تحتفي الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة 8 مارس/ آذار هذا العام بشعار تمكيني لنساء العالم يقول " نطمح للمساواة، نبني بذكاء، نبدع من أجل التغيير". لكن شعارها ذاك يصطدم بقوة بوضع المرأة غير المنفتح للتمكين أو التغيير في اليمن، حيث تستقبل نساء اليمن عام خامسة للحرب التي أضعفت دورها التمكيني الضعيف أصلاً. فمؤشر فجوة النوع الاجتماعي الصادر عن المؤتمر الاقتصادي العالمي يلخص الكثير من الحقائق، إذ يصنف المرأة اليمنية في المستويات الأخيرة وللعام الثامن على التوالي.
وبالتزامن مع آمال الأمم المتحدة بتمكين المرأة، قام اتحاد نساء اليمن، المؤسسة المدنية التي تمتلك أكبر شبكة فروع في كافة محافظات اليمن، بالإعتذار عن عدم مقدرتها على إقامة معرض عن المرأة اليمنية احتفاءاً بهذه المناسبة بدءاً من ٧  مارس/ آذار، إلا أنها وقبل ذلك بيوم فقط نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إعلاناً بتأجيل الفعالية لأسباب لم تعلن عنها.
وفي السياق، قالت مصادر خاصة بأن سبب تأجيل فعاليات الاتحاد جاء بعد ضغوط من قبل جماعة الحوثي التي وجهت بعدم عقد المعرض بسبب ما يصفونه بـ"الاختلاط بين الجنسين".
وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه لـ"يمن ميديا"، بأن المفاوضات ماتزال مستمرة لإقناع سلطات الأمر الواقع (الحوثيين) بعقد الفعالية، مالم سيتم حصر حضورها على النساء فقط في سابقة لم تحدث في تاريخ الاتحاد. 
أما على صعيد المناطق المحررة لاسيما في المناطق الجنوبية، فالمناسبة لم تتعد كلمات بسيطة وتكريم لعدد من النساء، دون أن يتم هناك تمكين ملموس يذكر لملايين اليمنيات خلال سنوات التحرير الأخيرة.  
الحرب التي اسدلت ستائرها القاتمة الغليظة على نفاذ طموح النساء الحالمات بوضع أفضل، لا تزال تتسبب في اقصاء المرأة اليمنية عن تأدية دورها المجتمعي متعدد المجالات، لا سيما مع استمرار انقطاع معظم الخدمات وانقطاع رواتب معظم اليمنيين للعام الثاني والنصف.
وعلى ذات الصعيد الذي تنادي به الأمم المتحدة لتمكين النساء في العالم، لا تلعب المنظمات الأممية البالغة حوالي ١٢ منظمة أي دور لتمكين المرأة وتقوية وضعها خلال حرب تجعلها ضحية رئيسية متكررة لكل تدهور جديد. فالأمم المتحدة لا تدعم أي أنشطة تنموية، بل اغاثية سريعة الاستهلاك تساعد بعضهن على البقاء ولا تتلقاها معظم اليمنيات بسبب شحة تمويلات المنظمات مقارنة بحجم الاحتياج.
المنظمات والمؤسسات الوطنية هي أيضا لا تعمل في تمكين المرأة اليمنية غير باستثناء الصندوق الاجتماعي للتنمية والذي يشترط  بأن يكون نصف مستفيديها من النساء بل يعمل على اكسابها من الأدوات والتمويلات ومهارات التنمية البشرية ما يمكنها من الحصول على خدمات مستدامة البقاء او الدخل الثابت أو المبادرات المجتمعية الريفية التي تدعم بها نظيراتها من الريفيات اللاتي لا يملكن صوتا مسموعا.
وتسببت الحرب في زيادة أعداد النساء اليمنيات اللاتي يحتجن للمساعدة العاجلة، ووفقا لخطة الاستجابة الإنسانية للعام 2019، فان 1.1 مليون امرأة حامل ومرضعة في حاجة إلى برامج التغذية التكميلية.