السفير "نعمان" يكشف عن أخطر عامل يهدد جبهة الشرعية وخيار وحيد لاستعادة الدولة

الساعة 08:58 مساءاً (يمن ميديا - خاص)

 

قال سفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة المتحدة الدكتور ياسين سعيد نعمان، إن "الوضع السياسي المقاوم للانقلاب أخذ يتفكك بخطاب محتقن باليأس والتشكيك والملاعنة، مع تطاول الأزمة اليمنية ودخولها العام الخامس منذ أن سيطرت المليشيات الحوثية على صنعاء وانقلبت على الشرعية الدستورية والتوافق الوطني في خريف عام ٢٠١٤".

وأضاف السفير نعمان، في مقال نشره بصفحته الرسمية على الفيس بوك،، أن "هذا الخطاب منقسم على نفسه، وهو وإن بدا أنه تعبير عن حالة من التراجع المعنوي الذي رتبته أمور عديدة، (...)، إلا أننا يمكن أن نقرأ من بين ثناياه عدداً من الأفكار التي يجب إعادة بنائها بشكل هادئ بعيداً عن الانفعال أو التحدي المناقضان لصخب هذا الخطاب، وما يحدثه من تفكيك وإرباك على كل الأصعدة".

وأكد نعمان، في بداية المقال الذي عنونه بـ(ائتلاف الضرورة.. الحامل السياسي وتدهور الخطاب) وتابعه (يمن ميديا) بالقول: "بداية لا بد من التأكيد على أننا أمام أزمة مركبة بأبعاد سياسية - إجتماعية تم جرها إلى الوضع الذي غدت فيه أزمة وطنية بمضمون يتداخل ويتشابك بقوة مع المشروع الطائفي الذي صمم بموجب استراتيجية إيرانية هدفها دفع المنطقة برمتها إلى كارثة الانقسام الطائفي، بما يرتبه ذلك من صراعات وحروب داخلية لا تنتهي". 

وتابع "بعد هذه السنوات من المواجهة يطرح السؤال الأول الجوهري، وهو لماذا استطاع الحوثيون إعادة صياغة معادلة الصراع لتلتحم بالمشروع الطائفي الايراني على نحو لا يترك أي إمكانية لحل سلمي يستعيد المشروع الوطني لبناء الدولة؟"

وللإجابة على هذا السؤال، تطرق السفير نعمان، "إلى جملة العوامل التي أبقت الوضع في حالة من المراوحة التي كرست إستقطاب الازمة في إطار هذا المشروع الطائفي تساوقاً مع ما يسعى الانقلابيون على تحقيقه من نتائج". 

ولفت إلى أن العامل الأشد تأثيراً من بين جملة هذه العوامل هو المتعلق بالتناقضات التي تعيشها الجبهة الواسعة من ائتلاف القوى التي قدر لها أن تتحمل مسئولية مواجهة الانقلاب والتصدي لهذا المشروع.

وقال "لسنا بحاجة إلى القول أن هذه التناقضات قد وصلت في المرحلة الراهنة إلى درجة ملحوظة من الخطورة التي لا بد من التوقف أمامها بشيء من المصداقية لبحث أسبابها والإجابة على أسئلة هي من صميم إصلاح هذا الوضع وتجاوز إشكالياته".

وأضاف "لا يكفي أن نواصل لعن وشتم هذا الحال والتنديد به دون الخوض بجدية في تدارس الأسباب الحقيقية التي أدت إليه، كما أن البحث عن ضحية، كما قلنا أكثر من مرة، لن يغير من الأمر شيئاً سوى أننا نكرر السير في الطريق الذي تعودناه حينما تشتكل علينا الأمو وتتعقد. مضيفاً بالقول "فبدلاً من تفكيك المشكلة لمعرفة أسبابها الذاتية والموضوعية فإننا نختار أقرب "سايلة" لنرمي فيها أوجاعنا وهمومنا". 

واستطرد قائلاً "نحن أمام وضع يطرح أمامنا أكثر من سؤال، فإلى جانب السؤال السابق يبرز سؤال آخر مكمل له وهو: هل هناك من يعتقد أن الحوثيين سيوافقون على عقد سلام ينهي إنقلابهم ويمنع قيام الدولة الطائفية التي يسعون إليها دون تغييرات جوهرية على الأرض؟ 

وقال إن "الإجابة بكل وضوح هي "لا"، إذا لم يتغير الوضع على الأرض، وهو الوضع الذي صنعوه بالقوة!!. الحوثيون يعملون على مستويين: السيطرة الكاملة، أو الدولة الطائفية التي ستشكل بالنسبة لهم خيار التفاوض فيما لو بقيت الأوضاع على ما هي عليه. والمستويين أحلاهما مر. 

وبحسب السفير ياسين، فإن "هذا يعني أنه لا خيار أمام قوى هذا الإئتلاف الوطني لاستعادة بلدهم ودولتهم ومستقبلهم سوى أن يتمسكوا بهذا الائتلاف الواسع مع كل ما يعتوره من إشكاليات، والنظر بجدية فيما يمكن إصلاحه من أعطاب في آليات عمله، وإكسابه ديناميات الفعل القادر على إنتاج شروط أفضل للعمل". 

ولفت إلى "إن الخطاب الراهن يشوش المشهد بأكمله، ولا يسمح بالبحث الجاد في إصلاح الخلل بعيداً عن الحسابات الجاهزة، والمواقف المعززة بالانحيازات السياسية المجردة. ومع ما يرافق ذلك من دوافع لتحويل الصراع الرئيسي إلى صراعات جانبية فإنه لا يدل، في أحسن الأحوال، على إدراك حقيقي للتداعيات التي سينتهي اليها الحال في حالة استمراره على هذا النحو. 

واختتم بالقول "لقد بات هذا الخطاب، على ما به في كثير من الأحيان من حنق وحرص وغيرة، مثار قلق، فمن شأنه أن يفضي إلى تكريس حالة اليأس في الوعي الاجتماعي كأحد شروط تطبيع الانقلاب والذي سيؤدي بالنتيجة إلى تكريس خيارات للحل تضع اليمن على مسار لن يفضي بها إلا المزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار".
 
*لقراءة المقال كاملاً اضغط: هنـــــــــــــــا

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر