قال الكاتب الصحفي اليمني يحيى الثلاثا، إن التشريع الجديد الذي أصدره الحوثيون في صنعاء قبل أيام تحت مسمّى "قانون الزكاة" يعد "أول وثيقة معاصرة في اليمن والعالم الاسلامي، تفرز السكان على أساس عرقي بهذا الشكل الجريء". محمّلاً إياهم تبعات هذا التوجّه الخطير.

وأشار الثلايا، في مقال نشره بصفحته على "الفيسبوك" إلى أن الحوثيين يحكمون فعلياً بهذا القانون "على كل الشعب والأرض اليمنية التي تقع تحت سطوتهم منذ 5 سنوات".

وأضاف: "في القانون المزعوم منح الهاشميون أنفسهم وبصفتهم السلالية بمواد صارخة وصريحة سهمًا وسهامًا من الموارد المركزية للدولة بمبرر أنهم (من بني هاشم)". مضيفاً: "كلما قلنا إن الجالية الهاشمية ليست يمنية سمعنا من يصرخ ويتهمنا بالعنصرية رغم انها هي من تزعم ذلك وتصر عليه".

واعتبر الثلايا، أنه بإصدار الحوثيين لهذا القانون يقدّمون للمجتمع اليمني وثيقة اعتراف دامغ "بأن هناك فرق بين المواطن اليمني والعنصر الهاشمي، في الحقوق والواجبات والامتيازات". مشيراً إلى أنه من مقتضيات تطبيق هذا القانون هو أن يبادر الحوثيون لفرز المجتمع على أساس عرقي وسلالي لكي يتم إيصال الأخماس إليهم وفقا للقانون.

وقال الثلايا مخاطباً "بني هاشم" في صنعاء: "عليكم أن تتحملوا تبعات هذا الفرز والتمييز يا بني هاشم، فأنتم من تصممون عليه، لم يكفيكم أن نهبتم كل الأخماس والأسداس حتى تبحثوا عن طريقة للحصول على خمس واحد". معتبراً إقدامهم على إصدار هذا القانون بأنها "نشوة وغرور وفجاجة الغزاة التي تجعلكم تستفزون صمت الناس ووجعهم بمسميات مستفزة وعنصرية بالغة الوقاحة".

وأضاف: "ستحصدون ثمن هذه الخطوة السافرة التي لم يتجرأ عليها أحد قبلكم". 

ولفت الثلايا، إلى أنه "حتى بيت حميد الدين ومن سبقوهم من الأئمة وصولًا إلى الدجال الرسي ذاته لم تبلغ بهم الجرأة هذا الحد، كانوا يسرقون أموالنا دون قوانين، لكنكم تجاوزتم قبح كل من سبقوكم".

واختتم مقاله بالقول: "بما أنكم تعلمون جيدًا كيف كانت نهاياتهم ومصارعهم الوخيمة فتأكدوا ان دورة التاريخ لن تستثنيكم، بل سيكون وضعكم اشد بشاعة من كل السابقين لأنكم أضعف وأجبن منهم وفعلتم أكثر مما فعلوه بينما الشعب والعالم من حولكم أيضاً أوعى ممن عاصروا أسلافكم".

وتداول نشطاء ووسائل إعلام محلية نسخة مسربة من اللائحة التنفيذية لقانون الزكاة الذي أصدرتها المليشيات الحوثية نهاية أبريل الماضي، وتمنح بموجبها الأسر السلالية (تزعم انتمائها إلى أسرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم) 20% من إيرادات الدولة وكذا من مصارف الزكاة.
وينص القانون على إخراج الخمس من كل ما ينتفع به من ثروات الدولة وممتلكات المواطنين سواء كانت فوق الأرض أو في باطن الأرض أو في أعماق البحار وتخصيصها لصالح الأسر الهاشمية.

ويدعي الحوثيون انتمائهم إلى أسرة النبي محمد (ص)، ويسعون بقوّة السلاح الذي مدتهم به إيران إلى السيطرة على الحكم في اليمن والتفرّد بثروات الشعب ونهب ممتلكات اليمنيين بناء على مزاعم الاصطفاء الإلهي.

وأثار هذا القانون الحوثي غضباً واسعاً في أوساط اليمنيين بمختلف انتماءاتهم الفكرية والدينية والسياسية، وسط مطالبات بتجريم هذا الفكر العنصري باعتباره انسلاخاً من الهوية اليمنية التي يتساوى فيها جميع أبناء اليمن في الحقوق والواجبات.