صباح الحياة والسلامة يا عدن..
صباح العافية من وسط الأوجاع..
صباح الخير يا حكومة..
قلوب الناس وأنظارهم منذ أيام متجهة نحو عدن، ومنذ ظهر أمس اتجهت إليها القلوب والأنظار والدموع أيضا.
حالة الإجماع غير المسبوقة منذ سنوات، تشكلت منذ ظهر الأربعاء تضامنا ومحبة لعدن تقول بوضوح، إن اليمنيين وكل الشعوب الحرة وحكومات الغرب والشرق تلاقت مواقفها وتوحدت لإدانة الحقد الكهنوتي الذي طال هذه المدينة الجريحة.
موقف الحكومة وتماسك ما صدر عنها بعد الحادثة كان محط إعجاب الناس وتقديرهم بشكل كبير.
ظهر رئيس الوزراء بحيوية وشجاعة وزار الجرحى ليلا في المستشفيات، وتحركات أعضاء حكومته وتعاطيهم مع الجريمة بطريقة واكبت الأحداث في الميدان والمواقف تجاهها، الخارجية والداخلية والإعلام والصحة ومحافظ عدن وكل الوزراء تقريبا تحركوا وبعثوا الأمل للناس.
كثير من الانطباعات السلبية المتراكمة ذابت البارحة وتحولت احتراما حين لمس الناس لحظات صدق وتلاحم بين القيادة والشعب.
هذا ما يريده الناس من حكومتهم ودولتهم ومسؤولي مؤسساتهم، التواجد بين الناس ومشاركتهم الأخطار والأحداث.
استمروا بهذه الوتيرة وأكثر أيها الزملاء والقادة، قولوا للشعب أنكم رجال دولته الذين يختلفون عن عصابات الميلشيا والصواريخ السلالية.
تحتاج عدن واليمن كلها أن يراكم الناس صباح اليوم وكل يوم، في شوارعها وبين ناسها بشكل طبيعي، في مكاتبكم وفروع وزاراتكم وليس الانكفاء في قصر معاشيق، تحركوا حيث مهامكم وواجباتكم وحيث يتواجد الناس.
ثقوا أنه ليس هناك خطر أكثر مما مر ولا أقسى، ولا مكان أكثر أمنا من التواجد بين عامة الناس، وليس في الناس أطيب من أبناء عدن وأهلها الذين يمنحون الحب لكل صادق معهم.
والله مع المتقين.