2019/05/13
"مذبحة سعوان" .. الكمين الذي فضح انحياز "مواطنة" لميليشيا الحوثي

 

 

لا تزال أصوات "انفجار سعوان" بالعاصمة اليمنية صنعاء، تصم آذان سكان المنطقة، بالرغم من مرور أكثر من شهر على حدوثها، ولا تزال دماء الضحايا تلمع على الأرض، ولا تزال جراح الأطفال تنزف على الأسرّة في المستشفيات.

وطبقاً لشهادات العديد من سكان المنطقة، فإن ما حدث في سعوان ظهيرة السابع من أبريل الماضي، كان عدة انفجارات مروّعة بمكان واحد، لكنها خلّفت أضراراً مهولة في الأعيان المدنية المجاورة، وأدت لسقوط ضحايا من طلاب وطالبات المدارس القريبة، ومن المدنيين، وأثارت هلعاً ورعباً في أوساط السكان لم يسبق له مثيل.

وبينما كان سكان المنطقة في دوامة من الحيرة يبحون عن السبب وراء هذه الانفجارات الغريبة، إلا أن مليشيا الحوثي باشرت في اتهام طيران التحالف العربي بقصف المكان، وشرعت في إخفاء الأدلة التي تشير إليها، واعتقلت النشطاء والمصورين، ومنعت الوصول إلى الموقع، وأجبرت ذوي الضحايا على اتهام التحالف بقتل أقاربهم، وفقاً للشهود.

نجحت مليشيا الحوثي في السيطرة على الموقف، واستغلال الجريمة إعلامياً بما يخدم مصالحها، ومنعت تسرب المعلومات الحقيقة إلى وسائل الإعلام، وأجبرت العديد من ذوي الضحايا على دعم روايتها لما حصل، إلا أن المنظمات الحقوقية التي ذهبت إلى المنطقة في وقت لاحق، والتقت ذوي الضحايا، استمعت إلى التفاصيل الكاملة والحقيقية للجريمة.

وكانت منظمة سام للحقوق والحريات، في طليعة المنظمات التي حققت في الجريمة، وتمكنت من إصدار أول تحقيق مفصّل يكشف ملابساتها في 7 مايو الجاري، وأوردت فيه احصائيات لعدد القتلى، والإصابات، وشهادات موثقة لشهود عيان كانوا قريبين من موقع الانفجار, وطالبات نجين من الموت بأعجوبة وإفادات لأهالي بعض الضحايا من الطالبات.

وقالت سام إنه وبحسب تقييم خبير عسكري عمل في مجال التصنيع العسكري في القوات المسلحة اليمنية “يعتقد أن الانفجار لم يكن بفعل صاروخ جوي أو ضرب طيران بل نتيجة فعل داخلي من الورشة نفسها، وأن مدى الضرر الذي خلفه الانفجار، والذي وصل إلى مسافة 5 كم، ناتج عن مواد شديدة الانفجار؛ ربما كانت تستخدم لتصنيع رؤوس صاروخية تستخدم  في العمليات العسكرية”.

وبعده بيومين، أصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بالاشتراك مع منظمة مواطنة المحلية، تقريراً حول ذات الموضوع، قا التقرير: إن "اشتعال النيران في محتويات مستودع تابع للحوثيين أدى إلى حدوث الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 15 طفلاً على الأقل وإصابة أكثر من 100 طفل وبالغ".

إلا أن تقرير "هيومن رايتس ووتش" أثار عاصفة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما قاله حقوقيون إنها استخدمت في التقرير مصطلحات "ناعمة" ومطاطية، تحاول من خلاها غسيل جريمة الحوثي، والتقليل من محتويات المستودع بوصفها "مواد متطايرة"، فضلاً عن محاولة التشكيك في حقيقة نتائج التحقيقات والشهادات.

واتهمت الردود منظمة مواطنة" اليمنية، ورئيس المنظمة رضية المتوكل، بالوقوف وراء اللغة الناعمة في التقرير، كما هي عادتها في تقاريرها السابقة التي تعمل من خلالها على خدمة الحوثيين وتغطية جرائمهم بحق اليمنيين منذ الانقلاب.

وقال عبدالسلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات، إن "تقرير سام الذي كشف أن تفجير سعوان بصنعاء نتيجة لانفجار مصنع سلاح للحوثيين، أشعر تحالف بيروت الحقوقي بالحرج من المانحين فأصدر تقرير "الدرج المخفي" عن الحقيقة بعد تجهيز  تقرير كان سيطالب التحالف بقيادة السعودية بالتحقيق ويدين استهداف المدنيين وطلاب المدارس بالطيران.

وأضاف محمد: إن "ما يقارب20 طفلا قتل وأكثر من 100 جريح في تفجير أبريل الماضي وأطلقوا عليه مصطلح ناعم.. “نتيجة لتخزين "مواد متطايرة "!

وأشار في تغريدة أخرى، إلى أن "الفضل لمنظمة سام التي كشفت الحدث على أنه انفجار لورشة تابعة للحوثيين بجوار مدرسة سعوان تحوي مواد شديدة الانفجار يعتقد أنها تستخدم في صناعة رؤوس الصواريخ!".

وعلّق الناشط الحقوقي رياض الدبعي، بقوله: "تحقيق منظمتي مواطنه وهيومن رايتس ووتش ليس بجديد.. هذا التحقيق  أكدته عدد من المنظمات المحلية بعد الحادثة، لأنها تعمل رصد وتحقيق ميداني.. وآخرها كانت منظمة سام".

وأضاف الدبعي: "لكن للأسف "هيومن رايتس ووتش" تعاملت مع الانفجار وكأنه سبق صحفي.. ولم تتأكد من المعلومات. لأنها تتعمد في معلوماتها على منظمة واحدة (في إشارة لمنظمة مواطنة).

الناشط رضوان الهمداني، هاجم رضية المتوكل بشدّة، وقال في تعليقه على التقرير: رضية التي تعمل "غسالة " لجرائم الحوثيين.. حوّلت الاسلحة بقدرة قادر إلى مجرد مواد متطايرة وكأنها تتحدث عن غاز الميثان وليس صواريخ والغام وقذائف !".. مضيفاً: عادها قالت (بكميات كبيرة) يعني لو بكميات صغيرة عادي ممكن يخزنوها براحتهم وسط الاحياء".
واختتم الهمداني تعليقه بالقول: "مفتالة ومعراصة لا حدود لها".

من جانبه، انتقد الصحفي والناشط الحقوقي همدان العليي، وصف منظمتي مواطنة وهيومن رايتس ووتش، مخزن السلاح والمتفجرات بأنه مستودع فيه "مواد متطايرة".. مؤكداً أن معدّي التقرير "حاولوا ادعاء الحياد بتقريرهم، لكنهم يتعرون أمام اليمنيين..".

وقال العليي، إن "الدوائر واللوبيات الغربية تحاول صناعة أداة كبيرة لها في الشرق الأوسط اسمها "مواطنة"".. لافتاً إلى "لقاء وزير الخارجية البريطاني بالسلالية رضية المتوكل يأتي في هذا السياق.. صناعة رموز يتم استخدامهم لتمرير أهدافهم في شبه الجزيرة العربية".

وذكر العليي، في تغريدة أخرى، أنه "ليس من المعتاد أن يلتقي وزير الخارجية البريطاني في مكتبه إلا بنظرائه.. وليس بالناشطين. واليوم تصدر منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا مشتركا مع مواطنة للترويج لها على مستوى دولي ومحلي.. مؤكداً أن "هذه الأساليب كانت تمر على الناس في السابق، أما اليوم فقد أصبحت هذه الوسائل مكشوفة.."

وأشار همدان العليي، إلى أن "وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء أعلنت قبل شهر بأن انفجار سعوان ناتج عن قصف طيران تسبب في مقتل 15 طالبة.. مشيراً إلى أن هذا الاعلان ليس قول ناشط ولا مفسبك، بل جانباً من أساليب الحوثيين في تضليل اليمنيين والمجتمع الدولي.

وعلق الناشط ماجد الحسني،  ساخراً: "مواد متطايرة.. يعني قصدهم ألعاب أطفال كان الحوثي يريد توزيعها للطالبات نهاية العام الدراسي".. مختتماً تعليقه بالقول: "العالم كله منافق".

وتداول النشطاء في تعليقاتهم، مقتطفات من تقارير سابقة لمنظمة مواطنة، وكيف حاولت غسيل جرائم الحوثيين بحق اليمنيين خلال حروبهم المتواصلة منذ أكثر من 5 سنوات، ومحاولتها إظهارهم كأبرياء أمام العالم.. مؤكدين أن "مذبحة سعوان" كانت بمثابة الكمين الذي فضح مسيرة مواطنة ومغالطاتها أمام العالم بمساعدة "هيومن رايتس ووتش".

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن ميديا www.yemen-media.com - رابط الخبر: http://ye-media.net/news1942.html