أثارت العراقيل التي تضعها مليشيات الحوثي الانقلابية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ضد المنظمات الإنسانية الدولية وفرقها الميدانية، وكذا نهبها للمساعدات الإغاثية وبيعها في الأسواق السوداء، استنكاراً واسعاً محلياً ودولياً، وسط مطالبات للأمم المتحدة والجهات ذات العلاقة بوضع حد لهذه الممارسات الإجرامية التي تهدد حياة ملايين اليمنيين.

وكان مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي قد اتهم في إحاطته التي قدمها، مساء امس الاثنين، إلى أعضاء مجلس الأمن، مليشيا الحوثي بمنع وصول المواد الغذائية إلى نحو 10 ملايين يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات.

وهدد بيزلي، بأن احتمالية إيقاف أنشطة البرنامج الإنسانية في اليمن بسبب التلاعب الذي تمارسه المليشيات بالمساعدات الإنسانية وسرقة طعام المحتاجين وتحويلها لأغراض أخرى، مؤكداً امتلاك البرنامج للأموال الكافية لتقديم المساعدات.

وطالب المسؤول الأممي مليشيات الحوثي بتقديم ضمانات حقيقية تمكن البرنامج من الوصول إلى المحتاجين وتحول دون سرقة المساعدات وتضمن وصولها إلى مستحقيها، مشيراً إلى الوضع الإنساني المتدهور في البلاد، وأن نحو 20 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة.

وأعقب هذا الهجوم غير المسبوق من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حملة تحريض واسعة من قبل مليشيات الحوثي اتهته بالتجسس وتقديم معلومات استخباراتية لدول أخرى لم تسمها بحسب تصريحات لمسؤولين في الجماعة.

من جانبها، دانت اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة اليمنية، بأشد العبارات التهديدات الممنهجة وحملات التحريض التي تشنها مليشيا الحوثي الانقلابية بحق المنظمات الأممية والدولية العاملة في اليمن.

وأكدت اللجنة العليا للإغاثة في بيان لها، أن هذه التهديدات وحملات التحريض أحد معوقات العمل الانساني التي تقوم بها مليشيا الحوثي بحق العملية الاغاثية، وأن الضحية المباشرة لتهديد المنظمات الدولية فئات كبيرة من المستحقين في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا.

وقال البيان إن "اللجنة قدمت وثائق وتقارير تفصيلية لفريق الخبراء وللمنظمات الدولية توضح وتوكد نهب المليشيا الحوثي للمساعدات الاغاثية وإعاقة عمل المنظمات، ولا زلنا نطالب بضرورة اتخاذ تدابير ووسائل تضمن ايقاف هذا التدخل".

وأشار إلى أن "ان الحكومة تدعم كافة الجهود والاليات الضامنة للوصول الانساني السريع للمستحقين في كافة المحافظات، ورفض الحكومة لأي عمليات تحول دون الوصول الى المحتاجين".. محملاً المليشيات الانقلابية المسؤولية الكاملة حيال أي عوائق قد تتعرض له المنظمات الأممية والدولية أو فرقها الميدانية أثناء أعمالها الاغاثية والانسانية".

من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، أن عدداً من مكاتب المنظمات الدولية في اليمن تتعرض لعمليات ابتزاز وسرقة ممنهجة من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية.. مشدداً على ضرورة ادانة سرقة المساعدات الإغاثية من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية

وقال الحضرمي خلال لقائه يوم أمس الاثنين، مع سفير نيوزيلندا، إن ما تعرضت له برامج الإغاثة التابعة لبرنامج الأغذية العالمي على وجه الخصوص من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، يتطلب وقفة جادة من قبل المجتمع الدولي ومن مجلس الأمن خاصة من أجل ضمان وصول الدعم السخي المقدم من الشركاء لإغاثة اليمنيين».

وفي السياق، جدد مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية، مناشدته الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها والمجتمع الدولي بالتصدي لانتهاكات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران التي تعترض المساعدات الإنسانية وتنهبها أو تتلفها. 

وأكد المركز أن إفادة مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي تكشف إعاقة مليشيا الحوثي توزيع المساعدات الإنسانية في اليمن وتؤكد الانتهاكات الحوثية للعمل الإنساني التي طالما استنكرها المركز. 

يشار إلى أن تقارير حقوقية وصحفية قد أثبتت قيام مليشيا الحوثي بمصادرة المساعدات الإغاثية المجانية، وقامت ببيعها للسكان بأسعار مضاعفة في الأسواق السوداء، كما تشترط على المواطنين القتال في صفوفها مقابل حصولهم على بعض المساعدات.