أرجو من الجميع قراءة المقال كاملاً مكملاً قبل أن يناقش أو يعلّق لأني حاولت ألا أترك في الكلام ثغرةً للنقاش أو للأسئلة...ولكم جزيل الشكر سلَفاً.

الكل يتساءل: لماذا هذا الحراك القومي اليمني المتزايد ضد الهاشميين في اليمن ؟

1. الإجابة باختصار لأن الأمم كانت ترتعد فرائصها لسماع إسم من أسماء ملوك وأقيال اليمن الحِم يَريين والتبابعة، وبعد أن دخلها الهاشميون وحكموها أصبحت في ذيل الأمم وتعاني الفقر والجهل بعد حكم دام 1250 عاماً.

2.الإمتيازات والمناصب وكل شيء للهاشميين منذُ أن بدأ حكمهم ولليمني الأصيل صاحب الأرض والسماء فُتاتاً من كل شيء ولكم أن تعملوا إحصائية سريعة ومسح ميداني لكل العوائل والأسَر الهاشمية في اليمن فلن تجِد منهم فقيراً معدماً كما هو الحال مع اليمنيين أصحاب الدار والمأوى والتراب..

3.أخفوا معالم اليمن الحضاري القديم وطمسوا هويته التأريخية العريقة وأدخلوا إليه موروثات ثقافية وخرافات وأوهام دينية لم يعرفها اليمنيون الأقيال قبلاً والحراك القومي هذا ليس وليد اللحظة بل بدأ به الأقيال منذُ دخول يحيى بن الحسين الرسي وعاشت اليمن صراعات عديدة مع الهاشميين ومنها ثورة "عبهلة العنسي" الذي شوّه الهاشميون سيرته وابتدعوا أحاديث وأقوال تنال من سيرته بل ذهبوا بعيداً للقول بأنه ارتد عن الاسلام وادّعى النبوة وهو لم يسلم أصلاً وقد بدأ ثورته بصيحته الأولى للهاشميين بقوله « أيها المتوردون علينا، أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا، وأمسكوا ماجمعتم فنحن أولى به، وأنتم على ما أنتم عليه» وكانت ثورته ضد الهاشميين ووصايتهم على اليمن ولم تكن ضد "الإسلام " كما اوردها الهاشميون في كتبهم ومؤلفاتهم وهذا شيء طبيعي، ماذا تتوقعون من إحتلال دام 12 قرن ونصف ؟ هل سيمجّد من ثار ضده أم يشوّه سيرته وحياته كما فعلوا مع "عبهلة" ؟!

4.استقر الحكم للهاشميين وحكم اليمن أئمة من سلالتهم منذُ مقتل "عبهلة" حتى قيام ثورة ال26 من سبتمبر 1962م وخلال حكمهم عانى اليمنيون الظلم والفقر والجهل والقتل بالجُملة ولكم أن تبحثوا عن جرائم الأئمة الهاشميين بحق اليمنيين على مدى قرون من حكمهم وكل حاكم منهم يأتي أشد إجراماً ممن سبقه.

كان الهاشميون يتعاملون بكل كره وإجرام وطغيان مع كل حراك يمني ضدهم وضد حكمهم فأوغلوا في دماء اليمنيين وشردوهم وصادروا أموالهم بل وانتهكوا أعراضهم وهناك جرائم ومجازر دموية مؤلمة يندى لها جبين الإنسانية وكل الشرائع السماوية قام بها الهاشمييون ضد كل من يتفوّه بكلمة واحدة ضدهم ولكم أيضاً ان تبحثوا في جوجل ويوتيوب عن جرائم كل أئمتهم وطغيانهم ضد اليمنيين.

5.قد يقول أحدُهم أن هذا الحراك القومي ضد الإسلام...غلطان فـ من إيجابيات هذا الحراك القومي المتصاعد هو تخليص الإسلام من الأوهام والخرافات والشوائب والتقديس التي عمل الهاشميون على الصاقها بالإسلام مثل "الولاية لآل البيت" وتقديسهم إلى الحد الذي يستبيحون دمك ويستحلون مالك وأرضك وعرضك لمجرد أن تقول كلمة تنتقد فيها شخصاً هاشمياً مقدساً لدى هؤلاء وليس الحاضر عنكم ببعيد فـ عبدالملك الهاشمي حين تنتقده يقتلوك أتباعه ويستحلون مالك وبيتك وأرضك وكل ماتملك، ولا يفوتني أن أعلمكم بأن عبدالملك "الهاشمي" يلقّب نفسه بـ "الحوثي" زوراً وبهتاناً ويخفي هاشميته خلف المنطقة التي يسكن فيها كما هي عادة الهاشميين في اليمن،فـ بني حوث هي منطقة في عمران والهاشميون يخفون ألقابهم خلف أسماء المناطق التي يسكنوها.

6.نستطيع أن نسمّي هذا الحراك بالحراك الثقافي والتأريخي أيضاً فهو يعمل على إحياء تأريخ عريق ومجيد يفخر به الأحفاد بعظمة أجدادهم الأقيال من عهد قحطان وسبأ وحِم يَر وكهلان إلى عهد سيف بن ذي يزن، والتغني بالماضي بالطبع لا يعني بأي شكل من الأشكال نسيان الحاضر وبناء المستقبل استناداً على معطيات جديدة وحديثه وثقافات متنوعة يتمتع بها المجتمع اليمني وهذا الحراك القومي هو الإطار العام الذي يحوي كل هذه الثقافات بل ويحميها مهما كانت أيديولوجيتها شريطة ألا تخرج عن أهداف هذا الحراك القومي ومبادئه اليمنية الأصيلة.

7.قد يتسائل البعض هنا : أنتم عممتم المسألة وحشرتم جميع الهاشميين في زاوية واحدة وأن هناك هاشميون ضد المشروع السلالي وضد هذه الخرافات والأوهام والكهنوتية، كل الهاشميين بدون استثناء، لديهم قابلية عجيبة للإندماج مع المشروع السلالي وللأسف كم صدمتنا الأيام والأحداث بأصدقاء أكاديميين هاشميين بوقوفهم ومواقفهم ضد اليمنيين بكل مايملكون من مال وسلطة حتى نسائهم تتبرعّن بما يملكنّ من ذهب ومال وولد ليقتلونا في بيوتنا وقرانا ومدننا، تماهوا كثيراً في هذا المشروع إلى الحد الذي جعلنا نعمّم حراكنا القومي ضد الهاشميين جميعاً.

ولكم أن تدخلوا صفحات الهاشميين والهاشميات وترَون بأم أعينكم ماذا يتناولون في صفحاتهم وماذا يتناقشون وكيف أصبحوا متقوقعين على أنفسهم وحين تقرأ يأتيك الغثيان بسبب الاوهام والخرافات والدجل والشعوذة في صفحاتهم ولا تجِد أو تشُم رائحة اليمن في صفحاتهم وتناولاتهم وتشعر بالعزلة الشديدة عن يمنيّتك.

8.الأمر الآخر، هناك يمنيون يقفون مع الهاشميين في حربهم وهم من يسمونهم الأقيال بـ "الزنابيل" وتعني بالمعجم اللغوي "الوعاء" الذي يملؤه الهاشميون بخرافاتهم وأوهامهم، وبالرغم أن هؤلاء يرون بأم أعينهم المعاملة "الإستعلائية" للهاشميين ضدهم إلا أن الجهل جعلهم أوعية مناسبة لتعبئتها بـ أوهام التقديس والخرافات التي لا ينفك الهاشميون عملها فيهم فتارةً يخدعونهم بأن "الأقيال" هم دواعش أو "مرتزقة" للإحتلال السعوصهيوأمريكي وتارةً بأنهم يقاتلون إسرائيل وأمريكا وووو...ولكم أن تبحثوا في اليوتيوب عن "أسرى حوثيين" وسترون بأم أعينكم الحقائق المهوولة الماثلة وسترون أيضاً مشاهدات حيّة وفيديوهات تُظهِر الإستعلاء الهاشمي ضد اليمني الأصيل صاحب الأرض والسماء فيها، تخيلوا حتى على مستوى تبادل الأسرى أو الجثث يتعاملون بإستعلاء وقداسة يندى لها الجبين فيتركون جثث "الزنابيل" ويأخذون أسرى أو جثث "القناديل الهاشميين" وكل شيء موثّق في اليوتيوب وفي ظل التكنولوجيا أصبح أرشفة التأريخ سهلاً وسريعاً ولن ينخدع اليمنييون مرةً اخرى ولن يتم تزييف وعيهم وتأريخهم كما تعوّد الهاشميون فعله منذُ ثورة القيل "عبهلة".

صحيح أنّ الحرب أهلكتنا وقتلتنا وأفقرتنا وشرّدتنا ولكن من محاسنها أنها عرّفت اليمنيين من هو عدوهم الحقيقي ومن محاسنها أيضاً أنها أنجبت #القوميةاليمنيةاقيال والتي أحيَت فينا الروح اليمنية الأصيلة وأحيَت تأريخ وتضحيات ونضال الأجداد قبلنا ولن ننسى من ضحوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل تحرير اليمنيين من #الإحتلال_الهاشمي.

*من صفحة الكاتب.