أفاد شهود عيان في مديرية ملحان التابعة لمحافظة المحويت غرب اليمن، بأن عناصر تابعة لمليشيا "الحوثي" نهبت أدوية مخصصة لعلاج الكوليرا في قرية الأصابع، والمقدمة من وزارة الصحة والسكان في عدن، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.

ونقل موقع صحيفة العربي الجديد اللندنية، عن مصدر في القرية، قوله: إن العناصر الحوثية اقتحمت قرية الأصابع مساء يوم الخميس الماضي وأقدمت على اختطاف الناشطين سلطان الدسم، ومحمد حسن ناصر، واقتادتهما إلى سجن في مديرية الكدن، مشيراً إلى أن عدداً من أبناء القرية اضطروا لمغادرتها هرباً من عناصر يحاولون القبض عليهم.

وأضاف المصدر، أن "الحوثيين يتهمون هؤلاء الناشطين بالتواصل مع الحكومة الشرعية بهدف الحصول على هذه الأدوية لمواجهة جائحة الكوليرا التي انتشرت بين سكان القرية"، مؤكداً أن "الحوثيين نهبوا كل الأدوية الخاصة بمرض الكوليرا المتوفرة في الوحدة الصحية التابعة للقرية، ولم يكتفوا بذلك، بل أخذوا 200 ألف ريال يمني من الأهالي مقابل وعود بإعادة الأدوية، لكن هذا لم يحدث حتى الآن".

وأوضح المصدر أن "أكثر من 62 شخصاً في القرية، بينهم أطفال، أصيبوا بالكوليرا خلال الفترة الماضية، ولا يزال المرض ينتشر والسكان بحاجة إلى الأدوية". ولفت إلى أن "البحث عن الدواء ليس جريمة، وإنما الجريمة أن يموت الناس من المرض لأنهم لا يملكون الدواء".

وناشد المصدر السلطات في صنعاء ومنظمة الصحة العالمية بالتدخل للإفراج عن الناشطين وإعادة الأدوية لمواجهة مرض الكوليرا إلى القرية. وانتشر مرض الكوليرا في قرية الأصابع انتشاراً واسعاً وسريعاً.

وتقع قرية الأصابع على قمة جبل في عزلة القبلة مديرية ملحان، ولا يمكن الوصول إليها بالسيارة وإنما الوصول ممكن إلى قرية المركع المجاورة التي تبعد عن مركز المديرية (بني حجاج) نحو 25 كلم. ويحتاج من يريد الذهاب للمركز الصحي إلى السير على الأقدام نحو نصف ساعة، وبعدها ساعة ونصف الساعة تقريباً بالسيارة.

ويعتمد أهل القرية في توفير الماء على البرك القديمة الملوثة، ولا تتوفر في هذه القرية حمامات، ويضطر أغلب سكانها لقضاء حاجاتهم في العراء.

وكانت وزارة الصحة والسكان التابعة للحكومة الشرعية في عدن قد وفرت، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، خمسة أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بعلاج الكوليرا، تفاعلاً مع مناشدة الأهالي الذين طالبوا بتوفيرها لهم.