تواصل مليشيات الحوثي عمليات التنكيل بمواطني منطقة حجور بمديرية كشر شمال محافظة حجة، بعد أن فرضت سيطرتها على منطقة العبيسة شرقي المديرية، وتقوم بتنفيذ إعدامات جماعية للمواطنين وتفخيخ منازلهم ونهب ممتلكاتهم.

والخميس الماضي، اقتحمت مليشيات الحوثي منطقة العبيسة، بعد قرابة خمسين يوماً من القتال مع رجال القبائل، ونفذت إعدامات جماعية بحق المواطنين في قرى وسوق العبيسة والمناطق التي وصلت إليها بعد اقتحام منازلهم بقوة السلاح.

وفي هذه اللحظات، قال الشاعر والناشط عامر السعيدي، في تغريدة بصفحته على تويتر: "يتعرض الآن المواطنين في بني سعيد وبني عمر وقرية الشهيد القائد أبو مسلم للتصفيات ويقوم بني هاشم بتلغيم البيوت واقتحامها والتنكيل بأهلها".

وذكر السعيدي وهو أحد أبناء حجور أن "ميليشيا الحوثي قامت بتفجير منزل الشيخ علي فلات القيادي في حزب الإصلاح وأحد أبرز قادة المقاومة في حجور".. 

وأشار السعيدي إلى أن الحوثيين عزلوا حجور عن العالم بعد أن حاصروها ومنعوا محاولة السكان للنزوح، وتقصف منازل المواطنين من أسطح منازل الموالين لها في طلان ومركز المديرية، وأضاف: "أجريت أكثر من ألف محاولة اتصال على الأرقام التي في هاتفي لأهلي وأصدقائي في حجور ومنذ أكثر من عشرين ساعة لم أجد من يرد أو يرن حتى.

وفي وقت سابق، أكدت مصادر محلية "أن الجماعة الحوثية قامت بإعدام الشيخ محمد العمري وأولاده أمام زوجته في مشهد مروع، للانتقام منه، خصوصاً وأنه من الزعماء القبليين الذين وقفوا في مواجهة الجماعة".

ويشغل الشيخ العمري منصب رئيس فرع حزب «المؤتمر الشعبي» في مديرية كشر، وشكل مع ثلاثة مشايخ آخرين، هم: علي فلات وعبده السعيدي وأبو مسلم الحجوري، حلفاً قبلياً للصمود في وجه الحوثيين قبل يومين.

وأفادت مصادر قبلية بأن الميليشيات أعدمت 5 من أبناء القبائل اختطفتهم من منزل أمين عبد الله النشمة في منطقة العبيسة، وسط حملات اعتقال ودهم للمنازل وتحويل مستوصف محلي في المنطقة إلى معتقل للجماعة.

وبحسب المصادر، فإن مسلحي الجماعة أطلقوا الرصاص المباشر على المواطن محمد حمید النمشة وزوجته ومواطنين آخرين في منازلهم بسوق العبیسة بعد اقتحامها.

وقالت المصادر إن مسلحي الحوثي فجروا منازل كل من أحمد صغير النمشة وحمدي مغثي النمشة ومحمد أحمد حميد النمشة وعبد الخالق النمشة والشيخ زيد عمير، وشرعوا في تفخيخ عشرات المنازل في مناطق العبيسة تمهيداً لتفجيرها، إضافة إلى إحراق 27 شاحنة تحمل صهاريج محلية لنقل الماء.

وكانت مصادر قبلية أكدت أن الميليشيات الحوثية قتلت نحو 70 شخصاً، وجرحت أكثر من 200 آخرين منذ بدء المواجهات في حجور، قبل نحو 50 يوماً، مشيرة إلى صمود أبناء القبائل في وجه الزحف الحوثي.

ولا تزال المواجهات مستمرة في الشق الغربي من مديرية كشر، حيث يحاول رجال القبائل الصمود في وجه الغزو الحوثي الذي يهدف إلى إخضاعهم لسلطة الجماعة ومشروعها الطائفي، في ظل صمت غير مبرر من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية.