معلمون لـ"يمن ميديا": مليشيا الحوثي تسرق مستحقاتنا بالتواطؤ مع "اليونسيف"

الساعة 06:29 مساءاً (يمن ميديا - علي محمد العقبي)

 

كان إعلان المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في أكتوبر الماضي، تقديمهما 70 مليون دولار كمنحة لتوفير مرتبات المعلمين اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، بمثابة نافذة أمل لنحو 135 ألف معلم ومعلمة لتخفيف المعاناة التي تعيشها أسرهم جراء إيقاف المليشيات مرتباتهم منذ أواخر العام 2016.

وكانت منظمة اليونسيف، قد تكفّلت بصرف هذه الحوافز للمعلمين وفق الكشوفات الرسمية ما قبل انقلاب الحوثيين نهاية العام 2014، إلا أن الكثير من المعلمين والمعلمات اشتكوا- مؤخراً- حرمانهم من هذه الحوافز، بسبب تدخل مليشيا الحوثي في عملية الصرف وتلاعبها بكشوفات المستحقين، ناهيك عن خصميات كبيرة طالت غالبية من صُرف لهم.

"يمن ميديا" التقى العديد من المعلمين والمعلمات، والذين تحدثوا عن بعض هذه التجاوزات والمخالفات التي رافقت عملية صرف المنحة، والنكسة المعنوية التي تعرض لها الكثير من المعملين والمعلمات جراء سرقة الحوثيين لمستحقاتهم بالتواطئي مع منظمة اليونسيف، حد وصفهم.

تضاعف المعاناة
وتحدثت المعلمة جميلة علي، لـ"يمن ميديا" حول ما تعرضت له من ظلم وتسلط من قبل المليشيات الحوثية، وقالت: نحن نعيش أسوء مراحل التعليم والإذلال من قبل الحوثيين ومؤخراً من قبل الأمم المتحدة فهي لا تصرف لنا أي مبلغ إلا بعد تنفيذ كل آليات وسياسات الحوثي المهينة بحقنا كمعلمين وكتعليم".

وأضافت جميلة (اسم مستعار)، وهي مدرسة منذ 15 عاما بإحدى مدارس العاصمة صنعاء، "كنا ننتظر بفارغ الصبر انقضاء إجازة العيد لنستلم الحافز المالي التي تم الوعد به من قبل الأمم المتحدة إلا إننا تفاجئنا بأوامر حوثية تلزمنا بمراقبة امتحانات طلاب الشهادتين الثانوية والأساسية، وهددت بإلغاء أسماء المعلمين الرافضين لهذه الأوامر، واستبدالهم بآخرين يتبعونها"

وأشارت إلى أن قرار المليشيات التي تلزمهم بمراقبة العملية التعلمية دون أن تعطيهم أي مستحقات، أو حتى مواصلات، ضاعفت من معاناتهم، في حين يقوم مشرفو الحوثي على مراكز الامتحانات بتغييب وتسجيل أسماء من أرادوا، ناهيك عن سرقتهم للمخصصات المالية الخاصة بعملية الامتحان.

تمويل الأنشطة الحوثية
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر تربوية أن مليشيات الحوثي أدرجت أسماء المئات من عناصرها إلى كشوفات الحوافز المالية، خصوصاً المكلفين بالاستقطاب والتعبئة الفكرية في قطاع التربية والتعليم ممن استبدلتهم بالمعلمين الأساسيين.

وخلال السنوات الأربع الماضية، حوّلت المليشيات الحوثية المدارس الحكومية في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى ميادين لإقامة أنشطتها الفكرية والتعبوية واستقطاب الطلاب للقتال في صفوفها، بعد أن استبدلت كافة مدراء المكاتب التعليمية والمدارس المعارضين لها.

وكانت مليشيا الحوثي، قد فصلت المئات من المعملين الرافضين تنفيذ توجيهاتها الطائفية والمخالفة للقوانين واللوائح، واستبدلتهم بآخرين من أتباعها غالبيتهم لا يملكون أي مؤهلات وليس لهم علاقة بالتعليم، وفقاً لما أكدته مصادر تربوية.

وقال الأستاذ علي راجح (اسم مستعار)، "منذ بدء العام ونحن نذهب للمدارس ونجبر على التدريس دون أن يصرف لنا ريالاً واحداً، وإن تغيبت عن المدرسة لظروف قاهرة، يقوم الحوثيون بإحلال أحد أتباعهم بديلًا عنك، حتى وإن كان لا يمتلك أي مؤهل سوى انتمائه للسلالة وينفذ توجيهاتها".

ويضيف الأستاذ علي، بصوت يخنقه الألم: "كنا نأمل في اليونسيف، بأن تنتصر لنا، وتعطينا مستحقاتنا التي أعلنت عنها، واستبشرنا خيراً بأننا سنستلم مبلغ مالي يسد رمقنا قليلا إلا أنها قامت بصرف هذه المستحقات للبدلاء الذين ادرجتهم المليشيات في الكشوفات بديلاً عنا".. 

وتابع "عندما اعترضنا على ذلك أتت المنظمة الأممية بشروط تصب في صالح الحوثيين وتعزز سيطرتهم على التعليم وهيمنتهم على المعلمين في جميع المناطق.. مشيراً إلى أن استياءً واسعاً في أوساط المعلمين من تصرفات المليشيات وتواطئ اليونسيف معها".

كشوفات حوثية
وأكدت العديد من المصادر التربوية أن المبالغ المالية التي صرفت في هذا السياق، جرى صرفها حسب كشوفات أخرى أعدتها المليشيات خلافاً لكشوفات 2014، حسب الاتفاق الذي جرى سابقاً بين منظمة "اليونسيف" والحكومة الشرعية.

وفي هذا السياق، أكدت الإدارية بإحدى مدارس صنعاء نبيلة حسن، بأن "المنحة المالية يتم صرفها وفقاً لكشوفات يتم رفها من المدارس، وهذه الكشوفات يشرف عليها الحوثيون، ومن يقوم بالاعتراض على هذه الكشوفات من المعلمين، يتم حرمانه بالكامل منها".

وأكدت نبيلة، أن الكثير من المدرسين متواجدين في مدارس العاصمة صنعاء سقطت أسمائهم من كشوفات المساعدة ولم يستلموا أي ريالاً واحداً رغم تواجدهم في العمل دون مرتبات طيلة السنوات الماضية.. مؤكدة أن الصرف يتم وفق كشوفات يعدها الحوثيون.

وحول صمت "اليونسيف" عن الممارسات الحوثية المخالفة لآلية صرف المساعدة المالية، تفاوتت ردود المعلمين والمعلمات بين أمرين: الأول: خشية المنظمة من إعلان فشلها في صرف المنحة بعد أن أكدت استعدادها سابقًا، فيما أكد أصحاب الرأي الثاني: أن اليونسيف متورطة في سرقة مستحقات المعلمين مع المليشيات الحوثية مستدلين بما أسموه "تنفيذها جميع التوجيهات والتعليمات الحوثية وإقرارها خطواتها وكشوفاتها".

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الأكثر قراءة
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر