كشف الصحفي عبدالرحمن أنيس، في سلسلة منشورات على منصة "فيسبوك"، اليوم الأربعاء 13 أغسطس/ آب، عما وصفه بفضيحة فساد تتعلق بتسعير الأدوية في العاصمة المؤقتة عدن، متهماً شركات استيراد أدوية بتضليل الجهات الرسمية والرأي العام من خلال تقديم قوائم أسعار وهمية.

ووفقاً لأنيس، قدمت بعض الوكالات قوائم بأسعار مبالغ فيها إلى الهيئة العليا للأدوية، ما جعل التخفيضات المعلنة لاحقاً تبدو وكأنها "إنجاز"، في حين أن الأسعار الفعلية ارتفعت مقارنة بالسنوات الماضية، رغم تحسن سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية.

وأشار إلى أن القوائم الرسمية شملت أدوية منقرضة لم تُستورد منذ أكثر من 15 عاماً، مثل: "رايليستا 60"، "سبكال شراب"، و"فيتومين زد"، بهدف خلق انطباع زائف بوجود تخفيضات على أدوية لم تعد متوفرة أصلاً في السوق اليمني.

وفي مقارنة عرضها أنيس بين أسعار عدد من الأصناف في أبريل/ نيسان 2024 (عندما كان سعر الصرف 444 ريالاً يمنياً مقابل الريال السعودي)، وأسعارها في أغسطس/ آب 2025 (سعر الصرف 428)، بيّن أن الأسعار شهدت ارتفاعاً كبيراً، من أبرزها: بانتودنك 40 ملغ أقراص: من 16,875 إلى 24,332 ريالاً، سيبرودنك 500 ملغ: من 9,000 إلى 13,083 ريالاً، دوكسي دنك: من 8,100 إلى 11,249 ريالاً.

وأشار أيضاً إلى أن الزيادة لم تقتصر على الأدوية المستوردة، إذ ارتفع سعر دواء محلي مثل "تيجراماكس" من 7,500 إلى 9,400 ريال خلال عشرة أيام فقط، رغم إعلان ما يُسمى بـ"التخفيضات الرسمية".

كما اتهم أنيس الهيئة العليا للأدوية باعتماد تسعيرة مختومة لصالح شركة "الجبل"، تضم أصنافاً دوائية لم تعد تُعرف في السوق اليمني منذ سنوات طويلة، من بينها: "كوليت"، "دروتاسيب"، "بيرسيب 4"، "تاجرا"، وغيرها من الأدوية التي قال إنها "لا يعرفها حتى خريجو كليات الصيدلة بعد عام 2015".

واعتبر أن إدراج هذه الأصناف في التسعيرات الرسمية يُعد عملية تضليل ممنهجة، مشيراً إلى أن ما سُمي بـ"تخفيضات الأدوية" ليس سوى غطاء لرفع الأسعار الفعلية على المواطنين، داعياً إلى فتح تحقيق عاجل ومحاسبة الجهات المتورطة.