2019/05/11
"تغريدة" للسفير البريطاني لدى اليمن تثير غضب اليمنيين

 

أثارت تغريدة للسفير البريطاني لدى اليمن مايكل ارون، انتقد فيها تهكّم اليمنيين على مزاعم الحوثيين الانسحاب من موانئ الحديدة، موجة غضب واستنكار واسع لدى اليمنيين، مؤكدين أنه خرج فيها عن اللياقة الديبلوماسية إلى محاولة فرض آرائه عليهم.

وقال السفير مايكل ارون، في تغريدته التي نشرها بحسابة الرسمي على تويتر، مساء اليوم: "يبدو أن المتهكمين اليمنيين الذين ينتقدون كل ما يفعله الطرف الآخر (أي الحوثيين) حتى لو كان إيجابياً (في إشارة إلى مزاعم الحوثيين بالانسحاب من موانئ الحديدة) الذين يقولون إن الأمم المتحدة ساذجة يقولون إن الحل الوحيد هو الحرب الدائمة في اليمن".. 
وأضاف: "لدي ثقة أكبر في اليمنيين وأعتقد أنهم يستطيعون العيش معاً في سلام وأمن".

واعقبت هذه التغريدة عاصفة من ردود الأفعال والتعليقات الغاضبة، هاجمت السفير بشدّة وأغرقت حسابه على موقع التدوين المصغّر "تويتر" بسيل من التعليقات النارية، نستعرض خلال هذا الموضوع بعضاً منها.

وقال الناشط الصحفي بسيم الجناني، "نحن أيدنا وكثير من اليمنيين مباحثات السلام في استوكهولم واستبشرنا بوقف القتال وتحقيق سلام يضمن للجميع التعايش وليس سلام يحقق من خلاله طرف مكسب يعتبره انتصار على الآخر".. 

وأضاف الجناني وهو من أبناء الحديدة: "هناك دماء لاتزال تنزف للآن بعد ستة أشهر من الاتفاق ومعاناة إنسانية تتفاقم ولا يوجد تأثير جاد على إيقاف هذا العبث".

من جانبها، ردّت الناشطة اليمنية سمر ناصر اليافعي، "نحن نريد السلام، والذي لا يحب السلام لبلده لا يستحق وطن. ولكن، نحن نريد سلام حقيقي وليس سلام مؤقت".. مضيفة: "اليمنيون عاشوا في الحروب وعارفين التاريخ لانهم عاشوا فيه. نحن نريد سلام حقيقي بانتهاء الانقلاب لأنها قامت ضد الدولة والمواطن اليمني البسيط ".

واختتمت سمر اليافعي، تعليقها على تغريدة السفير آرون بالقول "يشرفنا ان نكون متهكمين من اجل سلام حقيقي".

من جانبه، الناشط الحقوقي رياض الدبعي، خاطب السفير البريطاني بالقول: "يفترض أن تسمعوا جيدا لصوت اليمنيين الذين عانوا من الحرب ولا يليق باليمنيين بأن تتهمهم بأنهم متهكمين".

وأضاف الدبعي "التعليقات الساخرة على انسحاب الحديدة هو نتاح طبيعي لعدم مصداقية المجتمع الدولي، لا نتيجة طبيعية لضعف المبعوث الاممي.. مختتماً تعليقه بالقول "ما حصل اليوم في الحديد من قبل الحوثيين هو مسرحية وانت تعرف".

وعلّق الناشط حسين عزيز، بقوله: "التهكم هو ان تتلاعب بالاتفاقية مدة خمسة اشهر!.. وأضاف مخاطباً السفير البريطاني: "أنتم لا سواكم راس الشر وسبب دمار وخراب اليمن انتم هوايتكم التقسيم وهذه لعبتكم انتم سبب كل البلاء ..."

الناشط فيصل الحميدي، قال في تعليقه على السفير ارون: إن "التلاعب بالألفاظ والمصطلحات أصبحت مستهلكة".. لافتاً إلى أن "هناك اتفاق وبنود يجب أن تطبق، أما الالتفاف على الاتفاق قبل جلسة مجلس الأمن  فهو مرفوض ولن يؤدي إلى السلام".

بدورها، قالت الروائية اليمنية نور ناجي: من تدعوهم بالمتهكمين هم اليمنيين الذين يعيشون في معاناة أنتم من ساهم في إطالة أمدها.. مضيفة: "خمسة أشهر من التسويف لتؤيدوا بعدها فعل من طرف واحد ولم يكن ضمن بنود الاتفاق..".

وخاطبت ناجي، السفير البريطاني، في ختام تعليقها بالقول: "كفوا ايديكم عن اليمن، تدخلكم الغير محايد يزيد من معاناتنا.."

وعلّق الصحفي محمد سعيد الشرعبي، بالقول: "الانسحاب الحوثي المزعوم مسرحية هزلية، ومن الطبيعي نسخر منها وممن يروج لها على أنها تنفيذ لاتفاق ستوكهولم".

فيما هاجم "بشير عبدالرحمن"، السفير البريطاني بشكل مباشر وقال في تعليقه "تواطؤكم مع الحوثي يجعلكم محل اتهام وموضع شك فاليمنيين يكرهوا الحوثي لأنه عدو الشعب اليمني".

أما الصحفي اليمني أحمد الصباحي، فعلّق قائلاً "للأسف لغة متعالية يا سعادة السفير وكأنك تفرض على اليمنيين في اختياراتهم، عندما كنا نقول إن "مارتن جريفيت" هو مبعوث لبريطانيا وليس للأمم المتحدة لم نكن نخطئ".

وعبّرت الردود اليمنية عن حجم السخط الشعبي من تغريدة السفير البريطاني، والذين قالوا إنها تفصح عن التوجه البريطاني المتواطئ مع مليشيا الحوثي الانقلابية لإطالة الحرب التي من شأنها خدمة مصالح الطرفين على حساب معاناة أبناء الشعب اليمني".

وكانت مليشيا الحوثي قد زعمت أنها ستبدأ تنفيذ ”انسحاب أحادي الجانب“ السبت من الموانئ الثلاثة بالحديدة، إلا أن الحكومة الشرعية وصفتها بأنها ”مسرحية“ مكشوفة تم من خلالها إخراج مجموعة من الميليشيات باللباس المدني واستبدالهم بآخرين يرتدون اللباس الرسمي لشرطة خفر السواحل في محاولة لتضليل المجتمع الدولي قبل انعقاد جلسة مجلس الامن في 15 مايو الجاري" وفقاً لتصريح وزير الإعلام الإرياني لـ"رويترز".

وحمّل محافظ محافظة الحديدة الحسن طاهر، في تصريح لوكالة فرانس برس، الامم المتحدة وعلى رأسها مبعوثها في اليمن (مارتن غريفيث) المسؤولية عن هذه المسرحية المكرورة، متهما "غريفيث" بالعمل لصالح المتمردين الحوثيين.

وبالرغم من هذه المواقف، إلا أن الغريب في الأمر هو الاندفاع البريطاني لمباركة هذه الخطوة،  عبر وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت، والسفير البريطاني في اليمن مايكل أرون، والأخير ذهب لأبعد من المباركة بمحاولته إجبار اليمنيين على التعامل الإيجابي معها بالرغم من خرق المليشيات لمئات الاتفاقات منذ بداية الانقلاب نهاية العام 2014.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن ميديا www.yemen-media.com - رابط الخبر: http://ye-media.net/news1936.html