نظمت مؤسسة (جذور للفكر والثقافة)، مساء الأحد 7 مايو/ أيار 2023 بمدينة مأرب، ندوة فكرية حول كتاب "الجريمة المركبة.. أصول التجويع العنصري في اليمن"، للكاتب والباحث اليمني الأستاذ همدان العليي، بعنوان: (هل يتحول كتاب الجريمة المركبة إلى ملف ادعاء لمحاكمة قيادات جماعة الحوثي العنصرية ?!).

وفي مستهل الندوة قدم، عضو هيئة التدريس بجامعة اقليم سبأ، الدكتور أحمد ردمان، ورقة عمل حول أهمية المعركة الفكرية التي يخوضها أبناء الشعب اليمن بالتزامن مع المعركة العسكرية ضد المليشيا الإرهابية العنصرية الحوثية. 

وأكد ردمان على أهمية توثيق وفضح جرائم الحوثي من خلال الابحاث والدراسات  العلمية التي تسهم في صنع الذاكرة الجمعية لليمنيين التي يجب ان يفهمها جميع اليمنيين في الوقت الراهن  وتخلد للأجيال القادمة، واعتبر الدكتور    كتاب الجريمة المر كبة من اهم الكتب والمؤلفات التي صدرت خلال مرحلة الصراع مع سلالة الكهنوت الامامي بنسخته الحوثية المقيتة حيث أن كتاب الجريمة المركبة كشف في فصله الأول عن جذور الاجرام الحوثي المتمثلة في النوازع والأفكار والمعتقدات العنصرية التي تعتنقها القيادات الحوثيين السلالية والتي تعتبر الدافع الأول لكل الجرائم التي ترتكبها ضد اليمنيين وعلى رأسها التجويع المتعمد والممنهج.

وتطرق الدكتور أحمد ردمان إلى جملة الأهداف التي تسعى قيادات جماعة الحوثي السلالية لتحقيقها من خلال سياسية التجويع العنصري وتشمل الاهداف العسكرية والسياسية والاقتصادية والاهداف الطائفية والتي تسعى من خلالها لعملة ابادة ثقافية تستهدف هوية اليمنيين ومعتقداتهم.  

وفي ورقة العمل الثانية التي قدمها، نائب رئيس منتدى جذور، الأستاذ سمير مريط، تحدث عن اساليب التجويع العنصري الذي تمارسه المليشيا الحوثية الارهابية بحق ابناء الشعب اليمني منذ انقلابها على السلطة الشرعية واجتياحها للعاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية منذ عام 2014 ابتداء بسرقة ونهب البنك والمرتبات والاحتياطي النقدي ورواتب المتقاعدين. مرورا بالأموال الطائلة التي تقوم بجبايتها من جميع فئات الشعب تحت مسميات متعددة من ضرائب وزكاة ومجهود حربي وجمارك وسوق سوداء وابتزاز للمغتربين وتحت مسمى اموال الاوقاف واراضي الدولة والخمس واستغلال مناسباتها الطائفية لنهب وجمع أكبر قدر ممكن من اموال اليمنيين واخيرا وليس اخرا مصادرة الحوثيين املاك المعارضين والمقاومين لهم تحت غطاء ما يعرف بالحارس القضائي الذي يحاولون من خلاله شرعنة كل عمليات السطو والسرقة العلنية التي يقومون بها.

وأكد مريط على كل جرائم النهب والسرقة الممنهجة والمتعمدة التي تمارسها جماعة الحوثي لتجويع اليمنيين قد اوجدت تكدس هائل للثروة بأيدي القيادة السلالية الهاشمية التي تستولي على الحصة الاكبر مما تنهبه جماعة الحوثي من اموال واملاك اليمنيين.

من جهته، تحدث مدير اذاعة الاتحادية، الباحث الاقتصادي الاستاذ محمد الجماعي، في ورقته الثالثة عن جريمة التهجير الذي مارسته جماعة الحوثي ضد اليمنيين والتي تسببت في معاناة الملايين جراء النزوح والتهجير القسري. واوضح ان هذه المليشيا الارهابية العنصرية لم تكتفي بجريمة تهجير اليمنيين بل قامت بنهب وسرقة المساعدات الاغاثية وابتزاز واستغلال المنظمات الدولية العملة في هذا المجال. وهو ما تطرق اليه الكاتب همدان العليي بالتفصيل في الفصل الثالث من كتابه الجريمة المركبة.

وأشار الاستاذ الجماعي في ورقته الأخيرة الى الاثار السلبية البالغة لجريمة التجويع العنصري على حاضر اليمنيين ومستقبلهم من خلال تعطيل عملية التنمية وتدمير مقومات الاقتصاد اليمني الذي سيحتاج لسنوات طويلة للتعافي من الاضرار التي لحقت به.

في ختام الندوة قدم الاستاذ فيصل الشعوري والاستاذ عبدالكريم العفيري جملة من المقترحات والتوصيات التي خلصت اليها الندوة التي حضرها نخبة من الباحثين والأكاديميين والنشطاء والاعلاميين   على اهمية نشر الكتاب على نطاق واسع وضرورة تبني الاجهزة الحكومية والمؤسسات التعليمية والأكاديمية الاعمال والانتاجات الفكرية مثل كتاب الجريمة المركبة وغيره من الكتابات والمؤلفات التي توثق وتكشف وتفضح جرائم السلالة العنصرية الهاشمية في اليمن.

كما أوصى الحاضرون بعقد ندوات اخرى حول كتاب الجريمة المركبة وعقد لقاءات مع خطباء المساجد وتوزيع الكتاب عليهم للاستدلال والاقتباس بما جاء فيه من حقائق وبيانات ووثائق عن الجرائم جماعة الحوثي الارهابية وعلى راسها جريمة التجويع العنصري كما اوصى الحاضرون على ضرورة ترجمة الكتاب ونشره على اوسع نطاق في الداخل والخارج.