تقدم الجيش المسنود بالتحالف العربي، لتضييق الخناق عليهم، والتواصل مع الموالين للشرعية في الداخل لرصد تحركاتهم ومواقعهم للإطاحة بهم".

وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، ألقت الضوء بالأدلة والبراهين على ما تقوم به إيران من دعم مباشر للحوثيين، بكل أنواع الأسلحة من الخفيفة إلى المتوسطة، انتهاء بالصواريخ الباليستية التي تستخدمها الميليشيات الحوثية في ضرب المدن السعودية، والتي كان آخرها ما سقط في الرياض، واستهداف مكة المكرمة.

وبعد أن تم فضح مؤامرة طهران في اليمن عالمياً، يبقى السؤال، هل اقتربت قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي من تحرير اليمن من قبضة الميليشيات الحوثية التي عاثت دماراً وخراباً منذ ثلاث أعوام وأودت بحياة الآلاف من المدنيين، في حال استعادت السيطرة على العاصمة صنعاء؟

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر