من أصدق ما قرأت قبل عقود التعريف الذي نقشه كاتب فلسطيني يختصر الحكاية كلها على شكل حوار مقتضب بين طفل ووالده جاء فيه:
‏-ما هي وظيفة الأمم المتحدة يا أبي ؟
-استبدال الأوطان بالمخيمات يا بني.!! 
هذه الحقيقة مكتوبة بأنهار من الدماء والأوجاع والدمار والمذابح، مكتوبة بأنين الأطفال والنساء وضياع بلد كاملة اسمها فلسطين!.
ولا نزال نعيش الخديعة بتفاصيلها، بكل أسف.
هل يملك أحدكم نسخة من الوهم الذي يسمى "اتفاق استكهولم"؟!
هل تم توقيع اتفاق؟!
قال بيان "القوات المشتركة أن هذا الاتفاق قيدهم!!.
قالت الحكومة أن ممثلها في لجنة "استكهولم" لم يبلغ!!.
قالت الامم المتحدة أن الحوثيين سيطروا على "الاتفاق"!!.
والحقيقة أننا نتعرض للخديعة ونبيع الوهم.
هل يمتلك أحدكم نسخة موقعة مما يسمى "اتفاق استكهولم"؟!
ما أسوأ أن تغرق الأوطان في الأوهام؟!
في رواية ساخرة سمعتها من الفنان القدير  ابوبكر سالم : أن شابا كان غارقا في النوم والوهم، وأيقظه أحدهم بأصوات متسارعة لاهثة مستغيثة، أفزعه من نومه:
- يا هيثم يا هيثم ، زوجتك في العناية المركزة تولد!.
فز من نومه وخرج مذهولا مسرعا حافي القدمين مكشوف الرأس يلوم نفسه كيف فرط في زوجته الحامل.
أثناء هرولته، أصابته الأشواك والحصى، ومزقت قدميه حتى سالت الدماء غزيرة منهما.
خفف من سرعته، وبدأ يعود إلى وعيه رويدا رويدا..
- لكن زوجتي مش حامل!
فترت مشيته قليلا واستمر في التفكير وأفاق من الصدمة..
- أنا اصلا مش متزوج!
أصابته الدهشه، وتزاحمت الأسئلة في رأسه وهو ينزع الشوك من قدميه وقد أسند ظهره إلى عمود في قارعة الطريق وفاق من الوهم..
- حتى اسمي مش هيثم أصلا!!
....
من أقنعنا بوهم اسمه "اتفاق استكهولم" حتى تستدرج الحكومة وتشكل فريقا في أرض يمنية تتعرض لأبشع احتلال عرفته البشرية، هو #الاحتلال_الايراني؟!
قرار ٢٢١٦ لم ينفذ، ولم نتمسك به تمسككم بوهم اسمه "استكهولم"!
حضر غريفث وقال أنه قرب وجهات النظر حول ملفات ثلاثة:
- اطلاق سراح المختطفين بشكل كامل (الكل مقابل الكل) على أن يتم ذلك في ٢٠ يناير ٢٠١٩م، حسب التزمين الذي وقعه كل الأطراف طيلة سبعة أيام ناقشوا فقط ملف المختطفين بشكل مستفيض خطوة خطوة حتى تم تحديد تاريخ ٢٠ يناير ٢٠١٩م موعدا للتبادل الكامل، وهذا لم يتم!!.
- موانئ الحديدة (الصليف ورأس عيسى ، الحديدة)، ويتم بالتزامن مع الملف الأول.
- فك الحصار عن تعز، ويتم أيضا بالتزامن مع الملف الأول!.
هذا هو نص ما يسمى باتفاق "استكهولم"، فهل تم تبادل المختطفين الكل مقابل الكل؟!
هل تم كسر الحصار عن تعز؟!
فلماذا ساهمت البيانات كلها في خديعة اليمنيين؟!.
اعرف أن هذه السطور ستقابل بالتهكم واللامبالاة من قبل البعض، وقد يتجاهل البعض الوقوف عند الحقائق، لأنه قد تخدر بأكاذيب وتلاعب وتزييف الأمم المتحدة!.
أعرف أيضا أن المسؤولين الحكوميين فرطوا في بلادنا وأرضنا وسمحوا للغرباء بعرض هذا الوطن على طاولة التقسيم والتجزيء والتفكيك، وأنهم حتى اللحظة لا يعلمون أن مختطفا قتل تحت التعذيب قبل أسبوع من اليوم، وكان يفترض أن يطلق سراحه قبل ثلاث سنوات حسب بنود الاتفاق.
وأعرف أيضا أن هناك من سيفيق بعد حين وهو يصرخ مذهولا: هااه هيثم من ... اسمي مش هيثم.
وأكتب هذا للتاريخ، للأيام، للأبطال.
حتى لا تخدغنا الأوهام مرة أخرى.