عبده سعيد المغلس
عبده سعيد المغلس
عنصرية الكحلاني وحرقة السلام
الساعة 10:08 مساءاً


بداية يجب التمييز بين العصبية العنصرية والمواطنة، فالعصبية العنصرية تحت أي مسمى كان عدنانياً أو قحطانياً هاشمياً أو يمنياً  قبلياً أو مناطقياً أو حزبياً، هي عمل مذموم وقبيح وفعل جاهلية، وليست من الإسلام، وما جاءت رسالة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام إلا للقضاء عليها، ونقل الإنسانية إلى رحاب الأخوة الإنسانية والتعارف والتعايش، وكل هذه المسميات تزول وتنتهي  حين تسود المواطنة المتساوية في الوطن الواحد، وأنا خصم لهذه العصبية وليس لحاملها أياً كان، فهو كإنسان حين يتخلص من جاهليته سيحاربها وسيكون نصيراً لإنسانية دين الإسلام وسواسية خلقه.  
فجذور مشكلة العصبية العنصرية الهاشمية، بدأت بهيمنة الفقه المغلوط لمفهوم الإمامة واصطفاء أهل البيت على بقية الخلق، بحيث اعتسفت هذه العصبية العنصرية مفاهيم ومصطلحات قرآنية، وأخرجتها من سياقها ومعناها لتخدم هذه العنصرية وهيمنتها، وتهدم جوهر الدين وإنسانيته، وعملت على تحويل دين الإسلام من دين كوني وعالمي وإنساني للناس كافة، إلى دين هاشمي قرشي، اذ لا يحق ولا يصح أن يحكم المؤمنون من الناس سوى حاكماً يكون نسبه قرشياً أو هاشمياً، كما حوّل الفقه المغلوط مفهوم أهل البيت من زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام إلى علي وبنيه وأبنائهم رضوان الله عليهم، هذا الفقه المغلوط والعصبية العنصرية الهاشمية والحوثية ادخلت اليمن في صراع الدم والموت وكان حري بالأخ أحمد الكحلاني أن يعالج جذور هذه العصبية المقيتة، والتي أبت إلا ممارسة دورها وتجبرها وعلوها على اليمنيين، بارتباطها بالمشروع الإيراني للفقه المغلوط لإمامة أهل البيت بفقهه الإثنى عشري، لتقوم بالإنقلاب على الشرعية الدستورية والشرعية الشعبية والوطنية لليمنيين، بقيادة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وعلى مشروعه لبناء الدولة اليمنية بأقاليمها الستة، والذي فيه المعالجة الحقيقية لكل العصبيات المدمرة للمجتمع اليمني، وأختارت تأكيداً لهويتها العنصرية السلالية يوم ٢١ سبتمبر الموافق ليوم تتويج محمد البدر إماماً على اليمن، لتنقلب أيضاً على مشروع الجمهورية بجانب انقلابها على الشرعية ومشروعها.
لم أَجِد فيما كتب الكحلاني كلمة أو إدانة لعنصرية الإنقلاب وجريمته في حق اليمن والمنطقة غير وصفه العنصري لرد الفعل الطبيعي والعملي الذي قام به الشعب اليمني لمواجهة مشروع الإنقلاب والإنتصار لشرعيته ومشروعه وجمهوريته مدعوماً بتحالف دعم الشرعية.        
إذ من السهل الحديث حول أي قيمة والتغني حولها وعنها لكن المقياس الحقيقي ليس القول بل العمل ولهذا وصف الله القول الذي لا يَصْدُقه العمل بالمقت الكبير (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) الصف ٣،٢.
فالسلام قيمة دينية وإنسانية وأخلاقية، فإن أردت الحديث عنه عليك تأسيسه بتصحيح الفقه المغلوط في مذهب الإمامة وفقهها، الذي ينص على تكفير كل من لا يؤمن بأنها نص من نصوص الدين وأنها محصورة في البطنين وذرية الحسين رضي الله عنه، ثم عليك إلغاء عنصرية الفقه المغلوط التي زورتم فيها مقاصد أيات الله لتعطوا لأنفسكم مقاماً فوق خلقه، فمنذ أن كنت أميناً للعاصمة وأنت أداة فاعلة نافذة لمشروع العصبية الحوثية الإيرانية، وأعمالك وأفعالك معروفة مشهودة لا تُنْكَر، فهذا الدمار والخراب الذي حل باليمن أنت أحد أدواته ومهندسيه، وأخذتك العزة بالإثم ولَم تعتذر عن جرائم أعمالك ولَم تعترف حتى بمشروع الخلاص والتعايش وشرعيته، إذ ثقل عليك الإعتراف بهذا القادم من أبين رئيساً لليمن، فهو في ثقافة عنصريتكم جريمة، لا تقبلها ولا تعترف بها ثقافة الفقه المغلوط، كما لم أَجِد أي إشارة لمشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة فبالحلق غصة وبالقلب حرقة، كونه مشروع يهدم ثقافة العصبيات بكل مسمياتها، وهذا ما لا يجب قبوله أو الإعتراف به، فهو أشبه بملك الموت القابض لأرواح العصبيات وثقافتها وفقهها المغلوط، فلم تقدم فيما كتبت سوى عنصرية مغلفة بالحديث عن السلام، وعلى رد فعل اليمنيين الطبيعي شرعية ووطن لمواجهة إنقلاب عنصريتكم متهما هذا الفعل بأنه عنصري تأكيداً لعنصريتك، وكذلك حديثك عن السلام لم أَجِد فيه سوى حرقاً للسلام، بهروبك من السلام الحقيقي المستند على المعالجة الحقيقية للعصبية العنصرية الحوثية والهاشمية وغيرهما الذي أسست له المرجعيات الثلاث فلم تذكرها قط، فهي الأسس البانية للسلام الدائم والمستدام، والمؤسس لمواطنة واحدة متساوية، بدولة إتحادية بأقاليم ستة، فهو المشروع الحقيقي الذي تم تقديمه لأول مرة في تاريخ هيمنة ثقافة العصبيات، لمعالجة العصبيات بمختلف مسمياتها، كما هو أيضاً مشروع للتعايش بين مكونات المجتمع، تجمعها المواطنة لا العصبية، ولَم تذكر المنهج القرآني لإحلال السلام في مواجهة فيئة البغي الحوثية كما ذكره سبحانه في سورة  الحجرات آية ١٠،٩ الذي شرع قتال الفيئة الباغية، فقد رفضتم كل فرص السلام والتعايش، وعلى العقلاء الذين تخاطبهم اليوم، ان يدينوا فعل الفيئة الباغية وعدوانها بانقلابها على الشرعية ومشروعها ويقاتلوها، ويدينوا فقهها المغلوط، فقد آن الأوان لمواجهة الفقه المغلوط لإمامة السيف والدم والإصطفاء.
فلم تضف فيما كتبت غير التأكيد على عنصريتك وحرق السلام المستدام.

*من صفحة الكاتب.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر